بعد 9 سنوات من هجمات 11 شتنبر، يثير مشروع بناء مركز إسلامي بنيويورك نقاشا حول مكانة المسلمين في المجتمع الأمريكي، وأمام تنامي الإسلامفوبيا، تحاول السلطات تهدئة النفوس على بعد أسابيع من انتخابات حاسمة بالنسبة للرئيس أوباما. هل أمريكا معادية للإسلام؟ تتزايد مظاهر العداء تجاه المسلمين في كل أطراف أمريكا، ظاهرة تجسد قلق جزء من السكان تجاه جالية ترغب فقط في أن يعترف بها بشكل أفضل. ولمعرفة ما يحسه المسلم اليوم في الولاياتالمتحدة، نتابع الدكتور منصور ميرزا، 38 سنة من أصل باكستاني، يعيش في بلدة « شيبويغان كاونتي» في ولاية فسكونسن. في أحد أيام فبراير، ينعقد اجتماع لجنة التعمير لبلدة ولسون (عدد سكانها يبلغ 3200 مواطن) لدراسة طلب بناء مسجد في البلدة المجاورة لأوستبورغ. الرفض غير متوقع لأن صاحب الطلب مالك للأرض وهو ليس وجها غير مألوف لأنه يشتغل في مستشفى مجاور منذ خمس سنوات. ورغم ذلك عندما بدأ النقاش، ستسمع أشياء لن تسمعها من الحاضرين في حميمية عيادتك. ردود فعل كل واحد على الطلب ستظهر احتقارا وعداء وكل الاعتراضات لا علاقة لها بقواعد التعمير، بل تركز على العقيدة. الحاضرون يؤكدون أن الإسلام دين الكراهية، المسلمون يريدون القضاء على المسيحية، المسلمون يقتلون أبناءهم.. «لا أريد هذا عندنا!». يصيح أحد الحاضرين. عندما يسترجع الدكتور منصور ميرزا تلك النقاشات، يتذكر أن واحدا أو اثنين من الحاضرين حاولا إعادة النقاش إلى أرضية هادئة: «أعتقد أنه لا يجب أن نقوم بتعميمات متسرعة »يقول أحدهم، لكن هذه التدخلات لم تستطع وقف سيل الكلمات المناهضة. نجح منصور ميرزا في الحفاظ على هدوئه عندما سأل أحد أعضاء اللجنة إن كان المسجد سيكون مخزنا للأسلحة وما إذا كان مكانا للتداريب العسكرية، لكنه خرج مذعورا من الجلسة. «لم أتصور أبدا أن يصدر عن نفس الأشخاص الذين يستشيرونني في المستشفى ويعاملونني باحترام، كلام بهذه الطريقة. ومن بين حوالي مائة مسلم يعيشون في بلدة شيبويغان، يعتقد البعض أن الدكتور ميرزا تعامل بسداجة، أغلب هؤلاء المسلمين من البوسنيين والألبلانيين الذين جاؤوا إلى الولاياتالمتحدة هربا من اضطهاد الصرب بعد تفكك يوغسلافيا. بعضهم فضل اخفاء انتمائه الديني متأثرا بما عاشه في بلده الأصلي. يخشون أن يثير مشروع بناء مسجد الانتباه إليهم، وهم غير مخطئين في ظنهم، بعد الاجتماع، أطلق عدد من قساوسة واستبورغ حملة ضد المشروع، ويعتقد أحدهم أن «الهدف السياسي للإسلام هو الهيمنة على العالم وفرض تعاليمه والسيطرة على باقي الديانات بالوسائل العسكرية». المعركة التي عاشتها بلدة ولسون لم تلق صدى كبيرا في البلاد إلى أن اندلع الجدل بخصوص مشروع بناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد في نيويورك بالقرب من موقع هجمات 11 شتنبر 2001. هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم «بارك51» وضع تصوره الإمام فيصل رؤوف وزوجته ديزي خان، وهما مسلمان امريكيان معروفان بدعوتهما للحوار بين الأديان. المشروع حظي بموافقة السلطات البلدية