تعتبر شبكة الإنترنت أكثر الوسائل فعالية وجاذبية لصناعة ونشر المواد الإباحية الجنسية، وقد أصبح الانتشار الواسع للصور والأفلام الإباحية على شبكة الإنترنت يشكل قضية ذات اهتمام عالمي في الوقت الراهن بسبب الزيادة الهائلة في أعداد مستخدمي الإنترنت حول العالم. وتشتغل المواقع الإباحية بهدف الربح المادي، إذ يستوجب على متصفح هذا الموقع أو ذاك دفع مبلغ محدد مقابل مشاهدة ما يطلب أو دفع اشتراك شهري أو سنوى مقابل الاستفادة من خدمات هذا الموقع. وإن كانت بعض هذه المواقع تحاول استدراج مرتاديها بتقديم خدمة إرسال صور جنسية مجانية يومية على عناوينهم البريدية، كما أن تصفح الموقع يتطلب في الغالب الاتصال المباشر بشبكة الإنترنت، مما يعني أنه في بعض الدول قد يتم حجب هذه المواقع من خلال فلترتها من قبل الحكومة واستخدام المرشحات اللازمة. أما القوائم البريدية فهي أسهل إنشاءاً وغالباً مجانية، فيقوم أعضاؤها من المشتركين بتبادل الصور والأفلام على عناوينهم البريدية، وربما تكون القوائم البريدية أبعد عن إمكانية المتابعة الأمنية، إذ يركز نشاطها على الرسائل البريدية، والتي تكون من الصعوبة بما مكان منعها عن أعضاء أي مجموعة. واستفادت هذه المواقع والقوائم من الانتشار الواسع للشبكة والمزايا الأخري التي تقدمها، إذ تتيح شبكة الإنترنت أفضل الوسائل لتوزيع الصور الفاضحة والأفلام الخليعة الخارجة بشكل علني فاضح يقتحم على الجميع بيوتهم ومكاتبهم، فهناك على الشبكة طوفان هائل من هذه الصور والمقالات والأفلام الفاضحة بشكل يوحي إلي خطورته على المجتمعات، والتي تحتاج إلي وقفة للتصدي لذلك. وقد جري حصر القوائم العربية الإباحية فقط دون القوائم الأجنبية في بعض المواقع على شبكة الإنترنت، ومنها موقع ياهو فوجد أنها تصل إلى 171 قائمة، بلغ أقل عدد أعضاء في تلك القوائم 3 أعضاء، في حين وصل عدد أكثرها أعضاءاً إلى 8683 عضوا. أما موقع جلوب لست، فقد احتوى على 6 قوائم عربية إباحية، في حين وجد عدد 5 قوائم عربية، وذلك أن شبكة الإنترنت تتضمن حوالي مليون صورة ورواية أو وصف لها علاقة مباشرة وواضحة بالجنس، كما أوضحت بعض التقارير الصادرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن هناك مشاهد جنسية يتم عرضها على شبكة الإنترنت، وأن أكثر من تسعمائة ألف صورة متعلقة بالجنس تبث سنوياً علي هذه الشبكة. بالإضافة إلي ما توفره الشبكة من معلومات عن بيوت الدعارة في العديد من دول العالم، وكذلك فإن بعض المؤسسات توفر عبر هذه الشبكة أحاديث هاتفية تؤديها فتيات مدربات، وذلك في الحصول علي نسبة من عائد المكالمات التليفونية. وفي كتاب مشعل القدهي: الإباحية وتبعاتها.. ظاهرة تفشي المواد الإباحية في الإعلام والاتصالات والإنترنت، تطرق إلى إحصاءات عالمية حول الظاهرة، منها أنه يتم صرف 57 مليار دولار سنوياً في ترويج المواد الإباحية في وسائل الإعلام. و5,83% من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية في الإنترنت هي صور إباحية. كما يتم إنشاء 266 موقعاً إباحياً جديداً في الإنترنت كل يوم. أما الأخطر فهو أن أكثر المتداولين للمواد الإباحية هم فئة الشباب ما بين 13 ـ 17 عاماً. ذلك أن 93% من المراهقين الذين يرتادون صفحات الدعارة لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحون. ولذلك السبب فإن جرائم استغلال الأطفال في الأعمال الإباحية قد ازدادت بنسبة 1500% منذ عام 1988م. ويقول الكاتب: علينا أن نعلم أن أكثر خدمات الإنترنت والإعلام والاتصالات اليوم لا يتم ترشيحها، وعلينا أن نعلم أن استمرار ذلك سيفضي إلى تبعات أمنية لا يحمد عقباها، ولكن التقنيات الحديثة التي يمكن استغلالها في الترشيح كثيرة، وهي متاحة لأرباب المنازل ومديري المدارس وأصحاب الشركات الخاصة وللجهات الرسمية، فلا بد من الاستعانة بها على الوجه الفعال المناسب والذي يحقق الاتزان بين جلب المصالح ودفع المفاسد.