بمرور الوقت، يتجدد تأكيد أن المولودية الوجدية لكرة القدم، أصبحت مجرد إسم، بعيد كل البعد عن أن يقلق أي فريق زائر مهما كان مستواه، ودليلنا بعد يوسفية برشيد التي جاءت إلى وجدة، وضربت بثلاثة أهداف لا غبار عليها... أن فريق قصبة تادلة يعود أيضا من وجدة بانتصار واضح على المولودية التي مدحها عزيز عبد المالك مدرب فريق قصبة تادلة... فرأى أنها فريق كبير، يثير الحيرة للمرتبة غير اللائقة التي يحتلها... إلخ. طبعا، الحديث عن تاريخ وقيمة المولودية الوجدية، لا يمكن اختصاره في بضع صفحات، فهو الفريق الذي كان يؤرق كل الفرق العتيدة التي تأتي إلى وجدة لمقابلته، وأيضا يقلق الفرق بملاعبها حين يحل ضيفا عليها... ومن الأمثلة التي تؤكد القيمة الكروية الكبرى والعريقة للمولودية الوجدية، أن الملعب البلدي بوجدة/ الحفرة، كما كان يسمى، كان يمتلىء كذلك بمتفرجين جزائريين يعشقون المولودية، ويأتون بانتظام إلى وجدة خصيصا لحضور مقابلاتها، ويكاد يصعب وقتئذ التمييز بينهم وبين رياضيي وجدة في حماسهم وغيرتهم على الفريق... اليوم نلعب مع القصبة، ومع برشيد، ومع مريرت... وغدا سنقابل الشويحية، وعين ألمو، وزكزل... ولا ندري ماذا أيضا؟؟.. حان.. بل، فات الأوان... أن يرحل مدمرو المولودية بعيدا عن هذا الفريق لأنه أكبر منهم، ومن ضعفهم التقني، والإرادي، والرياضي، والنضالي كذلك، مع التأكيد على أن توكل مسؤولية التسيير لرياضيين مؤطرين ذوي كفاءات حقيقية، وقطع الطريق على الانتهازيين الذين يتصيدون الفرص للانقضاض على المسؤولية، وحتى المدرب الذي يحترم قيمته المهنية، يجب ألا يقبل بتدريب المولودية لمجرد إعفاء مدرب آخر، ودون أن يقدّر حجم وخطورة المسؤولية... ودليلنا أن المتعاقبين الذين خلفوا السابقين من المدربين، لم يزيدوا المولودية إلا سوء؛ لأنهم لا يخافون من بهدلات الفشل الواضح؟؟. مقابلة الأحد ضد القصبة مؤسفة كل الأسف.. مؤلمة كل الإيلام... لا ينفع أن نقول عنها إن الحكم حرم المولودية من ضربة جزاء، أو أهدى الخصم ضربة حرة قاتلة، أو كان عليه أن يخرج ورقة حمراء تطرد ال مدافع القصبة الصلب... لا ينفع شيء.. المولودية يجرها اللامسؤولون إلى الأسفل/ الأسفل... ومن أجواء مقابلة نتيجة 2/1، نقدم لقرائنا الأعزاء هذا التصريح ل: عزيز عبد المالك مدرب قصبة تادلة الذي لأول مرة سجل مهاجمو فريقه هدفين للانتصار، إذ كانوا دائما لا يستطيعون تسجيل إلا هدف واحد في حالة الانتصار: يقول عبد المالك: " لم آت لوجدة من أجل الفسحة، إنما لهدف الفوز بثلاث نقط.. وقد اشتغلت في هاته المقابلة ضد المولودية على الهجومات المضادة السريعة". وعمّا إذا لم يكن إسم المولودية الوجدية بحكم تاريخه ليشكّل حاجزا نفسيا لقصبة الدلة، قال المدرب عبد المالك: " فريق المولودية بالنسبة إلي هو أحسن فريق موجود الآن.. فريق بهرني بمستواه.. وأنا أتساءل: ما هو مشكل المولودية؟.. بهرني بجميع خطوطه.. فريق متكامل وفي المستوى، وأتمنى أن يقف الجمهور الوجدي إلى جانبه؛ لأنه بكل صراحة فريق لا يستأهل هذه المرتبة التي يوجد فيها.. إنه فريق يستحق مرتبة أمامية". المدرب أعطى أيضا رأيه في الفرق التي يمكن أن تلعب من أجل الفوز بالبطولة، وتحقق الصعود، فقال:" " الفرق متقاربة في النقط، ولا أحد حاليا يعرف من يصعد، أو يسقط.. وبخصوص فريق قصبة تادلة وهذا واقع يجب أن تكتبوه يلعب دائما في غير ملعبه لأنه ليس لنا ملعب.. نقطع 300 كلم في الأسبوع لكي أتدرب، وليس لدي ملعب.. أنا دائما خارج؟.. لا ألعب أمام جمهوري الذي لو أتيحت لي فرصة أن ألعب أمامه بملعب يكون لنا خاصا بقصبة تادلة، للعبت أمام 6000 متفرج... ولهذا، وفي ظل هاته الإكراهات والمعاناة، فأنا حاليا أكتفي بهدف المساهمة في تنشيط البطولة.. قد أقول لكم إنني أريد الصعود، لكن لا تتوفر لدي إمكانيات.. فلو كان لدي مثلا ملعب مثل هذا أشار إلى ملعب وجدة لصرحت منذ بداية البطولة أنني سألعب من أجل الصعود... وعلى المسؤولين بإقليم بني ملال أن يلتفتوا إلى هذا الفريق الذي هو فريق شاب، ويجتهدون لدعمه بإحداث ملعب يعيننا على أداء مهمتنا الرياضية بالشكل المنطقي".