ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسبانيا دارتها بيا ...
نشر في هسبريس يوم 27 - 12 - 2008

كأي طفل صغير يحب أن يحكي مغامراته الصغيرة للآخرين ، سأعيد نشر تفاصيل الأيام الثلاثة التي قضيتها في اسبانيا قبلأسابيع بمناسبة تسلمي لجائزة "مدون السنة" من طرف "النادي العالمي للصحافة" في مدريد . ""
فهذه أول مرة أغادر فيها التراب المغربي ، بل أكثر من ذلك ، هذه هي المرة الأولى التي أصعد فيها إلى الطائرة !
آجيو نعاود ليكم . ولكن ما يسحابش ليكم أنا زعايتي ! سأحكي لكم قصتي ، لأنني بكل بساطة لا أحب أن أخفي عنكم أي شيء ، يعني فمي كاياكلني ، داكشي علاش مشيت للحبس هادي شهرين !
- اللي عندو لغة وحدة ...-
أمام القنصلية الاسبانية طابور من المغاربة ينتظرون واقفين على الرصيف تحت أشعة الشمس . علامات القلق تظهر واضحة على وجوههم وكأنهم على موعد مع اجتياز امتحان عسير . اقتربت من الحارس وسألته عن السيد فرناندو طوريس ، نظر إلى أوراق الدعوة التي أحملها في يدي قبل أن يفتح لي باب القنصلية . آجي بعدا ، باش من لغة غادي تفاهم مع مسيو فرناندو مللي تدخل عندو ؟ انت غير خلليها عالله وصافي .
قبل الدخول إلى قاعة التأشيرات ، سيكون علي أن أنتظر في الحديقة رفقة مغاربة آخرين . هنا لا يوجد سوى كرسي خشبي واحد يتسع لخمسة أشخاص ، والباقي يظلون واقفين على أرجلهم أو جالسين على العشب . بحال شي إدارة مغربية وصافي ، غير أوكان هنا كاينة النوبة والنظام ، ولا مجال لتفضيل أحد على حساب آخر .
أخيرا وصل دوري . على جدران القاعة الصغيرة صورتان لمنظرين من إسبانيا . كنت أخمن أنني لن أجد هنا صورة لملك إسبانيا ، لكن تخميني لم يكن في محله ، بعدما لمحت خوان كارلوس واقفا في صورة متوسطة الحجم معلقة على الجدران فوق أحد المكاتب . إيوا من هاد الناحية بحال اسبانيا بحال المغرب ، الله يرزق غير الصحة والسلامة .
لحسن الحظ أن الموظفين المكلفين بتلقي طلبات الحصول على التأشيرة كانا مغربيين ، وإلا كنت سأتعرض لفضيحة أمام المغاربة الذين ينتظرون هناك ، لأني لا أتواصل بأي لغة أخرى غير العربية ، خصوصا وأن القاعة الصغيرة يعمها الصمت ، وبالتالي من السهل جدا أن يكون الجميع على علم بتفاصيل الفضيحة . آودي آودي على مدون ديال تواخير الزمان !
في الغد سأعود كي أتسلم جواز سفري ، وعليه تأشيرة صالحة لمدة شهر . مزيان ، دابا ما بقا ليا غير نجمع حوايجي . ولكن ياك ما غادي يمنعوك فالمطار ؟ الله أعلم ...
- ها ما كلنا -
عندما سلمت جواز سفري للشرطي المكلف بختم الجوازات في المطار ، نظر إلي بطرف عينه قبل أن يطرح علي بعض الأسئلة : آش كاتدير فخدمتك ؟ آشنو غاتدير فاسبانيا ؟ إلى أي مدينة ستذهب ؟ ... عندما أخبرته بأنني سأذهب من أجل تسلم جائزة مدون السنة ، سألني بنوع من السخرية عن السبب الذي جعل تلك المنظمة تختارني ولا تختار شخصا آخر غيري . " علاش ما يختارونيش أنا مثلا ؟" يقول الشرطي بلهجة تمتزج فيها السخرية بالجد . ثم طلب مني أن أنتظر على أحد الكراسي . آو ، ياك هادا ما عندو شي أوامر باش يمنعوني من السفر ؟ بعد خمس دقائق سيأتي شخص بلباس مدني ، ويمد لي جواز السفر ، متمنيا لي سفرا سعيدا . أووف لاباس .
