تستعد مدينة وجدة لاحتضان مهرجان الطرب الغرناطي في دورته الثامنة عشرة أيام 10 و11 و12 و13 يوليوز 2009 مساء بفضاء العروض بحديقة للا مريم والذي بعد تجديد حلته بترميم خشبته وقاعاته السنة الماضية. وسيشارك في هذه التظاهرة الفنية التي وضعت تحت شعار "تراث وإشعاع"، تسع فرق موسيقية محلية تهتم بالطرب الغرناطي ، جمعية السلام لقدماء الطرب الغرناطي والجمعية الأندلسية وجمعية هواة الطرب الغرناطي والمجموعة الغرناطية زرياب وجمعية لاسيكادا للطرب الغرناطي وجمعية أحباب الشيخ صالح للطرب الغرناطي والجمعية الموصلية والجمعية الإسماعيلية وجمعية نسيم الأندلس للطرب الغرناطي بوجدة بالإضافة إلى جوق الطرب الغرناطي لعبدالرحمان التازي من الرباط ومشاركة فرقتين من الجزائر الشقيقة وهما الجمعية الثقافية بلخوجة من وهران والجمعية الثقافية ابن باجة من مستغانم. وينظم المهرجان تحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بوجدة بتعاون مع وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية وولاية الجهة الشرقية ومجلس الجهة بوجدة. وسيتم تنظيم الحفل الافتتاحي لمهرجان الطرب الغرناطي بالمركز الثقافي مساء يوم الجمعة 10 يوليوز فيما تقام باقي السهرات الموسيقية بفضاء العروض بحديقة للا مريم، كما يتم بموازاة ذلك افتتاح معرض للفن التشكيلي برواق الفنون بشارع الأمير مولاي الحسن إضافة إلى ندوة حول الطرب الغرناطي وتاريخه ينشطها عدد من الأساتذة المختصين. ومن جهة أخرى، تمت برمجة المجموعات سهرات فنية بمختلف مدن الجهة الشرقية تقوم بتنشيطها المجموعات الموسيقية للطرب الغرناطي المحلية... ألفت المجموعات الموسيقية خلال السنوات الأخيرة عدم إيلاء أي اهتمام لهذا المهرجان لا من خلال الميزانية التي تخصص له، ولا من حيث الدعاية لتنظيمه ولا من حيث غياب المسؤولين لافتتاحه ولا لغياب الاستشارة مع الجمعيات الموسيقية ولا حتى إخبارهم ولا إشراك مركز الدراسات والبحوث الغرناطية بوجدة إضافة إلى عدم الاستقرار على تاريخ محدد بحيث يتم تأجيله بدون سابق إنذار خلافا للمهرجانات الأخرى الغريبة عن تراث الجهة والتي يُستعد لها بما فيه الكفاية وأكثر، الأمر الذي جعل الأغلبية تقتنع بأن المهرجان أصبح عبئا على مسؤولي المدينة خاصة بعد القفز على الدورة السابعة عشرة خلال السنة الماضية وتحويلها إلى سهرات رمضانية. ويقدر الغلاف المالي المخصص لهذه التظاهرة الفنية هذه السنة بحوالي 60 مليون سنتيم بمساهمات من وزارة الثقافة ووكالة تنمية الجهة الشرقية ومجلس الجهة، وهو المبلغ الذي ما فتئ يتناقص سنة بعد سنة مما يؤثر على عطاءات الفرق المحلية بحكم المبلغ الهزيل الممنوح لها وهي التي تكدّ وتجدّ لما يقارب السنة لتقديم إنتاجات فنية رائعة وراقية، في الوقت الذي يرى فيه المدير الجهوي لوزارة الثقافة عملية ترشيد للنفقات والمصاريف. ويتمنى الفنانون أن يحظى مهرجان الطرب الغرناطي هذه السنة بالأهمية الكافية التي تستحقها المدينة الألفية وتراثها الأصيل الذي هو من مميزاتها وخصوصياتها منذ قرون والعمل على إنجاحه كما انطلق عند تأسيسه ونشأته...