كأي طفل صغير يحب أن يحكي مغامراته الصغيرة للآخرين ، سأعيد نشر تفاصيل الأيام الثلاثة التي قضيتها في اسبانيا قبلأسابيع بمناسبة تسلمي لجائزة "مدون السنة" من طرف "النادي العالمي للصحافة" في مدريد . "" فهذه أول مرة أغادر فيها التراب المغربي ، بل أكثر من ذلك ، هذه هي المرة الأولى التي أصعد فيها إلى الطائرة ! آجيو نعاود ليكم . ولكن ما يسحابش ليكم أنا زعايتي ! سأحكي لكم قصتي ، لأنني بكل بساطة لا أحب أن أخفي عنكم أي شيء ، يعني فمي كاياكلني ، داكشي علاش مشيت للحبس هادي شهرين ! - اللي عندو لغة وحدة ...- أمام القنصلية الاسبانية طابور من المغاربة ينتظرون واقفين على الرصيف تحت أشعة الشمس . علامات القلق تظهر واضحة على وجوههم وكأنهم على موعد مع اجتياز امتحان عسير . اقتربت من الحارس وسألته عن السيد فرناندو طوريس ، نظر إلى أوراق الدعوة التي أحملها في يدي قبل أن يفتح لي باب القنصلية . آجي بعدا ، باش من لغة غادي تفاهم مع مسيو فرناندو مللي تدخل عندو ؟ انت غير خلليها عالله وصافي . قبل الدخول إلى قاعة التأشيرات ، سيكون علي أن أنتظر في الحديقة رفقة مغاربة آخرين . هنا لا يوجد سوى كرسي خشبي واحد يتسع لخمسة أشخاص ، والباقي يظلون واقفين على أرجلهم أو جالسين على العشب . بحال شي إدارة مغربية وصافي ، غير أوكان هنا كاينة النوبة والنظام ، ولا مجال لتفضيل أحد على حساب آخر . أخيرا وصل دوري . على جدران القاعة الصغيرة صورتان لمنظرين من إسبانيا . كنت أخمن أنني لن أجد هنا صورة لملك إسبانيا ، لكن تخميني لم يكن في محله ، بعدما لمحت خوان كارلوس واقفا في صورة متوسطة الحجم معلقة على الجدران فوق أحد المكاتب . إيوا من هاد الناحية بحال اسبانيا بحال المغرب ، الله يرزق غير الصحة والسلامة . لحسن الحظ أن الموظفين المكلفين بتلقي طلبات الحصول على التأشيرة كانا مغربيين ، وإلا كنت سأتعرض لفضيحة أمام المغاربة الذين ينتظرون هناك ، لأني لا أتواصل بأي لغة أخرى غير العربية ، خصوصا وأن القاعة الصغيرة يعمها الصمت ، وبالتالي من السهل جدا أن يكون الجميع على علم بتفاصيل الفضيحة . آودي آودي على مدون ديال تواخير الزمان ! في الغد سأعود كي أتسلم جواز سفري ، وعليه تأشيرة صالحة لمدة شهر . مزيان ، دابا ما بقا ليا غير نجمع حوايجي . ولكن ياك ما غادي يمنعوك فالمطار ؟ الله أعلم ... - ها ما كلنا - عندما سلمت جواز سفري للشرطي المكلف بختم الجوازات في المطار ، نظر إلي بطرف عينه قبل أن يطرح علي بعض الأسئلة : آش كاتدير فخدمتك ؟ آشنو غاتدير فاسبانيا ؟ إلى أي مدينة ستذهب ؟ ... عندما أخبرته بأنني سأذهب من أجل تسلم جائزة مدون السنة ، سألني بنوع من السخرية عن السبب الذي جعل تلك المنظمة تختارني ولا تختار شخصا آخر غيري . " علاش ما يختارونيش أنا مثلا ؟" يقول الشرطي بلهجة تمتزج فيها السخرية بالجد . ثم طلب مني أن أنتظر على أحد الكراسي . آو ، ياك هادا ما عندو شي أوامر باش يمنعوني من السفر ؟ بعد خمس دقائق سيأتي شخص بلباس مدني ، ويمد لي جواز السفر ، متمنيا لي سفرا سعيدا . أووف لاباس . ياك ما كاين شي مشكل آاشاف ؟ "لا والو" ، يرد نفس الشخص بابتسامة خفيفة . إيوا علاش أنا بوحدي كالو ليا تسنا شوية ؟ إذن القضية فيها إن وأخواتها ! غير ما بغيتوش تخرجو ليها نيشان وصافي . على الساعة 55 : 12 دقيقة بالضبط ، ستتحرك طائرة الخطوط الملكية من مطار أكادير صوب مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ، قبل الاقلاع مرة أخرى إلى مدريد . ها البرهان بلي لارام حتى هي كاتحتارم المواعيد ! عندما أقلعت الطائرة شعرت بمخي وكأنه يتزعزع في مكانه ، وترونات المعدة ديالي . ميمتي مشيت فيها ! من بعد ، كلشي كان مزيان ، انت فالسما بحال يلا كالس فشي صالون ، وكاتشوف سلسلة جبال الأطلس . ماشي العجب ديال سيدي ربي هادا ! - مشكل اللغة عاوتاني – مشكل اللغة سيقف لي بالمرصاد مرة أخرى عندما سألتني إحدى المسافرات بلغة فرنسية سريعة ، المصيبة أنني كنت في تلك اللحظة أدون بعض المعلومات على مذكرتي فاعتقدت المسكينة أنني شخص مثقف ، لأفاجئها بأنني لا أستطيع أن أجيبها لأنني لا أتقن التحدث باللغة الفرنسية . شوهة واش من شوهة هادي آسي محمد ! حتى هي ما لقات ما تسول غير أنا . في مطار محمد الخامس ، سيسألني أحد الجمركيين إن كنت أحمل معي نقودا ، وعندما صرحت له بالمبلغ الذي أحمله معي ، قال لي بصوت خفيض : "ما عندكش زعما باش تهلا فولاد البلاد ؟" . زعما شي قهيوة . أو ... هادي هي الصنطيحة ديال القزدير وإلا فلا . حشومة كاع ! هذه المرة ستخلف طائرة "لارام" موعدها مع الاقلاع ، وستتأخر الرحلة لمدة ساعة كاملة . ماشي مشكل ، على ربي غير نوصلو . وعلى بركة الله تتحرك طائرة البوينك 737 صوب العاصمة الاسبانية مدريد . عنداك غير لا تسالي هاد الرحلة فالبحر ولا فوق شي جبل ! - ورطة تلو أخرى - من نافذة الطائرة تظهر ضخامة مدريد من خلال أضوائها . طرقها السيارة الواسعة ، وشوارعها الفسيحة ، وحتى الملاعب الرياضية . من السما كايبان العربون . وأخيرا تحط الطائرة بعد ساعة ونصف من الطيران . وا دير فران أمان آلبيلوط الله يرحم الوالدين . أول ورطة وجدت فيها نفسي عندما نزلت في مطار مدريد باراخاس ، هي أنني ما عرفتش فين خاصني نمشي ، خصوصا وأن المطار ضخم للغاية . اللغتان المتداولتان هنا هما الاسبانية والانجليزية ، سواء على سبورات الارشادات أو من طرف موظفي المطار . كل من توجهت إليه يسألك إن كنت تتحدث الانجليزية ، لاواه كانعرف الشينوية ! لحسن الحظ كان هناك مغاربة جئت معهم في نفس الطائرة ، بقيت تابعهم كانزلو فالدروج حتى وجدت نفسي داخل الميترو . الحقيقة أنني كنت مثل أمانة تحتاج إلى من يوصلها إلى صاحبها . في انتظار وصول الباكاج ، دخلت إلى المرحاض ، الناس هنا يتبولون بشكل جماعي ، وبدون حواجز فاصلة ، يعني أنك عندما تريد أن تتبول يجب عليك أن تكشف عورتك أمام الآخرين . لهذا السبب قررت أن أحافظ على بولي داخل مثانتي إلى غاية الوصول إلى الفندق ، حيت جاني داكشي شوية حشومة ! عنداك غير النبولة تفركع ! الغريب في الأمر هو أنني بمجرد أن أخرج من ورطة إلا ودخلت في أخرى . عندما أردت أن أغسل يدي احترت كيف أفتح الصنبور ، ضغطت على زر فخرج الصابون ، لكن فيناهو الما ؟ وا مصيبة هادي ! بواسطة لغة الاشارات طلبت من أحدهم أن يريني كيف . هنا كل شيء يشتغل بشكل أوتوماتيكي ، لكي تغسل يديك يكفي أن تقربهما إلى الصنبور لكي ينزل الماء ، دونما حاجة إلى الضغط على أي زر . مزيان ، إيوا باش غادي ننشف يديا من الما ؟ هناك على الحائط بجانب لافابو آلة أوتوماتيكية ، بمجرد أن تقرب إليها يديك يخرج منها تيار هواء ينشف اليدين . آش أوا هاد العجب هادا ! مرحبا بك أيها الغريب في بلاد العجائب ! في الحقيقة كل شيء هنا مبهر ، ويلا ما كنتيش نيت مزكي راسك مزيان غادي تطلق رجليك للريح وتضربها بشي سلتة ! في قاعة الاستقبال وجدت مدام فلورانس رفقة فرناندو في انتظاري . فلورانس تتحدث الفرنسية لأنها من أصل فرنسي ، ومزدادة بمدينة الدارالبيضاء ، تشتغل نائبة لرئيسة النادي العالمي للصحافة بمدريد . صافحني السيد فرناندو بحرارة ، بينما مدام فلورانس سلمت علي عن طريق الوجه ، وكانت هذه أول مرة في حياتي أسلم فيها مع امرأة وجها لوجه ! آش كايكولو الفقهاء دياولنا فهاد النوع من السلام ؟ دابا اللي عطا الله عطاه ، حتى ترجع للمغرب وسولهم . خارج المطار يقف طابور من سيارات الأجرة البيضاء الأنيقة . ماشي غير الطاكسيات اللي هي أنيقة ، حتى الشوافر نقيين ومهذبين ، يرتدون ملابس نظيفة ، ويشغلون مذياع السيارة بصوت خفيض . حتى يكونو عندنا الطاكسيات بحال ديال اسبانيا ، ديك الساعة عاد يمكنا نهضرو على التقدم ! - امرأة من حديد - بمجرد وصولنا إلى الفندق استقبلت فلورانس مكالمة هاتفية ، سأعرف فيما بعد أن عمها مات ، مع ذلك لم تتأثر ، واساها فرناندو وربت على كتفها ، ثم واصلت عملها كأن شيئا لم يكن . أخرجت محفظة نقودها وأعطتني مائة وخمسين أورو كمصروف جيب ، وستين أورو اللي خسرت على الفيزا ، وطبعا طلبت مني الوصل أو الروسي الذي أعطوني في القنصلية . هادو كلشي عندهم مضبوط وموثق ، ماشي بحالنا حنا اللي كانتعاملو غير بالشفوي ! البق ما يزهق . الحقيقة أن مدام فلورانس امرأة من حديد ، تشتغل كنحلة نشيطة لا تعرف شيئا اسمه التعب ، رغم أنها تجاوزت الخمسين من عمرها . في مكتبها الصغير تعمل رفقة اثنين من مساعديها ، يدها لا تفارق فأرة الحاسوب ، وهاتف مكتبها إضافة إلى هاتفها المحمول لا يكفان عن الرنين . الغريب في الأمر هو أن كل هذا العمل المضني لا تربح منه إلا أجرا شهريا صغيرا ، أو "آن بوتي صالير" كما تصفه هي . أثناء مرافقتها لي إلى المطار ، أخبرتني بأن آخر زيارة لها إلى المغرب كانت قبل أربع سنوات رفقة زوجها الذي كان يشتغل موظفا في المكتب الشريف للفوسفاط . الآن لم تعد قادرة على السفر إلى المغرب بسبب "ضيق ذات اليد" ، وتفضل قضاء عطلتها لدى عائلتها في فرنسا . إنها امرأة حديدية تشتغل لمصلحة الآخرين ، وتترك مصلحتها الشخصية جانبا . كون عندنا غير شي مية بحال هادو واهلي فين غادي نوصلو . إيوا شوفو الناس كيفاش كايخدمو بلاداتهم . - شي ترجمان عالله - صباح يوم الثلاثاء ، على الساعة العاشرة والنصف ، أي في الموعد المحدد تماما ، ستأتي الصحفية "ترينيداد" رفقة زميلتها المصورة "مونيكا" من