أدان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صحف التابلويد الغربية على تغطيتها لهجمات المساجد النيوزيلندية ومحاولاتهم “إضفاء الطابع الإنساني” على المشتبه فيه الرئيسي. وقد قتل ما لا يقل عن 50 شخصا وجرح 40 آخرين في الهجومين اللذين شنهما المشتبه به الأسترالي “برينتون تارانت”، البالغ من العمر 28 عاما، بعد أن أطلق الرصاص على العشرات من المصلين في مدينة كرايست شيرش بنيوزيلندا. وقد وصفته صحيفة التابلويد البريطانية “ديلي ميرور” ب”الطفل الملاك الذي تحول إلى قاتل جماعي شرير من اليمين المتطرف”، ونشرت صورة “تارانت” وهو طفل صغير ووصفته بأنه “مدرب شخصي محبوب ومتفاني يدير برامج رياضية مجانية للأطفال”. وردا على التغطية، أدان الكاتب البريطاني “أوين جونز” تغطية الصحيفة الشعبية قائلا إنها نقلت التركيز من الضحايا إلى الجاني، الذي وصفه بأنه “إرهابي”. كما انتقد المخرج البريطاني المبدع “نور الدين شودري” أيضا عنوان صحيفة التابلويد قائلا إنه في الوقت الذي يتم فيه تجاهل الضحايا، إلا أن “تارانت” يجرى إضافة الطابع الإنساني عليه. وانتقدت الصحفية البريطانية ومذيعة “بي بي سي”، “شيماء خليل” العنوان، وأدانت صحيفة “ديلي ميل” لاستخدامها لغة مماثلة، حين أشارت إلى “تارانت” باعتباره “رجلا أبيض عادي” في عنوانها يوم الجمعة. وبينما ركزت غالبية ردود أفعال وسائل التواصل الاجتماعي على الصحف البريطانية، تعرضت صحف التابلويد الشعبية الأسترالية أيضا لانتقادات بسبب تغطيتها. ومثل صحيفة “ديلي ميرور” و”ديلي ميل”، ركزت العديد من صحف التابلويد الأسترالية على المشتبه به الرئيسي، بدلا من عمليات القتل وضمنت صورا مأخوذة من بث مباشر للحادث، على الرغم من طلبات نيوزيلندا والشرطة الأسترالية بعدم مشاركة اللقطات. وأظهرت الصفحة الأولى لصحيفة “ويست أستراليان” صورا للهجوم ونشرت تقريرها بما وصف به “تارانت” لنفسه بأنه “مجرد رجل أبيض عادي، 28 عاما، ولد في أستراليا لطبقة عاملة وعائلة ذات دخل منخفض”. وتمت مشاركة الصفحة في تغريدة محذوفة حاليا من قِبل رئيس تحرير الصحيفة “أنتوني دي تشيلي”، وفقا لصحيفة “الغارديان”. وبالمثل، وصفت صحيفة “أستراليان كورير مايل” المشتبه فيه بأنه “مجنون من الطبقة العاملة”، في حين تقول الصفحة الأولى لصحيفة “هيرالد صن”: “ذبح في بث مباشر”. وأوقفت شبكة “سكاي نيوزيلاند” البث المباشر لزميلتها “سكاي نيوز أستراليا” بسبب بثها لمشاهد من لقطات الهجوم، قائلة في تغريدة لها إنها لن تعيد البث حتى تضمن أن اللقطات المؤلمة من الأحداث لن يتم مشاركتها. وقامت “سكاي نيوزيلاند” في وقت لاحق بحذف تلك التغريدة واستبدالها بتعليق جاء فيه أن تعليق البث يتعلق بحماية سلامة التحقيقات. يذكر أن المتهم الأسترالي مثل أمام محكمة “كرايست شيرش” يوم السبت، ووجهت إليه تهمة القتل، وسيحتجز حتى مثوله التالي في المحكمة العليا لمدينة ساوث آيلاند في 5 أبريل/نيسان المقبل. وابتسم “تارانت” وهو مكبل اليدين ويرتدي بدلة السجن البيضاء، ولم يتكلم، لكنه أشار بيده بإشارة ترمز لمجموعات تفوق العرق الأبيض في جميع أنحاء العالم.