ويحظى بدعم عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ. لكنه أثار زوبعة من ردود الأفعال في كل أنحاء الولاياتالمتحدة. بعض معارضي المشروع عبروا عن قلقهم من أن إقامة مثل هذا المشروع بالقرب من موقع الهجمات يشكل إهانة لعائلات حوالي 3000 من الضحايا الذين سقطوا في الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي. ليس ضروريا أن تغذي أحكاما مسبقة تجاه الإسلام للاعتقاد، كما يعتقد الكثير من الأمريكيين، بأن محيط موقع الهجمات يعتبر مكانا مقدسا. لكن للأسف مع اقتراب اجراء انتخابات تشريعية لمنتصف الولاية ،التي تجري في نونبر، فإن إشاعة مثل هذه الأحاسيس زادت من حدة النقاش. وكما في فيسكونسن، فإن بعض معارضي مشروع بارك 51!؟« تحركهم إسلامفوبيا مقلقة. الموقع المقرر لبناء مشروع «بارك51» ليس فقط قريب من موقع هجمات 11 شتنبر، بل أيضا على مرمى حجر من نوادي ومحلات لبيع الخمور والعري مثل العديد من المحلات التي تميز الضاحية الجنوبية لمنهاتن. مسلمو الحي كانوا يأتون للصلاة في المبنى منذ حوالي سنة. لكن منذ بداية غشت أصبح المكان مسرحا لمظاهرات متكررة ترفع فيها شعارات من قبيل «كل ما أعرفه عن الإسلام، تعلمته يوم 11 شتنبر». الجدل جلب الأنظار حول أمثلة أخرى لمظاهرات مناهضة للإسلام عبر البلاد، يتعين طرح سوال أشمل: هل للولايات المتحدة مشكل مع الاسلام؟ هل الهجمات الإرهابية للحادي عشر من شتنبر، والمحاولات الارهابية الأخرى التي تم إحباطها، تمنع المسلمين من الاندماج في أمريكا؟ الكثير من المسلمين مقتنعون بذلك. فالجدل المثار حول مشروع «باراك51»، كما يلاحظ إبراهيم موسى الأستاذ المحاضر في الدراسات الإسلامية بجامعة دوك بكارولينا الشمالية، يؤكد «غياب التسامح»تجاه المسلمين الموجود منذ 11 شتنبر، لكنه تنامى خلال السنوات الاخيرة. فالأحاسيس التي تعبر عن نفسها سواء في منهاتن أو شيبويغان ليست معزولة، فقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا مجلة «تايمز» أن 46% من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يشجع كثيرا منتسبيه على العنف ضد غير المؤمنين والديانات الأخرى. الإسلامفوبيا في الولاياتالمتحدة مازالت لم تصل المستويات الملاحظة في دول أخرى يشكل فيها المسلمون أٍقلية. فلا وجود في الولاياتالمتحدة لقانون يمنع البرقع كما في فرنسا، أو القانون الأخير الذي يمنع بناء الصوامع في سويسرا. وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلب المسلمين في الولاياتالمتحدة يحسون بأمان وحرية أكبر بالمقارنة مع أي بلد غربي آخر. ويوجد في الكونغرس الأمريكي مسلمان، وهذه السنة انتخبت ريما فقيه أول مسلمة ملكة جمال الولاياتالمتحدة. وخلال أسابيع سيفتح رسميا أول معهد إسلامي للدراسات العليا في بيركلي بكليفورنيا بشعار «حيث يلتقي الإسلام بأمريكا». ولكن إذا كان امريكيون عاديون يتلقون الاسلام، من الواضح أنه لدى آخرين، وهم كثيرون يتزايد العداء والشك، وفي فرنسا وبريطانيا يعبر سياسيون من اليمين المتطرف عن اشياء مخجلة