جريدة "بيبليكو" من أجل إجراء حوار معي . ترينيداد تفهم الدارجة المغربية قليلا ، وتنطق بعض كلماتها بصعوبة ، أخبرتني بأنها تتعلم دارجتنا منذ مدة ، ولكنها تجدها "كاصها بزاف" . زعما قاصحة بزاف . إذن لابد من مترجم يتولى مهمة ربط خيط التواصل بيننا . فلورانس أخبرتني بالأمس أن هشام سيتولى هذه المهمة . هشام مغربي يقيم في مدريد ، وصديق لفلورانس . وفي انتظار حضور هشام ، ستأخذني مونيكا خارج الفندق كي تأخذ لي بعض الصور . فالحقيقة دارت فيا ما بغات ، دير هاكا ، شوف هنا ، طلع راسك شوية ... طبعا كانت توجه إلي "أوامرها" عن طريق الإشارات حتى أخذت لي أكثر من ثلاثين صورة . بحال يلا كاتصور فمايكل جاكسون فياماتو ! هؤلاء الناس يأخذون أمورهم بكل جد وحزم ، ولا يهملون أي صغيرة ، بينما نحن نحتقر أنفسنا على الدوام ، ونشعر بلا جدوى عملنا . هادشي علاش عمرنا ما غادي نزيدو للقدام ! أخيرا جاء هشام ، وبدأ الحوار . عنداك غير يورطوك فشي مصيبة كحلة ، وترجع عاوتاني للحبس ديال إنزكان ! -أطرش في الزفة !- ليلة الثلاثاء ، سأكون على موعد مع الذهاب إلى الحفل السنوي ل "النادي العالمي للصحافة" ، حيث سيتم تسليم الجوائز . فلورانس جاءت إلى الفندق رفقة رئيسة النادي كي تصحباني عبر سيارة الأجرة إلى المكان الذي سيقام فيه الحفل . قبل الدخول يلزمك أن تنزع جاكيتتك وحزام السروال وتضع كل ما في جيوبك في صندوق كي يمر في جهاز السكانير ، وتمر فيه أنت أيضا ! فلورانس تشرح الأمر على أن شخصيات مهمة في الدولة ستكون حاضرة ، لذلك لا بد من توخي الحيطة والحذر . في مثل هذه المواقف ، يقفز اسم شخصية واحدة إلى الذاكرة بشكل أوتوماتيكي : إنه أسامة بن لادن . أمام باب المركز الثقافي "كوند ديك" في مدريد ، ثمة عدة مصورين وصحافيين ينتظرون قدوم الشخصيات البارزة . الحقيقة أن المكان جميل للغاية ، ومنظم بدقة متناهية . فلورانس اصطحبتني حتى اقتربنا من المنصة ، وقدمتني لكثير من الحاضرين ، لكن خيط التواصل ينقطع بيننا مباشرة بعد السلام ، بسبب أن اللغة السائدة هنا هي اللغة الاسبانية ، وانا عندي غير اللغة العربية اللي ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى ! وفي لحظة ظهر طوق نجاة : مازن رفقة أدهم ، شابان عربيان من سوريا ، الأول يشتغل في صحيفة إيل موندو ، والثاني طالب حقوق في مدريد . مازن غادر سوريا منذ ثمان سنوات ، بسبب انتمائه إلى منظمة يسارية معارضة للنظام السوري ، ولم يسبق له أن دخل إلى بلده طيلة كل هذه المدة . أدهم ومازن توليا مهمة الترجمة ، لكن عندما صعدت رفقة الصحافيين الثلاثة عشر المكرمين إلى المنصة تحولت مرة أخرى إلى كرعة غير مثقوبة ، حيث لم أفهم ولو جملة واحدة من كل الكلمات التي تم إلقاؤها بالمناسبة لمدة ساعتين من الزمن ! المهم أنني كنت واحدا من أيها الناس ، وكلما انتهى أحدهم من إلقاء كلمته أصفق عليه مثلما يفعل الآخرون ، واخا ما قشعت والو فداكشي اللي كال ! كالك مدون السنة ، لاواه الريح ! وأخيرا حان موعد تسليم الجوائز . الأمر يتعلق بلوحة فنية بسيطة لأحد الرسامين ، عندما سمعت اسمي تسارعت وثيرة