عاشت ساكنة العاصمة الرباط أزمة حقيقية، في مختلف مقاطعاتها، بعدما أصبحوا وجها لوجه أمام عدم إيجاد موطئ قدم لمن تغمده الله برحمته، والتحق بالرفيق الأعلى، والسبب أنه لا قبور شاغرة في مدافن المسلمين بالعاصمة، مما اضطر عددا منهم إلى انتداب حفارين مؤهلين لحفر قبور لموتاهم بالممرات المبلطة بالإسمنت، فضاقت المقبرة بما رحبت، وعجزت عن استقبال واستيعاب الموتى. وإثر تهديدات الساكنة بنقل جثامين أحبابهم إلى مقر بلدية الرباط للاحتجاج، سيشرع المجلس الجماعي للرباط في مناقشة مشروع لإحداث المقبرة الكبرى للعاصمة على مساحة تقدر بحوالي ثلاثين هكتارا، على أساس نزع ملكية حوالي 12 هكتارا تعود ملكيتها للخواص، سيتم تعويضهم وفق السعر الذي ستحدده لجنة مختصة ستشكل لهذا الغرض، مع تسوية الوضعية القانونية للعقار المتبقي. ووفق بعض المصادر، فإن هذا المشروع سيدرج ضمن جدول أعمال الدورة المقبلة للمجلس الجماعي للحسم فيها بشكل مستعجل، نظرا لاستنفاد مقابر العاصمة لطاقاتها الاستيعابية، بحيث لم يعد الناس يجدون مكانا ولو ضيقا، يوارون فيه جسد عزيز فقدوه إلى الأبد.