اتجاه المسلمين، ولكننا لم نر في أوربا شخصية مهمة من حجم رئيس سابق لمجلس النواب تقارن الاسلام بالنازية مثلما فعل مؤخرا نويت غينغريش. ويرى ايبو باتيل، وهو مسلم امريكي، عضو لجنة بمجلس الديانات بالبيت الابيض، إن «التبرير المركزي الذي يبرز من الاحتجاجات ضد مشاريع المساجد هو أن المسلمين لم ولن يستطيعو ان يكونوا امريكيين حقيقيين، ومن البديهي ان تندلع الجدالات الاكثر حدة حول مسألة المساجد وكون المواطنين المسلمين مشتتين في امريكا اكثر منهم في دول اوربا (باستثناء بعض المدن مثل ديربورن في ولاية مشيغان التي تعرف تجمعات مهمة للمسلمين) فإن اماكن العبادة تشكل في الغالب الاهداف الملموسة للتعبير عن الكراهية. و فجأة هناك الكثير من هذه الاهداف اكثر من السابق ،وحسب احسان باغبي، استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة كانتوكي يوجد اليوم في الولاياتالمتحدة 1900 مسجد. بينما كان عددها سنة 2001 حوالي 1200 اغلبها ليس سوى قاعات للصلاة مهيأة في مكاتب او متاجر. و عندما تعلن جمعية اسلامية انها تريد بناء مسجد حقيقي، فإنها تظهر للعلن و تصبح اكثر عرضة. في سنة 2010 لقيت 6 مشاريع بناء مساجد على الاقل، في امريكا المعارضة شرسة والهجمة المعادية للاسلام لا تقتصر فقط على الاحتجاجات ضد مشاريع بناء المساجد. وفي بلدة غانسفيل بولاية فلوريدا اعلن قس امريكي عزمه احراق نسخ من القرآن بمناسبة ذكرى هجمات 11 شتنبر 2001 ،مضيفا ان المسيح نفسه كان يقدم على احراق القرآن لأنه حسب زعمه ليس كتابا مقدسا. التعاليق الاكثر عنفا هي التي تنتشر على الانترنيت. بعض المدونين لعبوا دورا مهما في جعل مشروع بارك 51 قضية وطنية ضدا على رأي بعض المعلقين المحافظين الذين وافقوا على المشروع، في دجنبر الماضي انهت لورا انغرامام التي عوضت بيل اوريلي، علي قناة فوكس نيوز الاخبارية،أنهت استجوابها مع ديزي خان بهذا التعليق: «احب ما تحاولين انجازه» وهذا لم يمنع بعض المدونين من تعبئة حملة واسعة ضد المشروع. وتوالت حملة المدونين حول نفس الموضوع واتسعت هذه الحملة كالنار في الهشيم. مبررات المعارضين للاسلام اصبحت معروفة: تنطلق من كون اغلب الهجمات الارهابية ينفذها مسلمون باسم دياناتهم، وتخلص الى أن الاسلام ديانة عنيفة ويتم الدفع بسور من القرآن مبتورة من سياقها كدليل بأن الاسلام يطلب من اتباعه القتل او ادخال غير المسلمين جميعا الى الاسلام. احكام الشريعة التي تفرض جلد الزاني والزانية والتي تدعو الى اشكال اخرى من العقوبات القاسية، تستخدم للتدليل على أن المسلمين وحوش ومتأخرون. وبالتالي الاسلام ديانة الموت وليس ديانة حقيقية، وبالتالي لا تنطبق عليه الحريات الدستورية، عدم التسامح الديني لا يقتصر فقط على الاسلام: اليهود والمورمون وغيرهم اليوم هدف لخطاب الكراهية. لكن الكيل الاكبر والاكثر حدة موجه للمسلمين. فرانكلين غراهام ابن بيلي غراهام القس الانجليي الاكثر تأثيرا في الولاياتالمتحدة، صرح بأن الاسلام دين الكراهية، إنه ديانة الحرب». ويؤكد أنه «لا يجب أن يسمح ببناء «بارك 51» لأن المسلمين سيتوجهون إليه وسيطالبون بكل الأماكن التي يمرون منها كأراضي إسلامية، وسينتهون بالمطالبة بكل حي برج التجارة العالمي كأراضي اسلامية» ولكن لابد من التأكيد أنه كلما أخذت معارضة المشروع مظاهر واضحة معادية للإسلام، تتحرك العديد من الجمعيات المسيحية واليهودية والعلمانية للتنديد بها. وأصدقاء المسلمين موجودين، ولكنهم يحسون منذ بضعة أسابيع بأنهم وحيدين، وأن من كانوا ينتظرون دعمهم تخلوا عنهم. يعتبرون مثلا أن المسؤولين الديمقراطيين ظلوا صامتين بشكل مريب طيلة الجدل الذي أثاره مشروع «بارك 51». حتى أندري كارسون أحد عضوي مجلس النواب المسلمين تحاشى الأسئلة المتعلقة بمكان المشروع بالضبط، موضحاً أنها «مسألة سيناقشها بالتأكيد أصدقائي في نيويورك». آمال المسلمين شجعها ثم محاها الرئيس أوباما. يوم 13 غشت بمناسبة حفل عشاء بالبيت الأبيض وبحضور مسؤولين مسلمين، دافع الرئيس بقوة وبلاغة عن حق المسلمين في ممارسة ديانتهم وبالتالي بناء مساجد حيثما يسمح القانون ولكن في اليوم الموالي، زاد عما قاله في اليوم السابق عندما صرح بأن ما قاله ليس تعليقاً على «حكمة قرار بناء مسجد في هذا المكان». وحتى في مدينة صغيرة بعيدة عن نيويورك وآمنة نسبيا كمدينة ديربورن في ميشيغان، يثير الجدل حول مشروع «بارك 51» القلق. يوم 11 غشت، أول أيام رمضان، حدث نقاش حاد بين زبناء مخبزة. البعض أكد أنه يجب سحب المشروع وإلا سيغذي الشعور المعادي للمسلمين، ويرى آخرون أن الرضوخ للضغوط سيكون خطأ. يؤكد سمير وهو عراقي حديث الهجرة «عدم بناء المسجد يعني أن الذين يزعمون بأن المسلمين ليسوا أمريكيين حقيقيين، نجحوا في مزاعمهم... وفي هذه الحالة، سأفعل خيراً وأعود الى بغداد، لأنني لن أكون مقبولا هنا أبداً». في ديربون، كما في أماكن أخرى يحس العديد من المسلمين الأمريكيين بالصدمة من الصورة الشيطانية التي صنعت لرؤوف، حيث يلاحظ سيد خان أستاذ في سياسة الهويات الإثنية وخبير في شؤون المهاجرين المسلمين في جامعة ديترويث أن «هذا يؤكد أنه لا يوجد تمييز بين الخير والشر ... فالجالية المسلمة مرفوضة كليا». في الواقع الجالية المسلمة الأمريكية ربما هي الجالية الأكثر تنوعاً في العالم، فهي تضم مسلمين من جميع الأجناس ومن مختلف الاتجاهات تقريبا. يتذكر أرسلان بافتخار «موجة الغضب الأولى» التي تلت هجمات 11 شتنبر 2001 عندما تساءلت شخصيات مسيحية مرموقة صراحة إن كان الإسلام ديانة حقيقية، واتهمت النبي محمد بالسرقة، وقاطع طرق وإرهابي. ولم يكن بعض المسؤولين السياسيين أكثر تحفظاً، بل إن ساكسبي شامليس الذي كان وقتها ممثلا لولاية جورجيا (أصبح فيما بعد سيناتورا) أكد أنه «يتعين اعتقال كل مسلم يجتاز حدود ولايته». وقدم فيما بعد اعتذاره عن هذه الهفوة. هذه الانزلاقات سرعان ما احتواها الرئيس جورج وولكر بوش الذي صرح عقب أحداث 11 شتنبر، بمناسبة زيارة لأحد المراكز الاسلامية بواشنطن، أنه لن تكون هناك ردود ضد هذه الجالية، وقال إن الإسلام دين سلم، لكن في الأشهر الأخيرة لولايته، بدأت بعض