في أول ظهور علني له، عقب قيام مجموعة من العسكريين المرتبطين بالمعارضة بمحاولة انقلاب ضده، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إفشال المحاولة الانقلابية. وهنأ الرئيس الفنزويلي، في خطاب بث عبر التلفزيون والراديو، القوات المسلحة على “إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية”. وأضاف في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي في كراكاس وقد أحاط به وزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين أن ما جرى “لن يظل من دون عقاب، ولقد تحدثت مع النائب العام. لقد عينت ثلاثة مدّعين عامّين (…) هم بصدد استجواب كل الأشخاص الضالعين”. وأكد، وفقا لوكالة فرانس برس أن “المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام”. وبحسب مادورو فإن خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيّدين لغوايدو. وفي خطابه نفى مادورو من جهة ثانية ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من أن الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده الثلاثاء للعيش منفيا في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك. وقال الرئيس الفنزويلي إنّ “مايك بومبيو قال إنّ (..) مادورو كانت لديه طائرة جاهزة لنقله إلى كوبا ولكن الروس منعوه من مغادرة البلاد. سيد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقا”. ويأتي خطاب مادورو بعيد ساعات من تصريح أدلى به بومبيو لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية وقال فيه إن “طائرة (مادورو) كانت على المدرج وكان جاهزا للمغادرة هذا الصباح بحسب ما علمنا، لكن الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء. وفي تصريحات متلفزة نقلتها وكالة أنباء بلومبيرغ، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أنه تمت السيطرة على محاولة الانقلاب التي شهدتها فنزويلا، الثلاثاء. وأضاف بادرينو: “لقد فشلت محاولة الانقلاب، وأبدى الجيش استجابة فورية تجاه المؤامرة”، موضحا أن تلك المحاولة “كانت محدودة النطاق وغير كبيرة”، ووصفها بأنها “سخيفة”. وأكد وزير الدفاع الفنزويلي أن “القيادة العليا لا تزال موالية (للرئيس نيكولاس) مادورو”، قائلا إن الحياة في فنزويلا الآن تمضي بشكل طبيعي. وفي السياق ذاته، قالت رويترز، إنه من المتوقع أن يخرج الفنزويليون إلى الشوارع اليوم الأربعاء للمشاركة في مسيرة وصفها زعيم المعارضة خوان غوايدو بأنها ستكون “الأكبر” في تاريخ البلاد وذلك بعد يوم من دعوته الجيش إلى الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو. وفي أجرأ خطوة له حتى الآن لكسب تأييد القوات المسلحة ظهر غوايدو في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء أمام قاعدة للقوات الجوية في كراكاس مع عشرات الأفراد من الحرس الوطني. وأثار ذلك احتجاجات عنيفة ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 شخص أمس ولكن دون أي دلالات واضحة على حدوث انشقاق في صفوف قيادة القوات المسلحة. وقال غوايدو في رسالة مصورة نشرت على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء: “نعرف أن مادورو لا يحظى بدعم أو احترام القوات المسلحة.. رأينا الاحتجاج يسفر عن نتائج. علينا مواصلة الضغط”. وأوضحت رويترز أن الإقبال على المشاركة في الاحتجاج سيكون بمثابة اختبار مهم لغوايدو بعد تنامي مشاعر الإحباط لدى بعض المحتجين نتيجة استمرار بقاء مادورو في السلطة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من استناد غوايدو للدستور ليعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد قائلا إن إعادة انتخاب مادورو في مايو أيار 2018 غير مشروعة. وفي حين حصل غوايدو على دعم الولاياتالمتحدة ومعظم الدول الغربية فإن القوات المسلحة الفنزويلية وقفت إلى جانب مادورو الذي يحتفظ بدعم حلفاء مثل روسيا والصين وكوبا. وأحبط ذلك مساعي غوايدو لتولي مهام الحكومة على أساس مؤقت ولفترة يقول إنها ستكون تمهيدا للدعوة لانتخابات جديدة. من جهته دعا مادورو وهو اشتراكي أنصاره إلى تنظيم مسيرة اليوم الأربعاء أيضا. ويقول مادورو إن غوايدو يسعى لتنظيم انقلاب ضده ويصفه بأنه دمية أمريكية.