نظم مركز مدى وشبكة الديمقراطيين في العالم العربي بشراكة مع اتحاد العمل النسائي، ندوة" تطورات الحركة النسائية بالمغرب" يوم السبت 9 يونيو 2012 بمقر مركز مدى، ابتداءا من الساعة الثالثة بعد الزوال.بمشاركة فاعلين جمعويين وباحثين ونساء مناضلات في العمل النسائي. استهلت الاستاذة زهرة الوردي مداخلتها بالحديث عن سياق تبلور الوعي النسائي قبل وبعد الاستقلال من خلال تأثره بالفكر الغربي والفكر الشرقي النسائي، وكذلك الفكر المغاربي. إذ ساهم هذا الوعي النسائي المتشكل في خلق اطارات نسائية جديدة انخرطت في الكفاح من الاجل الاستقلال وبناء مغرب مابعد الاستقلال، وانخرطت في الاحزاب وظلت تناضل عن قضاياها داخلها،لتستقل في مرحلة موالية عن الهيئات السياسية الوطنية، و تحولت من قوة ضغط في البداية الى قوة اقتراحية، فيما بعد، وذلك من خلال تقديم مقترحات متعلقة بمدونة الاسرة وتمكين النساء على مستوى المناصب السياسية، وذلك من خلال تفعيل حضورهن ضمن اللوائح الإنتخابية. وآخر ما تم تقديمه من مقترحات هي الترسانة القانونية المتعلقة بقضايا المرأة على مستوى تعديل دستور 2011م. لكن ورغم هذه المكتسبات فقد سجلت الاستاذة زهرة الوردي، ضعفا كبيرا على مستوى تفعيل مقتضيات الدستور الجديد. وفي السياق ذاته، طرح الاستاذ محمد أزاو، الباحث في مجال مقارنة الأديان حضور المرأة في الخطاب الديني، حيث عرض لإشكالية تأويل النص الديني، مبرزا أن على الباحثين التحلي بالجرأة في نقد النصوص الدينية. كما توقف عند تخوفات باقي الاطراف في المجتمع، من تجديد النظر في النص الديني، للحفاظ على مصالحهم، واختتم مداخلته بطرح مفهوم الانصاف العادل بين المرأة والرجل، معتبرا أن خطوة الانصاف تتحقق من خلال تأويل النص الديني قبل تفعيل النص الدستوري. بعد ذلك، تناولت الاستاذة عائشة العلوي المراني، عضو اتحاد العمل النسائي، مسار الحركة النسائية، معتبرة ان الحراك النسائي واكب الحركات التحررية العالمية. لتنتقل، بعد ذلك، للحديث عن السياق الوطني، معتبرة ان الحركة النسائية ناضلت في بداياتها الاولى من اجل الترخيص لخروجها الشرعي، ودعت من جانب اخر الى ضرورة أن تمتلك الجمعيات النسائية رؤيا شمولية تلامس السياسي والاجتماعي والحقوقي، من أجل تحقيق المناصفة، والتخلص من النظرة المثالية للمناصفة الى مستوى النظرة الواقعية، التي تنسجم والمقتضيات التشريعية. لتختتم المتدخلة طرحها بالقول بان الربيع العربي اثر على تراجع خطير للحقوق النسائية امام تصاعد القوى المحافظة. ومن جهتها تناولت الاستاذة وفاء أعشى، عضو التنسيقية العامة لمنتدى حقوق الانسان بشمال المغرب، وعضو مؤسس لجريدة 8 مارس واتحاد العمل النسائي سابقا، ومفتشة في التوجيه التربوي. في مداخلة “ تاريخ الحركة النسائية" فترات زمنية مختلفة ، كان لها وقع كبير على مسار الحركة النسائية، وعن التشكل الاولي لنواة العمل النسائي قبل و بعد الاستقلال،وعرجت على فترات تراجع النضال النسائي وتذويبه في ابعاد اجتماعية . كما وقفت باسهاب عند فترة التسعينات التي وصفتها الاستاذة وفاء أعشى، بفترة النضج النضالي للحركة النسائية. وفترة مواجهة حادة مع القوى المحافظة تحقيق المكتسبات. وفي الاخير فتح الباب للنقاش وتميز بمشاركة فعالة وتجاوب المشاركين.