أصبح الإعلام اليوم سيفا ذو حدين حد نافع و حد ضار , سواء تعلق الأمر بالإعلام المرئي آو السمعي أو الكتابي ولكن على العموم مهما اختلفت مسمياته إلا انه ينطوي تحت لواء واحد هو الإعلام , هو رسالة مقدسة كما أراه أنا و ربما ق يراه البعض الأخر مصدر ابتزاز بعض الناس أو مصدر دخل للأموال , بمعنى انه قد تم تبخيس قيمة الإعلام حتى صرنا نتحدث عن عهر إعلامي إعلام سوقي محض إعلام تجاري لا أكثر و لا اقل , هيهات أن نجد إعلاما جادا و مسؤلا في زمن الماديات و الأموال زمان درهم كيقظي الغاراض. ربما الحديث عن الإعلام بشكل عام قد يكون شاقا , ومن دون جدوى ما دمنا في زمن الخوصصة فانا اليوم سأخصص عمودي للحديث عن الإعلام الالكتروني كثورة بديلة عن الإعلام الورقي ( الجرائد) ومدى كون هذا الإعلام قد انحاز بشكل خطير عن وظيفته السامية و هنا لابد من الحديث عن التجربة الوطنية بشكل عام و التجربة المحلية بشكل خاص , كي نقوم باغناء موضوعنا من جوانبه الذاتية و الموضوعية. لا شك أن جل المتتبع للساحة الإعلامية يعرف جيدا أن الإعلام الالكتروني ماهو إلا و ليد منتصف التسعينات , وقد شكل ثورة حقيقية مرتبطة بثورة التكنولوجيا و البحث العلمي , فأصبح المشهد الإعلامي ملكا للجميع و اقرب من أي و قت أخر من القارئ و بذا بدأت الجرائد في الانقراض على حساب المواقع الالكترونية الإعلامية التي تشتغل من دون رقابة تقريبا , وتنشر الأخبار في لحظة و وقوعها معززة ذلك بصور و فيديوهات ما يعزز الخبر و يمنحه مصداقية ولكن لكل شيء إذا ما تم نقصان فقد ظهرت من وراء هذه الثورة الإعلامية مواقع مسترزقة تسخر مواقعها لخدمة أجندة سياسية بالدرجة الأولى آو ايدولوجيا بالدرجة الثانية وهنا أصبح الإعلام الالكتروني متبرئ منها كل البراءة , إذ ظهرت مواقع إخبارية بدأت منذ الاستفتاء الاستعداد و التجنيد لخدمة حزب ما بمعنى أنها أصبحت بوقا للانتخابات القادمة بكل امتياز , ناهيك عن كون بعض المواقع المحلية صارت دستي من نوع ممتاز, فلم نعد نتحدث عن صحفي حاشا لان الصحفي هو الذي يحكم عقله و ضميره فيما يكتب آو يقول ولكن للأسف الشديد, صرنا نتحدث عن مقدم و شيخ يحمل كاميرا و تتبع أعراض الناس و بخاصة في إقليمنا, تتبع النساء في إطار النميمة و الغيبة الصحفية فلانة تمارس الدعارة ,وفلانة تركب سيارة في كبد النهار في رمضان, و فلانة أخرى تمارس الشعوذة ,, وعلان يسرق البلدية, و زيد يعمل لحساب البوليساريو, و شباب وكال رمضان من دون دليل أو حجة ملموسة, وكان لهم الحق في قول ما يشاءون و فعل ما يشاءون حتى صرنا نتمشى في الشارع ولا تحس إلا و كاميرا من و راءك . لا اعترف بموقع يصنع من مشكل فلان صفق صحفي, لا اعترف بموقع يتربص بعورات الناس, لا اعترف بموقع يعمل عمل الديستي ,و لا اعترف بصحفي لا يملك ولو الباكلورية و يقول عن نفسه صحفي, لا افهم كيف يسمون أنفسهم صحافة بمعنى أن الصحافة الالكترونية بفضل البعض أصبحت صحافة صعلوكة غير مقننة ينشرون ما يشاءون و يحذفون من يشاءون, الأمر ليس بالغريب مادام أن الضمير المهني قد انقرض و مادام أننا نعيش في زمن الدرهم, و باك صاحبي اموسيني عليك مادام أن كل القطاعات قد طغى عليها الفساد فلما الاستغراب من كون الصحافة الالكترونية بدأت تغوص في طين التبر كيك , ولكن ماتزال بعض المواقع الالكترونية الجادة الحاملة لهموم الطبقة الشعبية تعمل, و تقدم في سبيل نشر الحقائق و الواقع الغالي و النفيس لأنها مسكونة بهاجس العمل الصحفي الجاد بهاجس الغيرة على الوطن و الرقي به إلى مراتب متقدمة احيي من هذا العمود كل صحفي صحفي و اسطر عليها, كل صحفي جاد مسوؤل في عمله يراقب ما يكتب لأنه يعرف جيدا أن كل ما يسطره من حرف سيسأل عنه يوم القيامة, احيي كل صحفي متأهب لنقل الحقيقة في كل لحظة وكل مكان و يعرض حياته للخطر في سبيل أن أرى اانا و أنت وكلنا الحقيقة و نعيشها بكل لحظاتها ,والله و أصدقوني القول حينما يكون عمل الصحفي نابعا من ضميره و مبادئه يصل بسرعة عجيبة إلى القارئ. لذا أتمنى من إخوتنا الصحفيين في المواقع الالكترونية تبني الانحياز, و الإعراض عن المسائل الشخصية للإنسان و الالتزام بأخلاقيات و أدبيات العمل الصحفي الجاد كي نستطيع يوما أن نقول انه نملك مواقع محلية تستحق منا التشجيع و التنويه و السير بها إلى الأمام. [email protected]