ضربات قلبي ، وتوجهت بخطوات تنقصها الثقة إلى وسط المنصة حيث تسلمت الجائزة تحت تصفيق الحاضرين وأضواء عدسات كاميرات المصورين . الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء ! - صورة للذكرى مع سفير- في حفل تسليم الجوائز حضرت شخصيات مهمة من عالم السياسة في اسبانيا ، وعلى رأسها نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريزا فيرنانديز ، ووزيرة الدفاع كارمي تشاكون ، إضافة إلى زعيم الحزب الشعبي اليميني ماريانو راخوي. سفراء بعض الدول العربية أيضا كانوا حاضرين ، من بينهم سفير السعودية والسفير السوري وسفير سلطنة عمان. عمر عزيمان ما بانش . إيوا راه اللي كال ليك العرب كايعاديو حرية الصحافة كدب عليك ! بعد انتهاء الحفل هنأني السفير العماني ، وأعطاني كارط فيزيت ديالو ، وأكثر من هذا وقف بجانبي حتى أخذ لي معه مازن صورة للذكرى . العجب هادا ! الذي أعجبني كثيرا ، هو أن الناس هنا ، ومهما بلغت درجة رقيهم الاجتماعي ، يتميزون بتواضع كبير ، ورجليهم ديما مشدودة للارض . نحن بمجرد أن يضع أحدهم ربطة حول عنقه حتى تتملكه رغبة في الصعود إلى السماء ، وكايبدا فالبخ والفوحان ! - ميمتي رزقي مشا ! – كادت رحلتي إلى مدريد تنتهي بسلام ، لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاري صباح يوم الأربعاء ، أي في نفس اليوم الذي سأعود فيه إلى المغرب . الحقيقة أنني أخجل من حكي ما جرى ، لكنني سأفعل ، واخا غادي تضحكو عليا . كنت أتجول وحيدا قبل الذهاب إلى مكتب فلورانس من أجل إجراء حوار مع طالبة اسبانية . وقفت لكي آخذ صورة لأحد التماثيل ، بعد لحظات سيقترب مني شخص ذو ملامح آسيوية ، بعد التحية سألني بعربية مكسرة إن كنت أنتمي إلى إحدى البلدان العربية ، وعندما عرف أنني من المغرب صافحني بحرارة ، ولد الحرام كان كايوجد ليا واحد القالب من داكشي ، وأنا كنت أبتسم في وجه كالأبله . قال لي بأنه من أصل لبناني ، ولكنه يقيم في باكستان ، وجاء إلى اسبانيا من أجل السياحة ، ثم أخرج ورقة نقدية من فئة مائة ليرة لبنانية ، بعد أن أمسكتها في يدي ، سألني إن كنت أحمل معي عملة مغربية . في الحقيقة لم أكن أتصور أن أكون غبيا إلى الحد الذي أوقعني في المصيدة التي نصبها لي ذلك المحتال. أخذت مائتين وخمسين أورو كانت في جيبي ومعها مائتي درهم مغربية ، ولا أعرف ما الذي جرى لي حتى سلمتها له بعدما طلب مني أن يراها ، بعد ذلك أعادها إلى وأدخلتها إلى جيبي ، وواصلت التقاط الصور . بعد لحظة انتابني شك غريب ، وأخرجت النقود لأجد أن 150 أورو مشات مع الواد ! أو بالأحرى إلى جيب ذلك المحتال الماهر . لحد الآن ما زلت لم أصدق هذه الواقعة الغريبة التي كنت ضحيتها . كنت أسمع في المغرب عن مقالب السماوي ، حتى دارها بيا داك ولد الحرام الآسيوي ! فلورانس عندما علمت بالواقعة تأسفت ، وقالت لي بأن مدريد هي عاصمة اللصوص المحترفين ، الصراحة ديال الله هاداك ما عليه والو ، حيت أنا اللي عطيتو رزقي بيدي ! إيوا اللي ضرباتو يدو ما يبكيش . لكن الذي يحيرني هو أنني لا أعرف كيف ولا بأي طريقة تمكن ذلك اللص البارع من سرقة ثلاثة أوراق من فئة خمسين أورو ، بلا ما نشوف والو . قالب واش من قالب هادا آسي محمد الكانبو ! وعلى وقع هذا المقلب الفريد ، انتهت زيارتي إلى مدريد ، وعدت إلى المغرب حاملا معي جائزة مدون السنة ، ومعها "شهادة" أغبى سائح في اسبانيا ذلك اليوم! هانا شوفوني ... ياك بعدا ما كاين شي بوجادي بحالي !! 