ياك ما كاين شي مشكل آاشاف ؟ "لا والو" ، يرد نفس الشخص بابتسامة خفيفة . إيوا علاش أنا بوحدي كالو ليا تسنا شوية ؟ إذن القضية فيها إن وأخواتها ! غير ما بغيتوش تخرجو ليها نيشان وصافي .
على الساعة 55 : 12 دقيقة بالضبط ، ستتحرك طائرة الخطوط الملكية من مطار أكادير صوب مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ، قبل الاقلاع مرة أخرى إلى مدريد . ها البرهان بلي لارام حتى هي كاتحتارم المواعيد !
عندما أقلعت الطائرة شعرت بمخي وكأنه يتزعزع في مكانه ، وترونات المعدة ديالي . ميمتي مشيت فيها ! من بعد ، كلشي كان مزيان ، انت فالسما بحال يلا كالس فشي صالون ، وكاتشوف سلسلة جبال الأطلس . ماشي العجب ديال سيدي ربي هادا !
- مشكل اللغة عاوتاني –
مشكل اللغة سيقف لي بالمرصاد مرة أخرى عندما سألتني إحدى المسافرات بلغة فرنسية سريعة ، المصيبة أنني كنت في تلك اللحظة أدون بعض المعلومات على مذكرتي فاعتقدت المسكينة أنني شخص مثقف ، لأفاجئها بأنني لا أستطيع أن أجيبها لأنني لا أتقن التحدث باللغة الفرنسية . شوهة واش من شوهة هادي آسي محمد ! حتى هي ما لقات ما تسول غير أنا .
في مطار محمد الخامس ، سيسألني أحد الجمركيين إن كنت أحمل معي نقودا ، وعندما صرحت له بالمبلغ الذي أحمله معي ، قال لي بصوت خفيض : "ما عندكش زعما باش تهلا فولاد البلاد ؟" . زعما شي قهيوة . أو ... هادي هي الصنطيحة ديال القزدير وإلا فلا . حشومة كاع !
هذه المرة ستخلف طائرة "لارام" موعدها مع الاقلاع ، وستتأخر الرحلة لمدة ساعة كاملة . ماشي مشكل ، على ربي غير نوصلو . وعلى بركة الله تتحرك طائرة البوينك 737 صوب العاصمة الاسبانية مدريد . عنداك غير لا تسالي هاد الرحلة فالبحر ولا فوق شي جبل !
- ورطة تلو أخرى -
من نافذة الطائرة تظهر ضخامة مدريد من خلال أضوائها . طرقها السيارة الواسعة ، وشوارعها الفسيحة ، وحتى الملاعب الرياضية . من السما كايبان العربون .
وأخيرا تحط الطائرة بعد ساعة ونصف من الطيران . وا دير فران أمان آلبيلوط الله يرحم الوالدين .
أول ورطة وجدت فيها نفسي عندما نزلت في مطار مدريد باراخاس ، هي أنني ما عرفتش فين خاصني نمشي ، خصوصا وأن المطار ضخم للغاية . اللغتان المتداولتان هنا هما الاسبانية والانجليزية ، سواء على سبورات الارشادات أو من طرف موظفي المطار . كل من توجهت إليه يسألك إن كنت تتحدث الانجليزية ، لاواه كانعرف الشينوية !
لحسن الحظ كان هناك مغاربة جئت معهم في نفس الطائرة ، بقيت تابعهم كانزلو فالدروج حتى وجدت نفسي داخل الميترو . الحقيقة أنني كنت مثل أمانة تحتاج إلى من يوصلها إلى صاحبها . في انتظار وصول الباكاج ، دخلت إلى المرحاض ، الناس هنا يتبولون بشكل جماعي ، وبدون حواجز فاصلة ، يعني أنك عندما تريد أن تتبول يجب عليك أن تكشف عورتك أمام الآخرين . لهذا السبب قررت أن أحافظ على بولي داخل مثانتي إلى غاية الوصول إلى الفندق ، حيت جاني داكشي شوية حشومة ! عنداك غير النبولة تفركع !
