حبيبي يا حبيبي تربيت على هواك وأينما رحلت وارتحلت حملت في الأعماق رغبة في لقاك أنت يا من علمني ترابه العزة و الرفعة بصوت الأموات الصارخة من القبور بالحرية و العزة وبعدما كنت في شيوخ نضاله ورجاله الأبرار أنضم شعرا علمني الخنثة المنحطين في فنون الأدب هجاك. حبيبي ربيت على طهر أرضك و من محاسن الأخلاق نهلت مع أقراني في البيت و المدرسة و مع الأحباب تقاسمت اللقمة و الاحتياج و الأحزان. ترعرعت بين حيطان الشارع الدافئ بحب الجيران، و رقة الأمهات اللواتي لطالما أطعمننا الحلويات و طبطبن علينا عندما كنا نتشاجر أو نضرب بعضنا لأن أنانية الطفولة كانت تسيطر على مشاعرنا البريئة والتي لطالما خانتنا عندما صدقنا أحاديث الكبار. حبيبي أنت يا من أغرمت بك و تنازلت في عشقك و سهرت الليل أكتب لك رسائل لم تتح لك الفرصة لقراءتها، و تعذبت و أنا أرى الآخرين يعبثون بك و بحبي. عندما أبصرت الحاقدين يحاولون فصلك عني و عن كل المحبين عندما عزلوا صوتك و استباحوا أرضك و أنهكوا ثرواتك و نهبوا كل خيراتك. حبيبي لو أملك القوة لسافرت عبر الزمن و تسللت إلى خباياك و عانيت من أجلك و حاربت و قاتلت و رسمت أسطورة عنك و عن وجودك و قناعاتك و صبرك و جمالك و رفعتك، لكن اليد قصيرة و المستبدون يدهم طويلة و ليس لي في هواك من حيلة. حبيبي كنت دائما لك و مازلت أحلم بيوم لقاك و المضي في طريق واحدة معك إلى مسار المجد الذي غيبه الغافلون و أضاعه المتصابون الذين جعلوا من أرض الأبرار مرتعا للشواذ و حللوا المحرم فصارت شوارعك موقفا للمومسات و نواديك التي كانت تدوي فيها أصوات المحاضرات العلمية أصبحت مستقر السكارى و المعربدين من التائهين. حبيبي أنت لي بمنزلة الأب و الأم، أنت الحب و أنت الوفاء و الجمال و البهاء الذي أحسه بي رباك، تقاسمت مع 30 مليون مغربي هواك و عشت الليل أسامر أمواج البحر و بكل ربيع كنت أغني و ارقص تكريما لجمال و حسن ربوعك. عشت فيك المهد و الصبا و كنت في الشباب أزهر بصوت رياحك و أرقص على سمفونية حريتك و أنشدك يا مغرب الأحرار في محافل الأصالة بحضور شيوخ البهاء والأراضي الشريفة مع كل قمة و في كل ليلة وعلى مدى سنوات الرفعة في لقاء. حبيبي قبل أن تصبح روضة المسيحيين و الشيعة و اللواط و المجرمين و اللصوص و قطاع الطرق و اليهود و الاسلامويين و المهللين المتشدقين بالديمقراطية والحرية والصبية المغتصبين و الشيوخ المهانة كرامتهم على ترابك ....تراب العزة فيما مضى.