جماعات الجمهوريين الابتعاد عن الخط الرسمي للبيت الأبيض ثم خلال حملة الرئاسة لسنة 2008 بدأ البعض يروجون فكرة أن أوباما مسلم وهو ما سمح للخطاب المعادي للإسلام بالظهور في النقاش السياسي. ومنذ تنصيبه جعل أوباما من تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي إحدى أولوياته (كما أكد ذلك بمناسبة خطابه الشهير في القاهرة يوم 4 يونيه 2009). لكن يده الممدودة تجاه المسلمين الامريكيين لم تكن بنفس القوة. وخلافا لبوش. لم يقم أوباما حتى الآن بزيارة لمسجد أمريكي. واثناء ذلك بدأت تشتد المواقف تجاه الإسلام خلال السنتين الاخيرتين في أوساط الرأي العام الامريكي، ربما بسبب سلسلة من الاحداث المرتبطة بالارهاب التي تورط فيها مسلمون امريكيون أمثال القائد نضال حسن المتهم في حادث إطلاق النار في ثكنة فوروود يوم 5 نونبر 2009، او فيصل شاهزاد المسؤول عن عملية تايمز سكوير المجهضة يوم 1 ماي 2010. والتخوف اليوم هو أن تؤدي حركة الاحتجاج ضد مسجد نيويورك، الاهتمام الذي أثارته بين السياسيين، الى تجدير الاسلامفوبيا بقوة في الخطاب السائد. حتى الآن لم يتجاوز رد فعل الجالية المسلمة موقف الاستغراب والحسرة. فهي جالية لم تتمكن أبدا من تقديم جبهة موحدة: الخلافات المبنية على الاختلافات العرقية واللغوية متعددة، والجالية لاتتوفر على زعيم يحظى بالاجماع. بالموازاة ، يتخوف البعض من أن يؤدي العداء المتزايد تجاه الاسلام الى أن ينزع عن المسلمين وخاصة الشباب منهم، الرغبة في الاندماج، فعندما تسمع مسؤولا من الدرجة الاولى يقارن الاسلام بالنازية يمكن ان تتصور ما يمكن ان يفكر فيه مسلم في السابعة عشر من عمره . «يا إلهي هؤلاء الناس يعادون حقا ديانتي!». وأفضل فرصة بالنسبة للجالية المسلمة هي التحلي بروح العدالة والانصاف لدى الشعب الامريكي ويمكن لهذا المنطق ان ينجح، ففي بلدة ولسون، انتهى المجلس التنفيذي للمدينة الى إنصاف منصور ميرزا، وتمكنت جمعيته الاسلامية من تحويل البناية التي تملكها الى مسجد. واختارت الجالية المسلمة هناك امامها، محمد حمد، لكن كان لابد من وقوع مأساة حتى يقع هذا التقارب بين المسلمين وغير المسلمين: في يونيه، توفيت شابة مسلمة صوفيا خان من شيكاغو، غرقا في بحيرية ميشيغان قرب أسبورغ، كانت في عطلة رفقة عائلتها. إحدى ساكنات الجوار التي تنتمي الى كنيسة عارضت مشروع المسجد، اتصلت بالامام وطلبت منه مواساة عائلة الطفلة المكلومة ثم ساعدت المنفذين والمتطوعين الذين حاولوا العثور على جثة الطفلة، ثم فتحت العديد من العائلات ابوابها لعائلة الضحية. وعندما عثر على جثتها، وضع أحد جيران المسجد حديقة منزله رهن إشارة أقارب الضحية. في بلدية شيبويغان التحمت الجالية فيها بينها في مواجهة هذه المأساة، وهو تقليد أمريكي قديم لعب في صالح قضية منصور ميرزا، حمد وعائلة خان. لكن عندما يتعلق الامر بالمسلمين وبالاسلام عموما، فإن الحكايات الجميلة لاتسعف دائما.. هذا المقال صدر في مجلة «تايم» الامريكية، ونقلته اسبوعية «لوكوريي انترناسيونال» في عددها الاخير.