تحتضن مدينة وجدة مهرجان الطرب الغرناطي، في دورته ال19، أيام 27 و28 و29 و30 يونيو الجاري، مساء في فضاء العروض في حديقة «للا مريم» في وجدة، المدينة الألفية، وفي بعض مدن الجهة الشرقية، جرادة والناظور وعين بني مطهر. ويشارك في هذه التظاهرة الفنية، التي تنظَّم تحت شعار «فن الغرناطي تأصيلا في أوساط الشباب»، 12 مجموعة موسيقية للطرب الغرناطي، منها تسع فرق موسيقية محلية «جمعية السلام لقدماء الطرب الغرناطي والجمعية الأندلسية وجمعية هواة الطرب الغرناطي ومجموعة زرياب وجمعية أصدقاء لاسيكادا وجمعية أحباب الشيخ صالح للطرب الغرناطي والجمعية الموصلية والجمعية الإسماعيلية وجمعية نسيم الأندلس للطرب الغرناطي، بالإضافة إلى فرقة «أرابيسك للموسيقى الأصيلة من تطوان ومشاركة فرقتين من الجزائر الشقيقة: «جمعية المنصورة» و«جمعية قرطبة». ويُنظَّم الحفل الافتتاحي لمهرجان الطرب الغرناطي في المركز الثقافي في وجدة، مساء يوم الجمعة 27 يونيو الجاري، وتنشطه مجموعة الفنانين الصغار «بلابل الأندلس»، للفنان نصر الدين شعبان. وكما جرت العادة بذلك خلال الحفل، سيتم، تكريم بعض الشخصيات الفنية والموسيقية ذات الإشعاع المتميز، اعترافا لها بما أسدته من خدمات لهذا الفن الأصيل وللموسيقى في مدينة وجدة، فيما تقام باقي السهرات الموسيقية في فضاء العروض في حديقة «للا مريم». وموازاة مع ذلك، تنظَّم معارض فنية ولقاءات فكرية ينشطها عدد من الأساتذة المختصين حول موضوع «آفاق تكريس فن الغرناطي في أوساط الشباب»، مع إجراء مباراة الإنشاد والعزف والإيقاع في المركز الثقافي. لكنْ، من جهة أخرى، يرى العديد من المهتمين بالموسيقى الغرناطية أن مهرجان الطرب الغرناطي في مدينة وجدة يُنظَّم كل سنة خارج إطاره القانوني المنظم له، حيث تحول إلى سهرات ليلية على الهواء الطلق، دون التحضير له أو استشارة المعنيين بالأمر أو التنسيق معهم، من موسيقيين وفنانين ورؤساء المجموعات ومنشطين، خلال السنة. وتحدد في آخر لحظة تواريخ المهرجان وتستدعى المجموعات الموسيقية لتصعد إلى الخشبة وتقدم نوبتها وتنسحب، كما ينسحب الجمهور الوجدي المولع بتراثه الأصيل، فرحا بفرقه الموسيقية ومستاء من اللامبالاة والتهميش التي يقابَل بها على الصعيدين الرسمي والإعلامي، خلافا لما تعرفه مختلف المهرجانات الأخرى. كما يؤكد المهتمون أن شروط نجاح مهرجان الطرب الغرناطي وتطور فن التراث الموسيقي في هذه المنطقة مرهون باحترام القانون الذي يضبط فعالياته، تخطيطا وتنظيما وتأطيرا وتنشيطا، بعيدا عن الارتجال والارتباك، حتى لا يبقى مفتوحا على المجهول، مع الإشارة إلى ضرورة تشجيع الفرق الموسيقية، بمنحها حوافز مادية في مستوى أنشطتها التي تبذل في شأنها مجهودات جبّارة طيلة السنة، في التمارين على عزف النوبات (لا تتعدى منحة المشاركة للفرقة الموسيقية الواحدة 10 دراهم، أي أقل من 56 درهما للموسيقي الواحد في فرقة من 15 عازفا أو أقل، من درهمين في اليوم)... ومن جهة ثانية، فإن التوجه بمستقبل المهرجان إلى مستوى المهرجانات الجدّية والمتطورة يقتضي اتخاذ عدة إجراءات وتوجهات، من أهمها تفعيل دور مركز الدراسات والأبحاث الغرناطية، باعتباره مؤسسة تابعة للوزارة الوصية على القطاع الثقافي والتراثي، وتمكينه من الوسائل والموارد البشرية والمادية والتقنية للقيام بوظيفته التي أنشئ من أجلها (يحصل المركز على ميزانية حدد مبلغها السنوي في 10 آلاف درهم!..) وتأطير الجمعيات والأجواق التراثية الغرناطية، ضمن برنامج سنوي، وفق منهاج تربوي يستهدف التكوين والتوعية وتعميق الممارسة لهذا اللون من التراث، إضافة إلى تنظيم لقاءات وعروض أدبية وفنية طيلة السنة، ليكون المهرجان تتويجا علميا وأدبيا وفنيا لها. ولا يتأتى هذا إلا إذا كان المركز يلعب دوره وفق مقتضيات المرسوم المحدث والمنظم له، الأمر الذي يستوجب نهج اللامركزية واللاتمركز في العمل الفني الأكاديمي والثقافي الفني لهذا المركز.يشار إلى أن المهرجان ينظَّم تحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة في وجدة، بتعاون مع وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية وولاية الجهة الشرقية ومجلس الجهة والجماعة الحضرية للمدينة الشرقية.