1) في الصورة يظهر زعيم الحزب الشعبي الاسباني ماريانو راخوي ، وبجانبه السفير السعودي نايف بن عبد العزيز ، وخلفهما يجلس السفير العماني . اللي كال ليك العرب كايعاديو حرية الصحافة كدب عليك! 2) نائبة رئيس الوزراء الاسباني ماريا تيريزا فيرنانديز تلقي كلمة بالمناسبة . واخا شرفات شوية ، ولكن ما زال ما بغاتش تكول باع ! الله يعطيها الصحة . 3) وزيرة الدفاع الاسباني كارمي تشاكون في الوسط جاها النعاس ، وأنا جانب الحائط أظهر بحال يلا تعشيت بالعصيدة ديال بودنجال ! آجي بعدا ، آش جايا كاتدير وزيرة الدفاع هنا ؟ يلا كنتي راجل سولها! 4) الناس يتعارفون على بعضهم البعض ، وانا تابع فلاشات الكاميرا مبتسما ، بحال شي مصطي عمرو ما شاف الكاميرا! آويلي على بوجادي! 5)ميمتي قلبي غايطير من بلاصتو من شدة الخفقان ، أنا ما موالفش نجي لبحال هاد البلايص . ديوني عند امي آعباد الله راني غادي نبكي! 6) في هذه اللحظة قلبي كان كايضرب بمية وعشرين ، خصوصا وأنني كنت تحت أشعة النظرات الساحرة لتلك الحسناء الفاتنة! 7) آجي ، علاش هادو حطوني اللور حدا الحيط بحال شي خنشة ديال السيما ؟ ماشي حكرة هادي!؟ 8) بنادم جامع يديه على صدرو ، ومتصنت لعظامو ، حيت ما قادرش يهضر مع حتى واحد ، ما دام أنه لا يتحدث لغة أخرى غير العربية ، والعربية بوحدها ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى ! سير أولدي دير ليك السوايع ... 9) الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء ! يالله أولدي رجع بلاصتك ، وباراكا من الزعت! 10) عطاوك جائزة ... ؟ إيوا بزعط ! ... كون غير درتي الخير فراسك وسديتي السنسلة ديال الطجاكيت ديالك راه غايقلك البرد! 11) مع السفير العماني على يساري ، عمر عزيمان ما بانش ، حيت المسؤولين المغاربة ما كايبغيوش يضصرو عليهم كحل الراس ! كالها رشيد نيني . عنداك غير تبيع الماتش حتى انت وتولي واحد من المتملقين للحكام العرب بعد هذه الصورة التذكارية . اجمع راسك ! 12) في شوارع مدريد الفسيحة والأنيقة ، لن تجد أثرا للأوساخ والأزبال ، عمال النظافة يشتغلون على مدار اليوم ، وبدون توقف ، الله يعطيهم الصحة ، ويهدي هادو دياولنا . رغم أن الذي يستحقونه هو السخط ماشي الهداية ! (13 في هذا الشارع المشؤوم مشات ليا مية وخمسين أورو في رمشة عين واحدة ، بسبب غبائي وسذاجتي المفرطة ! مرة أخرى حضي راسك مزيان آالكانبو لاخر! 14)المصورة مونيكا بقات كاتصور فيا مسكينة حتى عيات ، حيت ما كانعرفش كيفاش نتصور . كانبان بحال يلا كانشوف الكاميرا لأول مرة . داكشي علاش حاولت المسكينة أن تكثر من الصور ، لعل وعسى أن أكون في وضعية جيدة تسمح لها باش تاخد ليا شي تصويرة زوينة ، ولكن والو . البوجادي كايبقا ديما بوجادي واخا تلبس ليه الكوستيم ديال الحرير مزوق بأحجار الألماس ، وتديه لاس فيكاس ! آجي ، علاش اللي ما نضربها بشي سلتة ، كيما دار شحال من واحد ؟ إيوا لاواه ، حتى لهادي لا . والله يا باباك ويشدوك حتى تدوز عام ونص فالحبس ، ومن بعد يصيفتوك للمغرب بعد أن تتمرغ كرامتك في التراب الاسباني . إيوا رجع لبلادك وباراكا من التبرهيش! 3) وزيرة الدفاع الاسباني كارمي تشاكون في الوسط جاها النعاس ، وأنا جانب الحائط أظهر بحال يلا تعشيت بالعصيدة ديال بودنجال ! آجي بعدا ، آش جايا كاتدير وزيرة الدفاع هنا ؟ يلا كنتي راجل سولها! 4) الناس يتعارفون على بعضهم البعض ، وانا تابع فلاشات الكاميرا مبتسما ، بحال شي مصطي عمرو ما شاف الكاميرا! آويلي على بوجادي! 5)ميمتي قلبي غايطير من بلاصتو من شدة الخفقان ، أنا ما موالفش نجي لبحال هاد البلايص . ديوني عند امي آعباد الله راني غادي نبكي! 6) في هذه اللحظة قلبي كان كايضرب بمية وعشرين ، خصوصا وأنني كنت تحت أشعة النظرات الساحرة لتلك الحسناء الفاتنة! 7) آجي ، علاش هادو حطوني اللور حدا الحيط بحال شي خنشة ديال السيما ؟ ماشي حكرة هادي!؟ 8) بنادم جامع يديه على صدرو ، ومتصنت لعظامو ، حيت ما قادرش يهضر مع حتى واحد ، ما دام أنه لا يتحدث لغة أخرى غير العربية ، والعربية بوحدها ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى ! سير أولدي دير ليك السوايع ... 9) الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء ! يالله أولدي رجع بلاصتك ، وباراكا من الزعت! 10) عطاوك جائزة ... ؟ إيوا بزعط ! ... كون غير درتي الخير فراسك وسديتي السنسلة ديال الطجاكيت ديالك راه غايقلك البرد! 11) مع السفير العماني على يساري ، عمر عزيمان ما بانش ، حيت المسؤولين المغاربة ما كايبغيوش يضصرو عليهم كحل الراس ! كالها رشيد نيني . عنداك غير تبيع الماتش حتى انت وتولي واحد من المتملقين للحكام العرب بعد هذه الصورة التذكارية . اجمع راسك ! 12) في شوارع مدريد الفسيحة والأنيقة ، لن تجد أثرا للأوساخ والأزبال ، عمال النظافة يشتغلون على مدار اليوم ، وبدون توقف ، الله يعطيهم الصحة ، ويهدي هادو دياولنا . رغم أن الذي يستحقونه هو السخط ماشي الهداية ! (13 في هذا الشارع المشؤوم مشات ليا مية وخمسين أورو في رمشة عين واحدة ، بسبب غبائي وسذاجتي المفرطة ! مرة أخرى حضي راسك مزيان آالكانبو لاخر! 14)المصورة مونيكا بقات كاتصور فيا مسكينة حتى عيات ، حيت ما كانعرفش كيفاش نتصور . كانبان بحال يلا كانشوف الكاميرا لأول مرة . داكشي علاش حاولت المسكينة أن تكثر من الصور ، لعل وعسى أن أكون في وضعية جيدة تسمح لها باش تاخد ليا شي تصويرة زوينة ، ولكن والو . البوجادي كايبقا ديما بوجادي واخا تلبس ليه الكوستيم ديال الحرير مزوق بأحجار الألماس ، وتديه لاس فيكاس ! آجي ، علاش اللي ما نضربها بشي سلتة ، كيما دار شحال من واحد ؟ إيوا لاواه ، حتى لهادي لا . والله يا باباك ويشدوك حتى تدوز عام ونص فالحبس ، ومن بعد يصيفتوك للمغرب بعد أن تتمرغ كرامتك في التراب الاسباني . إيوا رجع لبلادك وباراكا من التبرهيش!