كأنكَ أَعمى وأَصَمْ وأَبكَمْ كأنكَ غافل بأن الليل لا يسطو .. إلا بغروب الشمس كأنكَ لاتدري أن في الصمت شيطنة أكثر من الشيطان ذاته كأنكَ تتجاهل أن العروس قد بيعت بالمزاد وسيف عَريسها من الخشبِ كأنكَ لاتعلم أن الأطفال لم يفتحوا كراريسهم وان الأقلام تبكي أحلامهم كأنك لا تبصر زَهوْ الصبية والصبايا ... لاذّ بالفرار بمشهد الدم المعجون في خبزهم وسيل القيح في شربهم كأنكَ لا تعيْ ان الدمى تتحرك بخيوط أرباب البحار وسدنة الجوار حين لم يبق للنهرين الخيار وفي جحيم اليأس من صنع الحصار فرض عليهما تمرير القرار كأنكَ تنسى أن قلوب الثكالى تضخ دماَ من نار يزداد سعيره على صدرِ الليل وتعزفه الأوتار كأنكَ تشك أن الرماد الذي خلفوه لاتتخبئ فيه شرارة ونفخة منكَ ومني كفيلة بتفجير المرارة فكفاكم وكفانا عمى ... وصمْ ... وبٌكم ...