لم اعد اعرف ما يجري ببلدي، وعدت غريبا، او هو عاد غريبا، في الوقت الذي كنا ننتظر تصريحات من القصر الملكي تشفي غليل الشعب المغربي في قضية العفو الملكي عن سفاح طفولة القنيطرة الاسباني دانيال، والسماح لمغاربة حركتهم الغيرة على فلدات اكباد بني جلدتهم للتعبير عن سخطهم ، كانت ردود فعل السلطة في واد اخر، وانا هنا مع احترامي لا اتحدث عن سلطة حكومة ابن كيران، وذلك لشيء في نفسي. كنت عائدا من يوم طويل ببوزنيقة لمتابعة ترميم الحكومة الحالية بوافد جديد هو التجمع الوطني للاحرار، لأجد بالرباط أن لا شيء اسمه حكومة.. بل هناك التعليمات فقط.. ولكي يكون كلامي اكثر تدقيقا، فأمام البرلمان مساء اليوم الجمعة 2 غشت الجاري بالرباط اثناء الوقفة التنديدية بالعفو عمن اغتصب 11 طفلا بالقنيطرة وادين بثلاثين سجنا قضى منها فقط سنتين ونيف.. كان يتواجد الحقوقي والسياسي عبد العالي حامي الدين القيادي بحزب الاغلبية الحكومية .. واتصل امامي بابنكيران ليخبره بمجزرة الامن في حق المتظاهرين السلميين.. ولا شيء توقف .. اذن رئيس الحكومة يعرف ان رجال الامن والشرطة يستبيحون اجسام المتظاهرين السلميين حول قضية اجزم ان البيجيدي نفسه غير راض عنها.. ويبقى السؤال من اعطى أوامر منع الوقفات الاحتجاجية وضرب المتظاهرين؟؟ نتمنى ان نسمع اجابات واضحة قريبا .. والا فان الموضوع لا يحتاج الى توضيحات.. كانت الهراوات فقط هي من يتحدث ويرد على صوت المتظاهرين.. كنت أقف في منتصف الاعتصام وفي كل مرة كنت اشاهد ضربات تحت الحزام ينتج عنها سقوط او اغماء او جروح وكسور.. سيدة وزوجها يحملان ابنتهما الصغيرة ويناديان باعلى صوتهما ما مصير ابنتي بعد ما جرى اليوم من العفو عن مجرم ؟؟ وهناك في الجانب الاخر حملات فر وكر وجر وتجرجير .. زاد من سهولتها قيام رجال الامن بصب المياه بغزارة في مكان التظاهر.. وبالتالي سهولة اصطياد المتظاهرين عندما يجرون من قبضتهم حيث ينزلقون على الاسفلت .. ضاق صبر رجال الامن ومسؤوليهم بعدسات المصورين والمدونين والمواطنين التي كانت تتابع عصيهم اينما حلت وارتحلت .. لدرجة انهم ضاقوا سماع : انا صحفي.. بزعطة نوض سير … انتم تعرفون بقية الجملة .. حصيت بمعية عدد من الزملاء الصحفيين تسعة حالات اعتداء في حق زميلات وزملاء صحفيين ما بين الدفع بقوة والضرب وتحطيم الة التصوير .. ناهيك عن السب والشتم كاننا في سوق للغنم تساق سوقا.. شخصيا تعرضت لكذا موقف خلال تغطيتي لهذه الوقفة، تمنيت الا اكون احمل تلك البطاقة ..ولكن لا يمكنني ان انسى حوار درامي بيني وبين مسؤول أمني لدرجة انني ظننت اني في صفقة لمجموعة من العصابات انتهت بالفشل .. فعندما يخاطبك مسؤول المفروض فيه انه يعلم جيدا ان المغاربة صوتو على دستور جديد اعلن بصراحة في حق المواطن في المعلومة .. ناهيك عن حق وحرية ممارسة مهنة الصحافة .. عندما يخاطبك : تحرك من هنا.. وكأننا كائنات فضائية .. وعندما تعلن له عن هويتك ببطاقة باتت لا تحمي نفسها، بلها صاحبها او تحترم مسؤلية الموقع عليها، يقول لك بكل جراة : نوض تحرك من هنا او نجيب ليك شي اربعة.. وهو يعرف جيدا وانا ايضا ان اولئك الاربعة لا يفهمون الا تطبيق الأوامر .. فقلت له : انا واجبي المهني يفرض عليا ان اكون هنا وهناك وفي اي مكان يتواجد فيه هؤلاء .. وليست الا لحظات حتى اجد نفسي مطوقا بعدد فاق الاربعة .. والثمانية .. منهم من يجرك جرا ومنهم من يضربك بالعصا بكل ما اوتي من قوة ومنهم من يضرب لتحت بالبروتكان وما ادراك ما البروتكان .. وكل هذا وانا احمل واشهر بطاقتي التعيسة في يدي.. اسمح لي صديقي وزميلي ووزيري الخلفي لم نعد نستحق شيء في بلدنا العزيز غير "اربعة" واللي معجبو حال ارض الله واسعة .. اذا كنتم راضين عن هكذا مواقف .. فلا يشرفنا البتة حمل تلك البطاقة .. والافضل ان نحمل 'بطاقة عرضي مباح' اضرب اينما شئت.. الحاصول مغتصب هناك في اسبانيا حر طليق.. واغتصاب هنا.. والكل يستحق 'أربعة' وكلها وأربعة ديالو. وعلى حد قول استاذنا الدكتور عبد الرحيم العطري انه المغرب الأقسى. الصور التقطتهم بعدسة هاتفي الخاص