لا حديث في منطقة الشمال بالمغرب منذ أمس الثلاثاء إلى غاية اليوم، سوى عن حادث مقتل شابة تطوانية تبلغ من العمر 20 عاما، في حادث إطلاق النار على زورق للهجرة غير الشرعية من طرف القوات القتالية التابعة للبحرية الملكية المغربية. ونشر نشطاء وحقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، معطيات ومعلومات جديدة، عن الضحية المدعوة "حياة،ب"، وهي طالبة فكلية الحقوق بمارتيل، وأخت لخمسة إخوة، وتتحدر من أسرة فقيرة تقطن بحي شعبي في تطوان. وتابعت حياة دراستها في ثانوية القاضي عياض بتطوان، قبل أن تلتحق بالجامعة لمتابعة دراستها بكلية الحقوق بمارتيل، وأكد أكثر من مصدر أن الشابة المذكورة كانت تتصف بحس السلوك والأخلاق، قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا لتحقيق جزء من حلم راودها منذ مدة لتحسين أوضاعها المادية ووضع أسرتها. واعتبر مقربون من المتوفاة، أن رحيل حياة إلى دار البقاء، يعد نهاية لقصة شابة حاولت أن تنقذ نفسها من وضعها الاجتماعي المتردي، فقد كانت حسب زميل لها ''متخلقة ولا تتكلم كثير، وبعد حصولها على البكالوريا اعتقدت أن نجاحها في الهجرة سيمكنها من تغيير الوضع المادي لأسرتها‘‘. وقالت صديقة للضحية ''حياة لا تستحق العيش في هذه الظروف المزرية، طيبة وقلبها حنون، لم أصدق بعد أنه قتلت‘‘. وكانت البحرية الملكية المغربية أطلقت النار أمس الثلاثاء على زورق يقل مهاجرين غير قانونيين في البحر المتوسط بعد ان رفض الاستجابة للتحذيرات ما أسفر عن مقتل شابة مغربية وإصابة ثلاثة مغربيين آخرين بجروح، بحسب السلطات المحلية. وبالإضافة إلى الشابة التي توفيت لاحقا، أصيب في الحادث ثلاثة مغاربة، اثنان من تطوان والثالث من مدينة الحسيمة وهو "بحالة حرجة فقد بترت ذراعه" ونقل إلى العاصمة الرباط. وفي الوقت الذي لم يكشف فيه بلاغ السلطات المغربية عن المكان الذي انطلق منه القارب الذي كان يقل أزيد من عشرين مهاجرا غير شرعي إضافة إلى طاقم القيادة ضمنهم اسبان، فقد كشفت مصادر اسبانية ان نقطة البداية كانت من مدينة سبتةالمحتلة. واضطر حسب الرواية غير الرسمية، قائد الزروق وهو مواطن اسباني إلى دخول المياه المغربية بعد مطاردته من طرف الحرس المدني الاسباني. ونقلت المصادر نفسها، أن قائد القارب رفض الامتثال لتعليمات الوحدة القتالية المغربية، ولم يستجب أيضا لمطالب المغاربة المهاجرين الذين كانوا على متن القارب وطالبوه بالتوقف، وهو الأمر الذي أدى إلى اطلاق النار عليه من طرف القوات المغربية. إلى ذلك، أوضحت مصادر اسبانية و أخرى حقوقية من تطوان، ان الشباب الذين كانوا على متن القارب المذكور أدوا مبالغ مالية مهمة لقائد القارب مقابل تهجيرهم إلى اسبانيا.