الغريب في الأمر هو أنني بمجرد أن أخرج من ورطة إلا ودخلت في أخرى . عندما أردت أن أغسل يدي احترت كيف أفتح الصنبور ، ضغطت على زر فخرج الصابون ، لكن فيناهو الما ؟ وا مصيبة هادي !
بواسطة لغة الاشارات طلبت من أحدهم أن يريني كيف . هنا كل شيء يشتغل بشكل أوتوماتيكي ، لكي تغسل يديك يكفي أن تقربهما إلى الصنبور لكي ينزل الماء ، دونما حاجة إلى الضغط على أي زر . مزيان ، إيوا باش غادي ننشف يديا من الما ؟ هناك على الحائط بجانب لافابو آلة أوتوماتيكية ، بمجرد أن تقرب إليها يديك يخرج منها تيار هواء ينشف اليدين . آش أوا هاد العجب هادا ! مرحبا بك أيها الغريب في بلاد العجائب !
في الحقيقة كل شيء هنا مبهر ، ويلا ما كنتيش نيت مزكي راسك مزيان غادي تطلق رجليك للريح وتضربها بشي سلتة !
في قاعة الاستقبال وجدت مدام فلورانس رفقة فرناندو في انتظاري . فلورانس تتحدث الفرنسية لأنها من أصل فرنسي ، ومزدادة بمدينة الدار البيضاء ، تشتغل نائبة لرئيسة النادي العالمي للصحافة بمدريد .
صافحني السيد فرناندو بحرارة ، بينما مدام فلورانس سلمت علي عن طريق الوجه ، وكانت هذه أول مرة في حياتي أسلم فيها مع امرأة وجها لوجه ! آش كايكولو الفقهاء دياولنا فهاد النوع من السلام ؟ دابا اللي عطا الله عطاه ، حتى ترجع للمغرب وسولهم .
خارج المطار يقف طابور من سيارات الأجرة البيضاء الأنيقة . ماشي غير الطاكسيات اللي هي أنيقة ، حتى الشوافر نقيين ومهذبين ، يرتدون ملابس نظيفة ، ويشغلون مذياع السيارة بصوت خفيض . حتى يكونو عندنا الطاكسيات بحال ديال اسبانيا ، ديك الساعة عاد يمكنا نهضرو على التقدم !
- امرأة من حديد -
بمجرد وصولنا إلى الفندق استقبلت فلورانس مكالمة هاتفية ، سأعرف فيما بعد أن عمها مات ، مع ذلك لم تتأثر ، واساها فرناندو وربت على كتفها ، ثم واصلت عملها كأن شيئا لم يكن . أخرجت محفظة نقودها وأعطتني مائة وخمسين أورو كمصروف جيب ، وستين أورو اللي خسرت على الفيزا ، وطبعا طلبت مني الوصل أو الروسي الذي أعطوني في القنصلية . هادو كلشي عندهم مضبوط وموثق ، ماشي بحالنا حنا اللي كانتعاملو غير بالشفوي ! البق ما يزهق .
الحقيقة أن مدام فلورانس امرأة من حديد ، تشتغل كنحلة نشيطة لا تعرف شيئا اسمه التعب ، رغم أنها تجاوزت الخمسين من عمرها . في مكتبها الصغير تعمل رفقة اثنين من مساعديها ، يدها لا تفارق فأرة الحاسوب ، وهاتف مكتبها إضافة إلى هاتفها المحمول لا يكفان عن الرنين .
الغريب في الأمر هو أن كل هذا العمل المضني لا تربح منه إلا أجرا شهريا صغيرا ، أو "آن بوتي صالير" كما تصفه هي . أثناء مرافقتها لي إلى المطار ، أخبرتني بأن آخر زيارة لها إلى المغرب كانت قبل أربع سنوات رفقة زوجها الذي كان يشتغل موظفا في المكتب الشريف للفوسفاط . الآن لم تعد قادرة على السفر إلى المغرب بسبب "ضيق ذات اليد" ، وتفضل قضاء عطلتها لدى عائلتها في فرنسا . إنها امرأة حديدية تشتغل لمصلحة الآخرين ، وتترك مصلحتها الشخصية جانبا . كون عندنا غير شي مية بحال هادو واهلي فين غادي نوصلو . إيوا شوفو الناس كيفاش كايخدمو بلاداتهم .
