بعد محاصرة المحتل الفرنسي للأطلس الكبير الشرقي وجبل صاغرو برا وجوا، وجد المقاوم الأمازيغي عسُّو أُوباسْلاَم نفسه مرغما على التفاوض مع المستعمر، وذلك بعد ما أسفرت معركة "بوغافر" عن سقوط الآلاف من المغاربة. ووفق ما كشفت عنه بعض المعطيات التاريخية، فإن عسو أوبسلام قبل التفاوض لكن بشروط، دون أن يظهر للعدو نقاط ضعفه، إذا بدا عسو ورجاله آنذاك غير محطمين وصامدين. وخلال لحظة توقيع المعاهدة حاول أحد المصورين الفرنسيين التقاط صورة لعسو ورجاله، في الوقت الذي كانوا يستعدون فيه لوضع أسلحتهم بضريح خويا إبراهيم في منخفض إمساعدن، غير أن عسو أوبسلام ورفاقه السبعة سرعان ما حملوا أسلحتهم موجهين فوهتها تجاه آلة التصوير. واعتبر عسو أوبسلام أن الكاميرا تعد سلاحا فتاكا، لإبرازه رفقة رجاله في لحظة انهزام وانكسار. فخطابه الجنرال "هوري" قائلا: ألازلت تصر على القتال؟؟ ليرد عليه عسو : "المصور الفرنسي هو من بدأ بتصويب سلاحه تجاهنا، ولا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي ولو كلّفنا الأمر حياتنا". فطلب الجنرال هوري من المترجم إخبار عسو أن آلة التصوير مجرد آلة سلمية، وتستعمل فقط لتخليد اللحظات التاريخية المهمة. ورغم طمأنه الجنرال هوري ل "عسو" بسلمية آلة التصوير إلا أن هذا الأخير اعتبرها آلة خطيرة وقد تُحْيي أو تميت. جدير ذكره أن الأهالي لم يقبلوا استسلام عسو وخاصة النساء منهم، إذ أبدوا رغبتهم في مواصلة الحرب، غير أن عسو اعتبر أن القتال سيخلف فقط شهداء آخرين، لذلك فقد كان الوقت مناسبا لعقد الهدنة بين الطرفين.