الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 1 أصحاب السبت : قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَآ 0لَّذِينَ أُوتُواْ 0لْكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكمْ مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَٰبَ 0لسَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ 0للَّهِ مَفْعُولاً◌﴾ [النساء:47]. وأصحاب السبت هم اليهود، أهل قرية (أيلة) ، وجائز أن تكون (مدين)، وجائز أن تكون (مقنا) لأن كلّ ذلك حاضرة البحر تقع على خليج العقبة بالبحر الأحمر وقد اعتدوا في سبتهم بالحيلة على الاصطياد. قال تعالى:﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ 0لْقَرْيَةِ 0لَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ 0لْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي 0لسَّبْتِ إِذْ تَاتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَاتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [الأعراف:163] وقصة ذلك أن أهل تلك القرية كانوا يصيدون الحيتان في البحر، لكنهم تجاوزوا حدود الله، بالصيد يوم السبت الذي نهوا عن الصيد فيه، فقد كانت الحيتان تأتي يوم السبت شرعا ظاهرة على الماء، قريبة من الشاطئ، بحيث يسهل صيدها، وفي بقية الأيام تبتعد هذه الحيتان، وتذهب في عرض البحر، وكان هذا ابتلاء من الله لهم. ولما رأى اليهود ذلك أخذوا يفكرون في طريقة تمكنهم من أخذ الحيتان وصيدها، فحفروا حياضا، ووضعوا حواجز، فكانت الحيتان تدخل في تلك الحياض يوم السبت، فيغلقونها بالحواجز، وتبقى حبيسة، فيأخذونها يوم الأحد. وأمام هذا العدوان على حرمة السبت، والاحتيال على شرع الله، قامت جماعة من صالحي أهل القرية بوعظ هؤلاء العصاة، وتخويفهم من عذاب الله تعالى، لكن العصاة أعرضوا، وعندئذ قضى الله سبحانه وتعالى بإنزال العذاب عليهم، فنجى الفرقة التي نهت عن المنكر، ومسخ العصاة فصاروا قردة، وقضى عليهم بالذلة والصغار والطرد من رحمته. قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ 0لَّذِينَ 0عْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي 0لسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ◌ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ◌﴾ [البقرة : 6566]. ۞۞۞۞ 2 أصحاب الرس: قال تعالى :﴿ وَعَاداً وَثَمُودا وَأَصْحَابَ 0لرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ◌ وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ 0لامْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً﴾ [الفرقان:3738]. وقال عز وجل:﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ 0لرَّسِّ وَثَمُودُ﴾ [ق:12] . اختلف المفسرون في تحديد من هم أصحاب الرس، والرس في اللغة البئر المطوية بالحجارة، قال بعضهم : هي قرية باليمامة يقال لها فلج، على أن الكثير يعتقدون : إنها بئر معينة لبطن من قبيلة ثمود ، فعرفوا بأصحاب الرس، كما قيل إنهم عرفوا بهذا الاسم لأنهم ألقوا النبي الذي أرسله الله إليهم في رس في بئر ودفنوه فيها، فاتبعهم الله بعذاب شديد واهلكهم عن آخرهم. وقيل غير ذلك. والله تعالى أعلم. المراجع: أطلس القرآن / د. شوقي أبو خليل التفسير الموضوعي/ نخبة من العلماء/ج2 تاريخ الأمم والملوك/ الطبري/ج2 أيسر التفاسير / أبو بكر الجزائري/ج3 البداية والنهاية/ ابن كثير/ج1 البداية والنهاية/ ابن كثير/ج1