- شي ترجمان عالله -
صباح يوم الثلاثاء ، على الساعة العاشرة والنصف ، أي في الموعد المحدد تماما ، ستأتي الصحفية "ترينيداد" رفقة زميلتها المصورة "مونيكا" من جريدة "بيبليكو" من أجل إجراء حوار معي . ترينيداد تفهم الدارجة المغربية قليلا ، وتنطق بعض كلماتها بصعوبة ، أخبرتني بأنها تتعلم دارجتنا منذ مدة ، ولكنها تجدها "كاصها بزاف" . زعما قاصحة بزاف .
إذن لابد من مترجم يتولى مهمة ربط خيط التواصل بيننا . فلورانس أخبرتني بالأمس أن هشام سيتولى هذه المهمة . هشام مغربي يقيم في مدريد ، وصديق لفلورانس . وفي انتظار حضور هشام ، ستأخذني مونيكا خارج الفندق كي تأخذ لي بعض الصور . فالحقيقة دارت فيا ما بغات ، دير هاكا ، شوف هنا ، طلع راسك شوية ... طبعا كانت توجه إلي "أوامرها" عن طريق الإشارات حتى أخذت لي أكثر من ثلاثين صورة . بحال يلا كاتصور فمايكل جاكسون فياماتو !
هؤلاء الناس يأخذون أمورهم بكل جد وحزم ، ولا يهملون أي صغيرة ، بينما نحن نحتقر أنفسنا على الدوام ، ونشعر بلا جدوى عملنا . هادشي علاش عمرنا ما غادي نزيدو للقدام !
أخيرا جاء هشام ، وبدأ الحوار . عنداك غير يورطوك فشي مصيبة كحلة ، وترجع عاوتاني للحبس ديال إنزكان !
-أطرش في الزفة !-
ليلة الثلاثاء ، سأكون على موعد مع الذهاب إلى الحفل السنوي ل "النادي العالمي للصحافة" ، حيث سيتم تسليم الجوائز . فلورانس جاءت إلى الفندق رفقة رئيسة النادي كي تصحباني عبر سيارة الأجرة إلى المكان الذي سيقام فيه الحفل . قبل الدخول يلزمك أن تنزع جاكيتتك وحزام السروال وتضع كل ما في جيوبك في صندوق كي يمر في جهاز السكانير ، وتمر فيه أنت أيضا !
فلورانس تشرح الأمر على أن شخصيات مهمة في الدولة ستكون حاضرة ، لذلك لا بد من توخي الحيطة والحذر . في مثل هذه المواقف ، يقفز اسم شخصية واحدة إلى الذاكرة بشكل أوتوماتيكي : إنه أسامة بن لادن .
أمام باب المركز الثقافي "كوند ديك" في مدريد ، ثمة عدة مصورين وصحافيين ينتظرون قدوم الشخصيات البارزة . الحقيقة أن المكان جميل للغاية ، ومنظم بدقة متناهية . فلورانس اصطحبتني حتى اقتربنا من المنصة ، وقدمتني لكثير من الحاضرين ، لكن خيط التواصل ينقطع بيننا مباشرة بعد السلام ، بسبب أن اللغة السائدة هنا هي اللغة الاسبانية ، وانا عندي غير اللغة العربية اللي ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى !
وفي لحظة ظهر طوق نجاة : مازن رفقة أدهم ، شابان عربيان من سوريا ، الأول يشتغل في صحيفة إيل موندو ، والثاني طالب حقوق في مدريد . مازن غادر سوريا منذ ثمان سنوات ، بسبب انتمائه إلى منظمة يسارية معارضة للنظام السوري ، ولم يسبق له أن دخل إلى بلده طيلة كل هذه المدة .
أدهم ومازن توليا مهمة الترجمة ، لكن عندما صعدت رفقة الصحافيين الثلاثة عشر المكرمين إلى المنصة تحولت مرة أخرى إلى كرعة غير مثقوبة ، حيث لم أفهم ولو جملة واحدة من كل الكلمات التي تم إلقاؤها بالمناسبة لمدة ساعتين من الزمن ! المهم أنني كنت واحدا من أيها الناس ، وكلما انتهى أحدهم من إلقاء كلمته أصفق عليه مثلما يفعل الآخرون ، واخا ما قشعت والو فداكشي اللي كال ! كالك مدون السنة ، لاواه الريح !
