حفيظة بوضرة / ... وتبقى دار المسنين نافذة للإطلالة على رجال ونساء هم جزء لا يتجزأ منا، والخلية القضائية منفذا للمقهورين تحت إشراف الأستاذة فتيحة غميظ، نائبة وكيل الملك ورئيسة الخلية القضائية المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وبتعاون مع بعض الجمعيات المهتمة بالمرأة والطفل، وبعض المحسنين، أقيم يوم الجمعة 11 يوليوز 2014 حفل إفطار جماعي برياض المسنين بوجدة، جاء عبارة عن إطلالة متميزة وعمل خيري من شانه التخفيف من معاناة هذه الفئات، وربط جسور التواصل معها وتحسيسها بالقرب من المجتمع. وقد قام العلامة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة رفقة الأستاذة فتيحة غميظ والمرافقين لهما بزيارة لمرافق رياض المسنين، والاطلاع على أهم الأقسام الموجودة به. وتأتي هذه الزيارة التكافلية خلال هذا الشهر الفضيل حسب الأستاذة غميظ في إطار تتبع الحالات التي تمت إحالتها من طرف الخلية على رياض المسنين، وكذا للوقوف على الوضعية التي تعيشها داخل هذه المؤسسة. وتضيف الأستاذة غميظ أن" الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أبنائها رجالا ونساء وأطفالا، فهم أمل الأمة وثروتها ومحور التنمية، إذ يبقى الارتقاء بالمجتمع رهينا بالارتقاء بالمرأة ومدى تحررها وتمتعها بحقوقها وحرياتها الأساسية، ومن ثمة تشكل الوضعية الصعبة التي توجد فيها، أو العنف الممارس عليها العائق الأساسي لكل تنمية، فهو يقضي على القدرات والإمكانيات الذاتية للمرأة، وبالتالي يحرمها من المشاركة الفعلية في الحياة العامة، وهذا ما أدى إلى بروز مفهوم التكفل بالنساء، وهذا الأخير يعني توفير الوقاية والحماية من كافة مظاهر العنف والقهر الاجتماعي التي يمكن أن تتعرض لها هذه الفئة، ويعتبر هذا الأمر وثيق الصلة بثقافة حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا، إذ يتمحور حول كيان المرأة بهدف إعادة الاعتبار لها ولآدميتها وإنسانيتها وصيانة حقوقها الأساسية، فالدين الإسلامي باعتباره خاتم الديانات السماوية كرم الإنسان ورفع قيمته، والتكريم جاء بشكل مطلق يخص الإنسان كجنس بشري ذكرا أو أنثى، إذ قال تعالى في سورة الحجرات الآية 13 "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم". " إن الدولة عبر مؤسساتها ومن بينها الخلية القضائية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وبتعاون مع فعاليات المجتمع المدني، تعمل وفق مقاربة تشاركية شمولية في مسار التكفل بالنساء اللواتي يوجدن في وضعية صعبة، إذ أن هاته الفئة يتم توفير الرعاية البديلة لها عندما يتم التخلي عنها، أو عدم وجود رعاية أصلا (أسرة)" تختتم رئيسة الخلية تصريحها للجريدة. هذا، وقد تم تقديم هدايا للنزلاء من طرف إحدى الجمعيات المهتمة بالمرأة والطفل، كما اختتمت فقرات هذه الزيارة بأمداح نبوية شريفة. وتبقى دار المسنين إذاً نافذة للإطلالة على رجال ونساء هم جزء لا يتجزأ منا، كما تبقى الخلية القضائية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف منفذا للعديد ممن بصمت نوائب الدهر في وجوههم وأجسادهم قهرا، سواء في طفولتهم أو شبابهم أو شيخوختهم.