قابلت أشباه صحفيين، وتساءلت هل هذه المهنة صارت منبر من لا منبر له... أشباه الصحفيين، هم من يسيرون بعض الصحف التي تروج في الأسواق، و تنفث سمها على المنابر، و تعيش كالفطريات على حساب الآخرين. أعلم أنني لست من من يحق له الحكي و انتقاد وضع مزري، لأنني لست صحفية، و لا أطمح لأكون لكنني أبدا لن أكون شيئا أخرس. ومادام هناك عيب لن أقفل فمي و أقول اللهم إن هذا منكر، ولكن سأتحدث عن تجربة غريبة من نوعها مشوقة في تكوينها و مضمونها... أشباه الصحفيين، هم رجال دخلوا الميدان من قبيل الصدفة، وذلك بعد أن عرفوا أن الصحافة تذر دخلا مهما على بعض العينات الموبوءة والمستغلة لموقعها و منابرها، إنهم رجال لا يملكون مؤهلا علميا و لا يدركون الأبجديات الأولى للكتابة و بالتالي يبحثون عن من يكتب لهم مقالاتهم و يتعاملون مع سماسرة لكي يروجوا لكتاباتهم الفاسدة في أوساط تخشى أن يسمع عنها مكروه و تفوح رائحتها. أشباه صحفيين اتخذوا النقابة سترة لضعف مؤهلاتهم، و لازموا الانتخابات لكي يضمنوا حصتهم من الكعكة في مدينة تفشى فيها المنكر و ضاقت بأزقتها العدالة و صاروا هم من يحكمون عالمها بعد أن تطفأ الأنوار، ليبدأ مشوار عملهم على كونطوارات الكباريهات يبيعون ذمتهم بقنينة بيرة أو بفتاة ترمي أسدال شعرها على مفرشهم في ليلة عمل ساخنة. أشباه الصحفيين، رجال بدون مبادئ، يشبهون المراهقين، يتشدقون بكلام تافه، و لا يرحمون لا الرجال و لا النساء من كلامهم، فهؤلاء منهم من شيد بيوتا و منهم من ركب السيارات و منهم من تزوج مرة و اثنتان و ثلاث لكن الغريب كيف و من أين؟! فأصحابنا يتاجرون في مقالاتهم، و يبيعون المعلومة التي هي من حق الجميع، فصاروا يساومون على كتاباتهم أصحاب الأمر، و بدل أن يجسدوا السلطة الرابعة في تنوير الرأي العام، يضعون الأظرفة المشحونة بالأوراق النقدية في جيوبهم بلا عيب أو حشمة و يتركون الناس في دار غفلون، المهم هو كم صار رقم حسابهم و ليس تحسين وضع البلاد. أشباه الصحفيين اللهم احفظ الصحافة والصحفيين المحترمين منهم ومن لعنتهم...يارب وإذا ظهر المعنى فلا فائدة من التكرار...