خمسة أيام من إبداع وطرح ومقترح فن الفيديو هو عمر قصير في عده الطبيعي، لكنه في عده المهرجاني هي خمسة أشهر وزيادة، وذلك لعدة إعتبارات، لأن اليوم العادي يمر بأوقاته العملية الروتينية، لكن عد اليوم المهرجاني كله عمل وعروض فيديو وورشات ولقاءات مبرمجة وغير مبرمجة وتنصيبات وورشات تكوينية وتنقلات في فضاءات العروض، وتحاور وتلاقح التجارب والخبرات والثقافات ووجاهات النظر والمقترحات الإبداعية، يبدأ اليوم من الساعة التاسعة صباحا، ويبقى مستمرا إلى الساعات الأولى من اليوم، وغالبا يكون السهر للتحضير، ليأتي اليوم الموالي سريعا مختزلا، وكأن خمسة أيام يوم واحد في تداوليته أو خمسة أشهر في قيمته الإعتبارية التي لامسها المستفيدون والمهرجانيون والمتورشون وكل المنظمون. هناك قرابة 200 طالبا استفادوا من الفعاليات الدولية في إطار ماستر كلاس، وورشات تكوينية مختلفة تخص فن الفيديو في عدة مجالاته الفنية والتقنية والإبداعية والثقافية، وبمشاركة 13 دولة، ألمانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، اسبانيا، السويد، فرنسا، هولندا، إيران، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، رومانيا، والمغرب البلد المنظم. مرت العروض في فضاءاتها وحضرها المتخصصون وعامة الجمهور، ودائما كان يطرح السؤال لماذا هذه العروض والتنصيبات المختلفة عن التلقي المعتاد، وهو السبب الذي يلاقي المبدعين والمتخصصين والعارضين وعموم الحضور في ندوات حرة تمر ببهو فضاءات العرض وبالمقاهي البيضاوية القريبة من هذه الفضاءات لأن هذا المهرجان هو للبيضاء ككل، وداخل الحرم الجامعي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وملخص هذه الدينامية أن فن الفيديو عبر مهرجانه الدولي و في دورته 20 ، وعبر شعاره فن الفيديو: رؤى جديدة، قد لامس بالفعل صدمة السؤال والإشكال وبدأ السؤال يتفرع وتتناسل عنه مقترحات فكرية وثقافية وإبداعية من الأكيد أن اللجنة المنظمة ستأخذ بها وستكون محور الدورة القادمة مع موعد الدورة 21 لسنة 2015. عن حفل الاختتام: جاء في كلمة عبد القادر كنكاي عميد الكلية ورئيس المهرجان، في حفل الاختتام 26 أبريل 2014، بالمركب الثقافي مولاي رشيد: "لقد تم إنجاز كل الفقرات التي برمجت، عروض أشرطة ومحترفات وتنصيبات ومحاضرات ولقاءات، وتابع عدد مهم من المهتمين كل هذه الفعاليات باهتمام كبير وبمتعة أكبر، وفعلا يمكن القول إن هذه الدورة كانت ناجحة على المستوى الفني، وذلك من خلال جودة الأعمال الفنية التي قدمت والتي أعطتنا فكرة معمقة عن التطورات التي يعرفها فن الفيديو في العالم وفي الطرق والتقنيات التي يعتمدها هذا الفنان أو ذاك". فعلا إن رهان اللجنة المنظمة وفي تعاقدها مع كل فعاليات المهرجان ومع جميع الشركاء، أن تكون في مستوى الرهان، من هنا أشار العميد ورئيس المهرجان في كلمته: " لقد بينت اللقاءات والنقاشات التي جمعت عددا من الفاعلين، مغاربة وأجانب من المشاركين في المهرجان والجمهور الذي تابع فعالياته، أن هذا المهرجان ذا أهمية كبرى داخل المؤسسة الجامعية المغربية وفي مدينة الدارالبيضاء التي يمكن اعتبارها، بالإضافة إلى مؤهلاتها الاقتصادية، قطبا ثقافيا وفنيا بامتياز". ارتباطا بانتمائه الجامعي، أشار العميد رئيس المهرجان الأستاذ عبد القادر كنكاي: " إن تنوع فقرات المهرجان وإعطاءه أهمية كبرى للتكوين يبين تميزه وخصوصيته وانسجامه مه هويته الجامعية التي تضع التكوين والتأطير على رأس أولوياته وأهدافه، بالإضافة إلى كونه يجسد توجه الجامعة المغربية نحو مزيد من الانفتاح، وذلك وعيا منها بما يعرفه العالم من تحولات وما يعبر عنه طلبتنا من رغبات وطموحات تتعدى الدروس والمحاضرات إلى أفق أوسع وأرحب". جاء في كلمة رئيس الجامعة: " إن أهم نتيجة للقاءات مثل هذا المهرجان هي لقاء الشباب من مختلف القارات ومن مختلف الثقافات الشيء الذي يساعدهم على اكتساب خبرات واكتشاف أشخاص ومعلومات وعلى رأسها العلاقات الإنسانية التي تعتبر أساسية في العالم المعاصر وذلك من خلال شبكات التعارف التي تتكون في مثل هذه المناسبات.. بعد مرور أيام المتعة الفنية والتكوين واللقاء والحوار تنتهي اليوم الدورة 20 من المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء، الذي هو مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات وفي نفس الوقت فرصة للتعارف، فهنيئا لنا جميعا بنجاح الدورة 20 وموعدنا السنة المقبلة مع الدورة 21. عن الدورة المقبلة: ختم عميد الكلية ورئيس المهرجان، "أنه وبمناسبة وفرصة اللقاءات التي مرت مع الدول المشاركة تم التفاق على مشاريع للتعاون مع عدة مؤسسات من رومانياوكندا وخاصة الكيبيك، وإيران، وتم الاتفاق على عدة مشاريع ذات طابع بيداغوجي وثقافي، وتم الاتفاق لتكون "الكبيك" ضيفا شرفيا للدورة المقبلة من المهرجان سنة 2015" كما صرح مارك ميرسي المبدع الفرنسي وصديق المهرجان في كلمته في حفل الاختتام أنه فرح بالفعل بهذا الاستمرار لهذا المهرجان والذي كان من مؤسسيه وتحمل مسؤولية الإدارة الفنية في دوراته الأولى، من تم أوصى خيرا بفعالياته ووجه خطابه أساسا للممولين والداعمين. كان العرض الختامي من دولة اسبانيا فرصة كبيرة للوقوف على التقدم المتطور والرهان الذي يخوضه عالم فن الفيديو/ عنوان العرض: "كونيك تياتر" مسار تنائي التأثير، العمل المقدم من طرف الفنانة روزا سانشيس والموسيقي آلان بومان والراقصة فيكتوريا مكاث، وهو عبارة عن منجزة فنية في الرقص التفاعلي، الذي يستحضر أشكال العلاقات التي تنسج بين الأشخاص والطبيعة، عندما يتم نقلها بواسطة تكنولوجيات الإعلام، كما تروم إبراز تأثير هذه التقنيات في تغيير تصوراتها عن العالم الذي يحيط بنا. في هذا العمل الذي يتآلف فيه الجسد بالتكنولوجيا ويتفاعلان، تتخذ المنجزة الفنية، شكل تبادل بين الجسد والمحيط الطبيعي. وهو ما يمنح الجمهور فرصة المشاركة في لعبة، تتعدد فيها القراءات وتختلف فيها وجهات النظر، بكيفية تعكس تنوع طرق تواصلنا المعاصرة.