شارك عبد الله البرغوتي أو أمير الظل كما تلقبه وسائل الإعلام العبرية والعربية في الإنتفاضة الثانية 2001. فقد اعتبر من أهم خبراء المتفجرات وعباقرة تصنيع العبوات. وكان الكيان الصهيونييتهمه بالمسؤولية عن تصنيع العبوات الناسِفة والسيارات المُفخّخة التي استُخدِمَت في أبرز العمليات العسكرية التي وقعت في فلسطينالمحتلة. وفي تصريحات سابقة نقلتها قناة الميادين اللبنانينة، قالت زوجته أم أسامة أنه عندما تم اجتياح رام الله عام 2001، كان أحد أهداف الإحتلال الأساسية البحث عن “المطلوب رقم واحد” عبد الله البرغوثي. وتضيف أم أسامة: “استمرت فترة المطاردة نحو عامين لا أحد يعرف مكاننا، رغم أن الإحتلال إجتاح مدينة رام الله وحاصر المنطقة التي كنا نتواجد بها”. فعندما قامت إسرائيل باغتيال القائد العام لكتائب القسّام صلاح شحادة يوم 22 يونيو 2002 في قطاع غزّة، عن طريق قصف عمارة سكنية بطائرات أف-16 كان موجوداً بداخل العمارة ما أدى إلى إستشهاده وإستشهاد 18 مدنياً فلسطينياً. ردت حماس عبر عملية تفجيرية نفذها جناحها العسكري “كتائب القسام يوم الأربعاء 31 تموز/ يونيو 2002 في الجامعة العبرية في القدسالمحتلة استهدفت إسرائيليين. وقد اتهمت سلطات الإحتلال حينها أمير الظل بتخطيط هذه العملية وتنفيذها. ولقد بقي عبد الله البرغوثي مطلوباً للإحتلال، بعدما نجح في التخفّي والإفلات من قبضته عدّة مرات، حتى وقع يوم 5 مارس 2003 في قبضة الأسر على يد قوات الإحتلال الخاصة، بينما كان يعالج إبنته في مستشفى رام الله، والتي تركها الإحتلال في الشارع بعد اختطاف والدها.. وقد تعرّض البرغوثي لتعذيب شديد وقاسٍ لمدة 6 أشهر كاملة، وتم عزله إنفرادياً لسنوات طويلة في معتقل “أوهلي كيدار” وحرم من زيارة زوجته و ابنائه حكمت محكمة سلطات الإحتلال على أمير الظل حكماً من أطول الأحكام في التاريخ، فعُوقب بالسجن المؤبد 67 مرة، في أعلى حكم يسجل في محاكم الإحتلال حتى حينه. ورفضت سلطات الإحتلال إطلاق سراحه عام 2011 ضمن صفقة التبادل مقابل الجندي شاليط، فقد نشرت حينذاك صحيفة “يديعوت أحرونوت” أسماء وصور الاربعين أسيراً فلسطينياً طالبت بهم حركة حماس ضمن صفقة التبادل مع جلعاد شاليط، حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو إدراجهم ضمن الصفقة، وأصر على بقائهم في الأسر، ومن بينهم عبدالله البرغوثي الذي جاء في لائحة إتهامه التي بلغت 109 بنود، بأنه يقف خلف العديد من العمليات الموجعة للإحتلال والتي أدت إلى مقتل وإصابه العشرات. ومن أبرز العمليات التي أُتهم بالمسؤولية عنها عملية “الجامعة العبرية”، ومقهى “مومنت”، والنادي الليلي في مستوطنة “ريشون لتسيون” قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 مستوطناً، وجرح 370 آخرين. كما وُجهت إليه تهمة المسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدسالمحتلة، وكان مجموع القتلى في العمليات التي أُتهم البرغوثي بالمسؤولية عنها نحو 66 إسرائيلياً وأكثر من 500 جريح. وقد تعرّض البرغوثي لتعذيب شديد وقاس لمدة 6 أشهر كاملة، ومنذ إعتقاله خُضع للعزل، ولم يخرج منه إلا بعد أن حقق الأسرى انجازاً تاريخياً بعد إضراب عن الطعام لمدة 28 يوماً في نيسان من العام 2012 بإخراج كافة المعزولين في عام 2014 خاض أمير الظل إضراباً مفتوحاً عن الطعام لأكثر من 100 يوم، مع عدد من الأسرى للمطالبة بتحسين شروط اعتقالهم، والسماح لذويهم بزيارتهم بشكل مستمر ومنتظم، وقد تعرض حينها إلى وضع صحي صعب، ولا يزال يعاني من آثاره حتى الآن بمشاكل صحية. عام 2105 قامت سلطات مصلحة سجون الإحتلال بعزل الأسير عبد الله البرغوثي ووضعته في زنازين العزل الإنفرادي، وذلك بعد إجرائه مكالمة هاتفية في ماي من داخل السجن مع إذاعة الرأي الحكومية في غزّة، خلال برنامج “أحرار” المعني بشؤون الأسرى، وطالب فيها حركة حماس وجناحها العسكري بعدم التسرّع في انجاز صفة تبادل أسرى مع الاحتلال، مؤكداً على صمود الأسرى وصبرهم. في عام 2010 أجرى صحافي صهيوني مقابلة صحفية خاصة داخل المعتقل، مع عبد الله البرغوثي وسأله: “اذا تم تنفيذ صفقة التبادل (صفقة وفاء الأحرار) هل ستعود لتنفيذ الأعمال التي قمت بها بالسابق؟ يجيب وهو مكبّل اليدين والقدمين “ما دام المحتل في أرضي سأقاتل حتى النهاية”. وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نشرت مقطع فيديو في أوائل شهر مارس الماضي يتضمن رسالة للأسير القائد عبدالله البرغوثي مفادها أن “موعد الحرية يقترب”.