تعتبر قرية بوحمزة منطقة أثرية بامتياز ,ويرجع اصول ساكنتها الى مدينة غرناطة الاندلسية ,فقد هاجروا منها أو بالأحرى طردوا منها في القرن السابع عشر الميلادي على اثر ما شهدته اسبانيا من تطهير لكل من ثبت فيه حقه انه مسلم أو يهودي. قرية بوحمزة تستحق أن تصنف ضمن التراث الوطني للآثار لما تزخر به من معالم تاريخية و تراثية ,بداية من مقبرة تمنصورت التي تحوي رفات شهدائها الذين حاربوا الاحتلال الاسباني لمدينة غساسة و كذلك غير بعيد عن القرية تتواجد أطلال مدينة تاغروت الأثرية الغنية بالصخور المنقوشة و كذلك مقبرة سيدي موحند اوعدجو الخاصة بالشهداء في عهد مولاي اسماعيل . فقد سبق ان تحدث عنها مجموعة من المؤرخين و الاخباريين و الرحالة و يبقى أشهرهم الفرنسي أوجيست موليراس في كتابه الشهير المغرب المجهول و محمد عيسى البطوئي في كتابه مطلب الفوز و الفلاح الذي يعود الى القرن السادس عشر و لا ننسى الرحالة الايطالي انجيلو غيريلي في كتابه أسلمة و تعريب بربر شمال المغرب و أخيرهم الرحالة الفرنسي من اصول ايرانية رايموند جاموس الذي خاص منطقة قلعية و بوحمزة التي تعتبر جزا من أحوازها في كتابه الشهير الشرف و البركة ,كلهم تحدثوا عن رمزية بوحمزة التاريخية و أشدوا بخلفيتها التاريخية و التراثية. ولكن يبقى أهم معلمة تاريخية تزخر بها قرية بوحمزة هي مسجدها ألأثري الذي يعود تشييده لأكثر من ثلاثة قرون بالإضافة الى مناسك التعبد فقد كان المسجد منبرا علميا تحج اليه جميع طلبة العلم من الدواوير المجاورة من قبائل بني سيدال و بني شيكر و بوغافر و حتى قبيلة ايث السعيد . حسب السيد عبد الخالق شعشوع (مجاز في التاريخ)وهو أيضا ابن القرية بوحمزة يصرح أن مسجد بوحمزة يعتبر خطا أحمر لكل من سولت له نفسه أن ينسف تاريخنا و حنين أجدادنا,ويؤكد أن هذا المسجد يحتاج الى ترميم و عناية و ليس الى تدمير و ازالة . بالإضافة الى تنديد ساكنة القرية المهاجرة في اوروبا و المدن المغربية كلهم وقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا العمل الشنيع الذي ينسف ذاكرتهم و يقصي تراثهم في حين غرة لا لشيء سوى أن بعض الضمائر الضعيفة ترى أن هذا التراث لا يستحق إلا ان يعدم.