ذكرت قصة أصحاب السبت في كتاب الله عز وجل ،لكي يعتبر بها الناس ويتعظوا بها في حياتهم ،وليعلموا أن الله لا يظلم أحدا وإنما الناس يظلمون أنفسهم ،أن كل نفس بما كسبت رهينة . تبدأ قصة أصحاب السبت بأن اليهود خصصوا يوم السبت للعبادة والتقرب إلى الله ،حيث لا يقومون بأي أعمال ذلك اليوم ،وكان ذلك بأمر من الله عز وجل ،بأن دعا اليهود إلى تخصيص السبت للعبادة والتضرع إليه سبحانه وتعالى . كان الصيد هو مورد رزق اليهود أصحاب السبت خلال سائر أيام الأسبوع ،وكما جرت سنة الله في خلقه ،ابتلاهم الله ليختبر مدى صبرهم على البلاء والوفاء بالعهود ،وهذا الابتلاء درب من دروب تهذيب نفوسهم على الطاعة والقناعة . تمثل ابتلاء الله عز وجل لليهود ،في جعله الحيتان التي تعد مورد رزقهم الرئيس ،لا تأتي إلى مكان صيدهم إلا يوم السبت ،اليوم الذي حرم عليهم العمل فيه وتخصيصه بكامله للعبادة والطاعة ،أما في سائر أيام صيدهم الأخرى لا تأتيهم الحيتان ،وتبتعد عن المكان الذي نصب فيه اليهود شباكهم . أمام هذا الابتلاء انقسم اليهود إلى قسمين ،قسم اتبع بما أمره خالقه ،وفريق أعماه الجشع وأغرتهم حيتان السبت المتدفقة ،فخارت عزائمهم وضعف إيمانهم . الفرقة التي خارت عزائمها وضعف إيمانها ابتدعت حيلة ،وهي أنهم كانوا يلقون شباكهم يوم السبت وعند حلول يوم الأحد يأخذون ما وقع فيها من حيتان ،واعتبر هذا الفعل محرما وتحايلا على الله عز وجل ،وموجبا للعقاب. تمادى اليهود المحتالون على الله في احتيالهم وأعمالهم الآثمة ،وزادت معاصيهم ،فكان حقيق أن يحل عليهم عذاب الله ،بأن مسخهم على هيئة القردة والخنازير ،عقابا لهم على معاصيهم وتماديهم في جشعهم الذي أوجب لهم العقاب. وردت القصة في سورة "الأعراف" الأيات 163 إلى 166. قال الله تعالى: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ 163". "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 164". "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ 165". "فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ 166".