وأخيرا حان موعد تسليم الجوائز . الأمر يتعلق بلوحة فنية بسيطة لأحد الرسامين ، عندما سمعت اسمي تسارعت وثيرة ضربات قلبي ، وتوجهت بخطوات تنقصها الثقة إلى وسط المنصة حيث تسلمت الجائزة تحت تصفيق الحاضرين وأضواء عدسات كاميرات المصورين . الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء !
- صورة للذكرى مع سفير-
في حفل تسليم الجوائز حضرت شخصيات مهمة من عالم السياسة في اسبانيا ، وعلى رأسها نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريزا فيرنانديز ، ووزيرة الدفاع كارمي تشاكون ، إضافة إلى زعيم الحزب الشعبي اليميني ماريانو راخوي.
سفراء بعض الدول العربية أيضا كانوا حاضرين ، من بينهم سفير السعودية والسفير السوري وسفير سلطنة عمان. عمر عزيمان ما بانش . إيوا راه اللي كال ليك العرب كايعاديو حرية الصحافة كدب عليك !
بعد انتهاء الحفل هنأني السفير العماني ، وأعطاني كارط فيزيت ديالو ، وأكثر من هذا وقف بجانبي حتى أخذ لي معه مازن صورة للذكرى . العجب هادا !
الذي أعجبني كثيرا ، هو أن الناس هنا ، ومهما بلغت درجة رقيهم الاجتماعي ، يتميزون بتواضع كبير ، ورجليهم ديما مشدودة للارض . نحن بمجرد أن يضع أحدهم ربطة حول عنقه حتى تتملكه رغبة في الصعود إلى السماء ، وكايبدا فالبخ والفوحان !
- ميمتي رزقي مشا ! –
كادت رحلتي إلى مدريد تنتهي بسلام ، لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاري صباح يوم الأربعاء ، أي في نفس اليوم الذي سأعود فيه إلى المغرب .
الحقيقة أنني أخجل من حكي ما جرى ، لكنني سأفعل ، واخا غادي تضحكو عليا . كنت أتجول وحيدا قبل الذهاب إلى مكتب فلورانس من أجل إجراء حوار مع طالبة اسبانية . وقفت لكي آخذ صورة لأحد التماثيل ، بعد لحظات سيقترب مني شخص ذو ملامح آسيوية ، بعد التحية سألني بعربية مكسرة إن كنت أنتمي إلى إحدى البلدان العربية ، وعندما عرف أنني من المغرب صافحني بحرارة ، ولد الحرام كان كايوجد ليا واحد القالب من داكشي ، وأنا كنت أبتسم في وجه كالأبله . قال لي بأنه من أصل لبناني ، ولكنه يقيم في باكستان ، وجاء إلى اسبانيا من أجل السياحة ، ثم أخرج ورقة نقدية من فئة مائة ليرة لبنانية ، بعد أن أمسكتها في يدي ، سألني إن كنت أحمل معي عملة مغربية . في الحقيقة لم أكن أتصور أن أكون غبيا إلى الحد الذي أوقعني في المصيدة التي نصبها لي ذلك المحتال.
أخذت مائتين وخمسين أورو كانت في جيبي ومعها مائتي درهم مغربية ، ولا أعرف ما الذي جرى لي حتى سلمتها له بعدما طلب مني أن يراها ، بعد ذلك أعادها إلى وأدخلتها إلى جيبي ، وواصلت التقاط الصور .
بعد لحظة انتابني شك غريب ، وأخرجت النقود لأجد أن 150 أورو مشات مع الواد ! أو بالأحرى إلى جيب ذلك المحتال الماهر .
لحد الآن ما زلت لم أصدق هذه الواقعة الغريبة التي كنت ضحيتها . كنت أسمع في المغرب عن مقالب السماوي ، حتى دارها بيا داك ولد الحرام الآسيوي ! فلورانس عندما علمت بالواقعة تأسفت ، وقالت لي بأن مدريد هي عاصمة اللصوص المحترفين ، الصراحة ديال الله هاداك ما عليه والو ، حيت أنا اللي عطيتو رزقي بيدي ! إيوا اللي ضرباتو يدو ما يبكيش .
