أحداث 09/11 اعتقل بسببها آلاف المسلمين الذين كان يعتقد أنهم إرهابيين، وتم إطلاق سراح العديد منهم لعدم وجود أدلة، ليعيشوا بعدها حالات نفسية صعبة . تطرق فيلم "نيويورك" البوليوودي والذي هو من إخراج "كبير خان" إلى هذه القضية وإلى المخلفات النفسية والمعاملة العنصرية التي عاشها المسلمون بعد 09/11. يحكي الفيلم قصة ثلاث أصدقاء مسلمين، سمير (جوني أبراهام)، مايا(كاترينا كيف) وعمر(نايل نتين موكيش)، جمعتهم الدراسة بجامعة نيويورك، وافترق عمر عنهم بعد التخرج وتزوج سام ومايا، غير أن الأقدار جمعتهم من جديد بعد سبع سنوات عن طريق "الإف بي أي"، حيث تورط عمر في قضية أسلحة وضعت في سيارة أجرته ليتمكنوا من جعله يمتثل لأوامرهم بأن يحيي صداقته مجددا مع سمير ويتقرب منه ويتجسس عليه حتى يجد الأدلة على أنه رئيس خلية إرهابية، عمر تفاجأ ولم يصدق أن صديقه إرهابي وقبل المهمة حتى يتبث للمخابرات الأمريكية العكس. وفي اتصال دائم مع عميل المخابرات المسلم روشان (عرفان خان) كان يقنعه بمساعدة الآف بي أي لأن الإسلام دين السلام وهو عندما يساعد على توقيف سمير سيساعد على هذا السلام. بعد تجسس عمر على حياة صديقه سمير إكتشف فعلا أنه إرهابي ويخطط لعملية إرهابية، واكتشف أيضا أن زوجته مايا تعلم بالأمر، فاتفقا على أن يرجعا سام إلى طريق الصواب ويجعلوه يلغي ما يخطط له. من جهة أخرى يحكي سمير عن السبب الذي جعله يصبح إرهابي، فبعد أحداث 09/11 إعتقل لأنه مسلم لمدة 9 أشهر، فأطلق سراحه لقلة وجود الأدلة ضده، خلال سجنه أخبره أحد السجناء المسلمين أنه إذا أراد أن يسترد كرامته يجب أن يذهب إلى محل يبيع أجود الخبز بنيويورك وهناك تعرف على من أدخلوه ووجهوه ليبدأ انتقامه. وكان هدف سمير ومجموعته هو مبنى "الإف بي أب" لأن مشكلته تكمن معهم، فزرع بها قنابل يتحكم بانفجارها عبر الهاتف النقال، وهنا يحاول صديقه عمر وزوجته مايا أن يوقفاه، لكن رصاصات الإف بي أي هي من منعته من تنفيذ مهمته كما أصابت الرصاصات زوجته أيضا. بعد ستة أشهر من الحادث إلتقى عمر بعميل الإف بي أي روشان وكان ما يزال عمر غاضبا منه ولا يحدثه بسبب مقتل صديقاه سمير ومايا، ليجيب روشام أن الحكومة الأمريكية أخطأت باعتقالاتها خلال أحداث 09/11 والذين تحولوا لإرهابيين أيضا أخطأوا والصواب ليس إنتقام كل واحد من الأخر، لكن الجيل الجديد والقادم يجب أن ينسى تلك الأحداث وأن يعيش بسلام. الفيلم أيضا تطرق إلى حالة أخرى من ضحايا اعتقالات 09/11 وهو صديق سمير ومايا موضف لدى سمير، والذي لم يتخطى صدمة اعتقاله بعد الإفراج عنه ويعيش حالة نفسية مزرية وصعبة، إلى جانب أن شخصيته مسالمة وحساسة، معاناته تصل إلى حد اعتقاده أن الأمريكيين يعاملونه بعنصرية بسبب ديانته، مما يورطه في مشاكل يضع لها حدا في مشهد مأساوي من أقوى المشاهد في الفيلم.