لازالت تداعيات إطلاق البحرية الملكية النار على زورق إسباني على متنه مرشحين مغاربة للهجرة السرية بسواحل مدينة المضيق، مستمرة، بعد مقتل فتاة كانت على متن الزورق، حيث كشف مصدر محلي لجريدة “العمق” أن حالة من الصدمة أصابت أسرة وأقارب الراحلة. وأوضح مصدر الجريدة أن الفتاة التي لقيت مصرعها برصاص عناصر البحرية الملكية المغربية، تدعى “حياة.ب” وتنحدر من حي جبل درسة الشهير بمدينة تطوان وتبلغ من العمر 22 عاما، وهي طالبة بكلة العلوم الاقتصادية والقانونية بمرتيل. وأضاف المصدر ذاته، أن أفراد عائلة الطالبة حياة وأقاربها أصيبوا بصدمة كبيرة بعد علمهم بأن ابنتهم كانت من بين المصابين الأربعة في الزورق الإسباني الذي أطلقت عليها البحرية الملكية النار، أمس الثلاثاء، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لحظات بعد الحادثة، لافتا إلى أن ما زاد من حالة الصدمة أن الفتاة قُتلت برصاص القوات البحرية المغربية. اقرأ أيضا: الPPS: تزايد "الحريك" إحساسٌ باليأس.. والPJD يدعو لحماية المواطنين وأشار إلى الفتاة الراحلة كانت تعيش ظروفا اجتماعية صعبة، اضطرتها إلى محاولة الهجرة السرية نحو إسبانيا، خاصة وأن والدتها تعمل بإحدى المعامل بالمنطقة الصناعية بين تطوانومرتيل، فيما والدها يعاني مرضا مزمنا ويلزم الفراش. وفي نفس السياق، كشف مصدر طبي بتطوان لجريدة “العمق”، أن من بين المصابين الأربعة شابين من تطوان والآخر من شفشاون، موضحا أن أحد المصابين يدعى “عبد الحبيب. ص” من مواليد 1992، نُقل إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن سينا بالرباط في حالة حرجة حيث أجريت له عملية جراحية دقيقة تمكن خلالها الأطباء من إرجاع ذراعه بعدما كانت مهددة بالبتر، في حين يرقد الآخرين بمستشفى محمد السادس بالمضيق. إلى ذلك، قالت مصادر متطابقة بمدينة تطوان، إن الزورق الإسباني الذي استهدفته البحرية الملكية، انطلق من سواحل مدينة سبتةالمحتلة وعلى متنه مجموعة من الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة السرية، بعد أن أدوا مبالغ وصلت إلى 7 ملايين سنتيم من أجل “الحريك” إلى أوروبا. اقرأ أيضا: البحرية الملكية تطلق النار على زورق إسباني بالمضيق وتوقع إصابات خطيرة ولفتت المصادر إلى أن الحرس المدني الإسباني طارد الزورق المذكور وسط البحر، وهو ما اضطر الأخير إلى الهرب نحو السواحل المغربية، قبل أن تعترضه البحرية الملكية المغربية، غير أن قائد الزورق رفض امتثال أوامر العناصر المغربية بالتوقف، لتضطر الوحدة القتالية التابعة للبحرية المغربية إلى أطلاق النار عليه لتوقيفه. وتابعت نفس المصادر أن قائد الزورق كان يختبئ خلف الشباب المغاربة أثناء عملية إطلاق النار، وهو ما أدى إلى مقتل الفتاة وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن المصابين الآخرين يدعيان “حمزة ب” من مواليد 1993، و”معاذ.أ” من مواليد 1986، فيما لم تتأكد مصادر “العمق” من صحة هذه المعطيات من جهة رسمية. وأطلقت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية النار على قارب مطاطي إسباني سريع من نوع "Go fast" بسواحل المضيق، أمس الثلاثاء، كان يقل مهاجرين سريين، ما أسفر عن وقوع 4 إصابات خطيرة، كما أعلنت البحرية الملكية أنها أحبطت بتعاون مع الدرك الملكي محاولة للهجرة السرية انطلاقا من شاطئ مارتيل، بعد تدخل وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية لتعقب قارب كان منطلقا بسرعة فائقة محاولا الوصول إلى شاطئ المدينة لنقل مرشحين للهجرة السرية. يأتي ذلك بعدما طفت على السطح خلال الأيام الأخيرة ظاهرة جديدة تتمثل في احتشاد العشرات من المراهقين والأطفال والشباب والفتيات في شواطئ الشمال انتظارا لزوارق سريعة من إسبانيا تقلهم بالمجان إلى الضفة الأخرى، حيث احتشد العشرات من الشباب والمراهقين بشواطئ الفنيدقمرتيل ووادلاو، الأسبوع المنصرم، انتظارا لإحدى الزوارق النفاثة المعروفة محليا باسم "الفانطوم". تجمهر الراغبين في الهجرة السرية، جاء عقب انتشار مقاطع فيديو، قال أصحابها إنها توثق لحظة وصول زوارق "الفانطوم" مؤخرا إلى شواطئ بليونش والدالية بالقصر الصغير وقانقوش بطنجة، ونقلها لعدد من الشباب المتواجدين بعين المكان دون سابق إنذار وبشكل مجاني إلى سواحل إسبانيا، ودون معرفة أصحاب تلك الزوارق، فيما لم تتأكد "العمق" من صحة تلك المقاطع ولا تاريخها.