لكن الذي يحيرني هو أنني لا أعرف كيف ولا بأي طريقة تمكن ذلك اللص البارع من سرقة ثلاثة أوراق من فئة خمسين أورو ، بلا ما نشوف والو . قالب واش من قالب هادا آسي محمد الكانبو !
وعلى وقع هذا المقلب الفريد ، انتهت زيارتي إلى مدريد ، وعدت إلى المغرب حاملا معي جائزة مدون السنة ، ومعها "شهادة" أغبى سائح في اسبانيا ذلك اليوم!
هانا شوفوني ... ياك بعدا ما كاين شي بوجادي بحالي !!
1) في الصورة يظهر زعيم الحزب الشعبي الاسباني ماريانو راخوي ، وبجانبه السفير السعودي نايف بن عبد العزيز ، وخلفهما يجلس السفير العماني . اللي كال ليك العرب كايعاديو حرية الصحافة كدب عليك!
2) نائبة رئيس الوزراء الاسباني ماريا تيريزا فيرنانديز تلقي كلمة بالمناسبة . واخا شرفات شوية ، ولكن ما زال ما بغاتش تكول باع ! الله يعطيها الصحة .
3) وزيرة الدفاع الاسباني كارمي تشاكون في الوسط جاها النعاس ، وأنا جانب الحائط أظهر بحال يلا تعشيت بالعصيدة ديال بودنجال ! آجي بعدا ، آش جايا كاتدير وزيرة الدفاع هنا ؟ يلا كنتي راجل سولها!
4) الناس يتعارفون على بعضهم البعض ، وانا تابع فلاشات الكاميرا مبتسما ، بحال شي مصطي عمرو ما شاف الكاميرا! آويلي على بوجادي!
5)ميمتي قلبي غايطير من بلاصتو من شدة الخفقان ، أنا ما موالفش نجي لبحال هاد البلايص . ديوني عند امي آعباد الله راني غادي نبكي!
6) في هذه اللحظة قلبي كان كايضرب بمية وعشرين ، خصوصا وأنني كنت تحت أشعة النظرات الساحرة لتلك الحسناء الفاتنة!
7) آجي ، علاش هادو حطوني اللور حدا الحيط بحال شي خنشة ديال السيما ؟ ماشي حكرة هادي!؟
8) بنادم جامع يديه على صدرو ، ومتصنت لعظامو ، حيت ما قادرش يهضر مع حتى واحد ، ما دام أنه لا يتحدث لغة أخرى غير العربية ، والعربية بوحدها ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى ! سير أولدي دير ليك السوايع ...
9) الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء ! يالله أولدي رجع بلاصتك ، وباراكا من الزعت!
10) عطاوك جائزة ... ؟ إيوا بزعط ! ... كون غير درتي الخير فراسك وسديتي السنسلة ديال الطجاكيت ديالك راه غايقلك البرد!
11) مع السفير العماني على يساري ، عمر عزيمان ما بانش ، حيت المسؤولين المغاربة ما كايبغيوش يضصرو عليهم كحل الراس ! كالها رشيد نيني . عنداك غير تبيع الماتش حتى انت وتولي واحد من المتملقين للحكام العرب بعد هذه الصورة التذكارية . اجمع راسك !
12) في شوارع مدريد الفسيحة والأنيقة ، لن تجد أثرا للأوساخ والأزبال ، عمال النظافة يشتغلون على مدار اليوم ، وبدون توقف ، الله يعطيهم الصحة ، ويهدي هادو دياولنا . رغم أن الذي يستحقونه هو السخط ماشي الهداية !
(13 في هذا الشارع المشؤوم مشات ليا مية وخمسين أورو في رمشة عين واحدة ، بسبب غبائي وسذاجتي المفرطة ! مرة أخرى حضي راسك مزيان آالكانبو لاخر!
