زوّار موقع إباحي واحد أكثر من نصف تعداد البشرية «افينيو كيو» Avenue Q مسرحية موسيقية غربية تقوم على خيبة أمل الإنسان في انتقاله من الطفولة (محاطًا بالحب وموعودًا بمستقبل باهر) إلى الرشد (حيث يخيب أمله). وتحمل إحدى أغاني المسرحية التي تعبّر عن إحدى خيبات الأمل هذه العنوان The internet is for porn «الإنترنت للإباحية». لربما كان كاتب هذه الأغنية الساخرة محقًا في زعمه. فقد توصل الباحثون إلى أن المواد الإباحية تشكل فوق 30 في المائة من تلك المعروضة على الإنترنت. وبالطبع فلا شيء يبرر العرض على هذا المستوى إلا إذا كان الطلب عليه عاليًا بذلك المستوى. تبعًا لموقع «إكستريم تيك» المعني بشؤون التكنولوجيا فإن هذا صحيح لأن «إكس فيديو دوت كوم»، وهو أكبر المواقع الإباحية على الشبكة الإلكترونية، يتلقى كل شهر 4.4 مليار زائرًا منتظمين، إضافة إلى 3.5 مليون يأتون للاستطلاع قبل اتخاذ القرار في ما يتعلق بالانتظام. ولوضع الأمر في منظور سهل فإن الرقم الذي يتمتع به «إكس فيديو» من العلو بحيث لا تتجاوزه إلا مواقع قليلة، مثل أم ماكينات البحث «غوغل» وأبو المواقع الاجتماعية «فايسبوك». وعمومًا فإن زوار المواقع الإباحية الخمسة الأكبر يبلغ 10.68 مليار. وقارن هذا بعدد البشر على هذا الكوكب بكامله، وهو 7.006 مليار، الذي سجلته الأممالمتحدة في مارس 2012 (الشهر الماضي فقط). على هذا الأساس فمن الناحية الحسابية البحتة يصبح كل شخص على الأرض -بمن في ذلك الأطفال الرُضّع والشيوخ على حواف القبور- قد شاهد مواد إباحية 1.52 مرة في المتوسط. إضافة إلى أن هذه الأرقام تتعلق بالمواقع الخمسة الأكبر فقط، فهي أيضًا لا تشمل «الفترة الزمنية» التي يقضيها الشخص خلال زيارته أحدها. لهذا استعان «إكستريم تيك» بماكينة غوغل الداخلية «دوبل كليك آد بلانر» التي تعتمد على برمجيات «الكوكيز» لتتبع تصفح زوار الإنترنت. فقدّر أن الزيارة تدوم في المتوسط 15 دقيقة، وهذا بافتراض أن الكمبيوتر نفسه «متواضع» ويستقبل فقط الفيديوهات منخفضة الدقة. فوجد، على هذا الأساس، أن المواد الإباحية التي تصل إلى المتصفحين تبلغ 950 «تيرابايت» في اليوم. وفي «ساعات الذروة» لدى «إكس فيديو»، وجد الباحثون أن حجم المادة المتداولة في حركة الانترنت تبلغ ألف «غيغا بايت» (أو «تيرابايت») في الثانية. وهذا بحد ذاته يعادل 1 على 15 من إجمالي حجم الحركة الإلكترونية التي تربط بين لندن ونيويورك.