إدمان المواقع الإباحية أصبح واحدة من مشاكل الانترنت الملحة، خاصة في الوطن العربي، وتكمن خطورة هذه المواقع إلى كونها متاحة عبر وسيلة توصيل تتميز بكفاءة عالية -وهي الإنترنت- كما أنها متاحة بصورة دائمة ومجانية. وتعد صناعةٍ الأفلام الاباحية مربحة للمنتجين حيث تُدر ربحًا يفوق في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على سبيل المثال، أرباح أكبر ثلاث شبكات تليفزيونية فضائية، لكنها قد تكون مُضلّلة أيضًاُ . مكننا القول في فقرة سريعة مُركّزة: في كل 39 دقيقة يُنتج فيها فيلم إباحي احترافي في أمريكا؛الصين أكبر الدول نصيبًا من صناعة المواد الإباحية التي تبلغ أرباحها 30 مليار دولار سنويًا، أي ما يُمكن أن يُطعم أكثر من 60% من فقراء العالم لعامٍ كامل؛ يشاهد 42% من مستخدمي الإنترنت محتوىً إباحيًا، و25% من كلمات البحث على المحرّكات الشهيرة هي كلمات إباحية. كم يبلغ حجم الصناعة بالتحديد؟ هذا أصعب سؤال يواجه المهتمين بالإحصاءات والأرقام؛ إذ لا يُمكن حصر الأرباح والمواد المُنتجة والمُستفيدين من الصناعة (والمتضررين منها) بشكل دقيق، والأرقام عادةً ما يكون مبالغًا فيها، لكن ما يُمكن تأكيده هو أن حوالي 12% من مجموع مواقع الإنترنت هي مواقع إباحية؛ تبلغ نسبة المواقع المجانية منها بين 70% و80%؛ أكثر من نصف المشتركين فيها يأتون من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، و9 من كل 10 مستخدمين يشاهدون المحتوى المجاني فقط. الولاياتالمتحدةالأمريكية تتصدر الصناعة بنسبة 89% تقريبًا، تليها البرازيل وهولندا وإسبانيا واليابان. أما البلاد الأفقر فتتصدر استخدام الأطفال والقُصَّر في تجارة الجنس (ويشمل المحتوى الجنسي على الإنترنت) مثل الفلبين. ويُمكن رصد 3 ظواهر أساسية على مستوى الأرقام: 1. ساهم المحتوى الإباحي المجاني على الإنترنت في تقليل أرباح الأشكال التقليدية منه (الأقراص المدمجة والشرائط) بنسبة تجاوزت 50%. 2. أرباح هذه الصناعة تتجاوز – في متوسط التقديرات – 20 مليار دولار أمريكي سنويًا. 3. بحلول عام 2015، ستكون الأجهزة الذكية (المحمولة واللوحية) الوسيط رقم واحد في مشاهدة المواد الإباحية، وسيتضاعف عدد مستهلكوها 3 مرات على الأقل. كيف تنمو الصناعة بهذا الشكل مع غلبة المحتوى المجاني؟ نسبة ال 80% المجانية التي تحدَّثنا عنها لا تتحرَّك بشكل مُنفصل عن المواقع المدفوعة؛ فهي تعمل على جلب الزيارات لتلك المواقع من خلال النوافذ الإعلانية (pop-up) والفيديوهات «التشويقية» المُقتطعة، ودفع المستخدم إلى الاشتراك في خدمات مدفوعة، بالإضافة إلى رفع وقت الزيارة الواحدة لمشاهدي المواد الإباحية على الإنترنت إلى متوسط يتجاوز 6 دقائق ونصف للزيارة يوميًا. الإعلانات؛ الكثير من الإعلانات هي الإجابة. بعض الأرقام الحقيقية (المُقلقة) 43 % من مستخدمي الإنترنت شاهدوا موقعًا إباحيًا واحدًا على الأقل (نوافذ الإعلانات مرة أخرى) يوجد أكثر من 100 ألف موقع إباحي يُقدم محتوىً يستغل الأطفال جنسيًا. منذ بداية 2014، بلغ عدد مرات البحث عن المواد الإباحية أكثر من مليار و425 مليون مرة (باللغة الإنجليزية فقط). يبلغ عدد رسائل البريد الإلكتروني ذات المحتوى الإباحي 2.5 مليار (8% من مجموع الرسائل) 11 سنة هو متوسط سن الأطفال عند تعرضهم للمواد الإباحية للمرة الأولى. مع تأكيد المواقع الإباحية على أنها للبالغين فقط (باختلاف التعريف القانوني بين 18 و21 عامًا في بعض الدول)، إلا أنه ليس ثمة وسيلة للتأكد من ذلك، وعادةً ما يشاهد المستخدمون هذا المحتوى بطرق عديدة غير الزيارة المباشرة. ما الاختلافات بين دول العالم في مشاهدة المواد الإباحية؟ تختلف دول العالم في عدة أمور تحدد نشاط مشاهدة المواد الإباحية فيها: مدى قانونية إنتاج ومشاهدة هذه المواد، وانتشار الإنترنت ومتوسط سرعته، واتجاه الحكومات إلى منعه أو محاربته، بالإضافة إلى العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والدينية الأخرى. على سبيل المثال، تشن الحكومة الصينية مجددًا حملةً ضد المواقع الإباحية منذ إبريل 2014، وأغلقت الصين بداية من عام 2010 أكثر من 100 ألف موقع ينشر ما تراه الحكومة «مواد إباحية»؛ يدخل هذا المنع في إطار تحكم الحكومة الصينية في الإنترنت، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وويكيبيديا وغيرها. هل صحيح أن الدول العربية تتصدر البحث عن المواد الإباحية؟ ليس صحيحًا؛ الولاياتالمتحدةالأمريكية تتصدَّر مؤشرات البحث عن هذا المحتوى، لكن مصر والسعودية على وجه التحديد لديهما نسبة مرتفعة في المشاهدة والبحث؛ رغم حجب المواقع الإباحية في السعودية إلا أن 96% ممن يستخدمون خدمات تجاوز الحجب Proxy يبحثون عن محتوى إباحي. كيف تختلف الصورة في الواقع؟ جميع الدراسات العلمية التي تناولت موضوع المحتوى الإباحي وجدت نسبًا مرتفعة من الاعتداء الجسدي واللفظي (تبلغ حوالي 88%)، ونسبة 66% من العاملين في هذه الصناعة مصابون بأمراض مثل الصدفية، و28% مصابون بأمراض تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية، و7% مصابون بفيروس الإيدز.