يتجه مجلس مدينة الرباط لتفعيل مسطرة نزع الملكية من أجل إيجاد حل مؤقت لأزمة المقابر، بعد أن عجز عن توفير وعاء عقاري لإحداث مقبرة نموذجية. ووفق ما أعلن عنه عبد السلام بلاجي، نائب عمدة مدينة الرباط، فقد تم التوصل إلى صيغة اتفاق مع وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق للشروع في مسطرة نزع الملكية بقصد توسيع الطاقة الاستيعابية للمقابر الحالية التي امتلأت عن آخرها، وذلك في إطار حل ظرفي. وكان عدد من المستشارين حذروا خلال الدورة التي عقدها المجلس يوم الاثنين الماضي من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه مقابر الرباط، وجددوا التأكيد على أن سكان العاصمة لم يعد بإمكانهم إيجاد مقابر شاغرة، وأن المجلس قد يجد نفسه في وضع محرج، خاصة مع تلويح بعض السكان بتحويل مسار الجنائز إلى مقر البلدية، لإرغامها على توفير مقابر شاغرة، حيث أكد أحد المستشارين أن قاطني الرباط أصبحوا يحسون بغبن شديد بحكم أن كرامتهم مهدرة في الحياة وفي الموت. ووفق ما كشف عنه عبد السلام بلاجي فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق سيمكن من تسريع مسطرة نزع الملكية، بالنظر للوضع القانوني الخاص للوكالة، وهو ما يعني إيجاد حل مؤقت في ظرف زمني قصير من أجل إيجاد مخرج لأزمة المقابر التي وصلت إلى مستوياتها الحمراء بالعاصمة، بعد أن استنفدت جميع المقابر الموجودة بها طاقتها الاستيعابية. وقال بلاجي إن هذا الحل قد يتيح توفير مساحة تناهز الهكتارين، في الوقت الذي لازالت فيه المشاورات جارية مع وزارة الأوقاف، بهدف التوصل إلى حل يمكن الرباط من مقبرة مناسبة في ظل شح الوعاء العقاري، وكذا في ظل التوسع السكاني الذي التهم مساحات كبيرة محيطة بالرباط. وكان عدد من أعضاء مجلس مدينة الرباط قد دقوا ناقوس الخطر إزاء الوضع الكارثي الذي وصلت إليه بعض المقابر، خاصة مقبرة الصديق التي تحولت إلى فضيحة حسب أحد المستشارين بعد أن امتلأت، وتم اللجوء لحفر الحيز الفاصل ما بين القبور، وفي الممرات، بشكل أثار استياء كبيرا لدى السكان، وقال المستشار ذاته إن هذا الوضع تتحمل فيه البلدية كامل المسؤولية، بعد أن تم التنبيه قبل سنة إلى أن المقبرة أصبحت عاجزة عن استيعاب المزيد من الأموات دون المبادرة لإيجاد حل. وكان مجلس مدينة الرباط قد تداول عددا من المقترحات من أجل تسوية أزمة المقابر دون الحسم فيها أو تفعيلها، ومنها مقترح لإحداث مقبرة بالحزام الأخضر لخلق مدفن كبير يتسع للرباط وتمارة ويستوفي جميع المعايير على غرار المقبرة التي تم إحداثها بمدينة الدارالبيضاء غير أن هذا المقترح تم تأجيل الحسم فيه بالنظر للتطاحنات السياسية التي تعيش عليها البلدية بين عدد من المكونات السياسية، وكذا بالنظر إلى عجز المجلس الجماعي عن حل عدد من الملفات ذات الأهمية ومنها ملف النقل والإنارة العمومية والنظافة.