14)المصورة مونيكا بقات كاتصور فيا مسكينة حتى عيات ، حيت ما كانعرفش كيفاش نتصور . كانبان بحال يلا كانشوف الكاميرا لأول مرة . داكشي علاش حاولت المسكينة أن تكثر من الصور ، لعل وعسى أن أكون في وضعية جيدة تسمح لها باش تاخد ليا شي تصويرة زوينة ، ولكن والو . البوجادي كايبقا ديما بوجادي واخا تلبس ليه الكوستيم ديال الحرير مزوق بأحجار الألماس ، وتديه لاس فيكاس ! آجي ، علاش اللي ما نضربها بشي سلتة ، كيما دار شحال من واحد ؟ إيوا لاواه ، حتى لهادي لا . والله يا باباك ويشدوك حتى تدوز عام ونص فالحبس ، ومن بعد يصيفتوك للمغرب بعد أن تتمرغ كرامتك في التراب الاسباني . إيوا رجع لبلادك وباراكا من التبرهيش!
3) وزيرة الدفاع الاسباني كارمي تشاكون في الوسط جاها النعاس ، وأنا جانب الحائط أظهر بحال يلا تعشيت بالعصيدة ديال بودنجال ! آجي بعدا ، آش جايا كاتدير وزيرة الدفاع هنا ؟ يلا كنتي راجل سولها!
4) الناس يتعارفون على بعضهم البعض ، وانا تابع فلاشات الكاميرا مبتسما ، بحال شي مصطي عمرو ما شاف الكاميرا! آويلي على بوجادي!
5)ميمتي قلبي غايطير من بلاصتو من شدة الخفقان ، أنا ما موالفش نجي لبحال هاد البلايص . ديوني عند امي آعباد الله راني غادي نبكي!
6) في هذه اللحظة قلبي كان كايضرب بمية وعشرين ، خصوصا وأنني كنت تحت أشعة النظرات الساحرة لتلك الحسناء الفاتنة!
7) آجي ، علاش هادو حطوني اللور حدا الحيط بحال شي خنشة ديال السيما ؟ ماشي حكرة هادي!؟
8) بنادم جامع يديه على صدرو ، ومتصنت لعظامو ، حيت ما قادرش يهضر مع حتى واحد ، ما دام أنه لا يتحدث لغة أخرى غير العربية ، والعربية بوحدها ما واكلاش الخبز في بلاد النصارى ! سير أولدي دير ليك السوايع ...
9) الله شحال زوين الواحد تسلط عليه الأضواء ! يالله أولدي رجع بلاصتك ، وباراكا من الزعت!
10) عطاوك جائزة ... ؟ إيوا بزعط ! ... كون غير درتي الخير فراسك وسديتي السنسلة ديال الطجاكيت ديالك راه غايقلك البرد!
11) مع السفير العماني على يساري ، عمر عزيمان ما بانش ، حيت المسؤولين المغاربة ما كايبغيوش يضصرو عليهم كحل الراس ! كالها رشيد نيني . عنداك غير تبيع الماتش حتى انت وتولي واحد من المتملقين للحكام العرب بعد هذه الصورة التذكارية . اجمع راسك !
12) في شوارع مدريد الفسيحة والأنيقة ، لن تجد أثرا للأوساخ والأزبال ، عمال النظافة يشتغلون على مدار اليوم ، وبدون توقف ، الله يعطيهم الصحة ، ويهدي هادو دياولنا . رغم أن الذي يستحقونه هو السخط ماشي الهداية !
(13 في هذا الشارع المشؤوم مشات ليا مية وخمسين أورو في رمشة عين واحدة ، بسبب غبائي وسذاجتي المفرطة ! مرة أخرى حضي راسك مزيان آالكانبو لاخر!
14)المصورة مونيكا بقات كاتصور فيا مسكينة حتى عيات ، حيت ما كانعرفش كيفاش نتصور . كانبان بحال يلا كانشوف الكاميرا لأول مرة . داكشي علاش حاولت المسكينة أن تكثر من الصور ، لعل وعسى أن أكون في وضعية جيدة تسمح لها باش تاخد ليا شي تصويرة زوينة ، ولكن والو . البوجادي كايبقا ديما بوجادي واخا تلبس ليه الكوستيم ديال الحرير مزوق بأحجار الألماس ، وتديه لاس فيكاس ! آجي ، علاش اللي ما نضربها بشي سلتة ، كيما دار شحال من واحد ؟ إيوا لاواه ، حتى لهادي لا . والله يا باباك ويشدوك حتى تدوز عام ونص فالحبس ، ومن بعد يصيفتوك للمغرب بعد أن تتمرغ كرامتك في التراب الاسباني . إيوا رجع لبلادك وباراكا من التبرهيش!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.