أقدم التلميذ: " بدر خليفة "، ذو 18 ربيعا، على إضرام النار في جسده، وسط ثانوية جابر بن حيان، بحاسي بلال، مدينة جرادة، بعد عصر يوم الإثنين 28/10/2013، حسب مصادرنا.. وحول ظروف وملابسات الحادث، أكدت ذات المصادر أن التلميذ، كان قد تقدم بملتمس من أجل استئناف الدراسة بمؤسسة جابر بن حيان، أين كان يدرس في السابق، بعد أن جرى توقيفه قسريا، فلم تستجب إدارة المؤسسة لطلبه، في وقت استجابت الإدارة لطلبات آخرين. الشاب انتابته هيستيريا شديدة أفقدته عقله، فأضرم النار في جسده، بعد أن سكب كمية كبيرة من البنزين فوق رأسه. المشهد وصف بالدراماتيكي .. محاولات بعض التلاميذ من أجل إخماد ألسنة اللهب التي كانت تطوق جسد التلميذ" بدر"، باءت بالفشل بحيث أتى الحريق على أجزاء حساسة من جسده، خاصة الوجه، كما أن طبيعة الحروق قد تصل إلى مستوى الدرجة الثالثة بحسب مصدر حقوقي نقل على إثرها" الضحية" إلى المستشفى الإقليمي بجرادة حيث انعدام وسائل وأنظمة الإنعاش بهذا الأخير، أرغم المسعفين الطبيين على نقل الشاب المصاب إلى مستشفى الفارابي بوجدة في حالة وصفت بالخطيرة، ويذكر أن حالات إغماء سجلت في صفوف العديد من التلاميذ نزلاء المؤسسة، أغلبهم من الفتيات، جراء هول وفظاعة الحادث. مصدر مقرب من زملاء" بدر خليفة" أكد لموقع "وجدة نيوز" أن طلاب وتلاميذ ثانوية جابر بن حيان بحاسي بلال، عازمون على تنظيم وقفة احتجاجية، صبيحة اليوم الموالي، بحضور العديد من فعاليات المجتمع المدني، ومهتمين بالشأن الحقوقي. يبدو جليا أن ظاهرة حرق الذات، عادت لتطفو من جديد على سطح الأحدات التلميذية والطالبية، في أكثر من مدينة وبلدة مغربية، بعد أن توارت عن الأنظار كشكل من أشكال الاحتجاجات التي أفرزتها رياح الربيع العربي، لدى العديد من الشباب الذين تشبعوا بثقافة لم تكن لتظهر لولا فقدان الأمل، وشيوع حلات اليأس والإحباط بين هؤلاء، ربما قد يفسرها سبب واحد، هو أن أصوات وصرخات المكلومين أضحت في واد، وآذان بعض المسؤولين لزمت واديا آخر؟؟ وفي اتصال هاتفي بالأستاذ النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بجرادة، تفضل مشكورا بتقديم الإضاءات التالية: " قضى التلميذ موضوع الحادث ثلاث سنوات في الجذع المشترك، علما أنه سبق فصله عن الدراسة، غير أنه استفاد من الإرجاع في 09 أكتوبر 2012، إلا أن وضعه الحالي لا يسمح له بالدراسة بنفس المستوى للسنة الرابعة، وقد فتحنا مجالا استثنائيا لحالات معينة، بعقد مجلس قسم استثنائي، استفاد بموجبه 05 تلاميذ من الإرجاع في إطار المرونة، ولم يستفد ستة آخرون، علما أن المؤسسة أرجعت في المجوع 29 تلميذا من أصل 34، مع توضيح أن الحالات الست التي لم تستفد، فالأسباب فيها مرتبطة بعامل السن، أي تجاوز السقف العمري المسوح به قانونيا، وأيضا لسبب المخالفات السلوكية، كالاعتداءات على الأساتذة التي أحالت البعض على المجلس التأديبي... وقد اتصلت بمدير الثانوية بهدف إعمال المرونة مع الحالات الممكن أرجاعها وفق القوانين التظيمية لأننا ضد أن يبقى أبناؤنا غير مستفيدين من التمدرس، وأيضا عقدنا اجتماعا مع ممثلين حقوقيين بالمدينة، وهدفنا جميعا هو التعاون لمصلحة ابنائنا بإقناع غير المسموح لهم قانونيا بالرجوع بالتوجه نحو التكوين المهني... التلميذ الذي أحرق نفسه، دخل هذا اليوم إلى الثانوية، وحاول استقطاب التلاميذ، واستدرار تعاطفهم، غير أنه حين لم يحصل على التجاوب، هدد بولاعة( briquet) بعد أن صب بنزينا على جسده، وقد تبين أنه عمد إلى هذا الفعل للاستفزازفقط، غير أن النار تمكنت منه، خاصة أنه كان يرتدي ثوبا صوفيا ،وقد زرته بالمستشفى الإقليمي، وأيضا زاره السيد عامل الإقليم، ورئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني. الحمد لله أن الحالة الصحية ل" بدر" مستقرة، حسب د. المندوب الإقليمي لوزارة الصحة. بعد الزيارة عدت للثانوية، وكان الوضع متوترا بفعل اقتحامها من طرف أجانب عنها، وحصل أيضا ارتباك مفهوم لدى تلميذات لسبب أن مثل هاته الحادثة دخيلة على وسطنا التربوي... وقد اتصلت بالوزارة، وأخبرتها بالحادثة...