هذه هي تمسمان زاخرة بثقافتها وبطولاتها عبر ممر الأزمنة، ومآثرها المتعددة والغنية بالدلالات التاريخية فاسمها كناية على الجود والكرم وحسن الضيافة، وهي صفة لازالت تلازم سكانها لحد الآن، وغالبا ما تعرف تسمان “بالخبز والأمان" وفي نفس الرواية نجدها عند الرحالة أوجست موليراس في كتابه " المغرب المجهول" والذي عزز روايته بقوله “إن تمسمان تستحق هذا الإسم، فأينما حفرنا الأرض ينبع الماء". كما نجدها رمز للثقافة والحضارة الامازيغية الإسلامية ، ففي آيث يعقوب كانت تدرس العلوم الشرعية، وفي آيث مرغنين زاوية “سيذي صالح” مؤسس أول إمارة إسلامية بالمغرب، وفي جبل القامة كانت مدرسة عسكرية جندت أبطال ألحقت هزائم نكراء بالجيوش الامبريالية الإسبانية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي. فقد قامت مجموعة من فعاليات المهتمة بتاريخ وتراث المنطقة وبمبادرة من جمعية ادهار ابران للثقافة والتنمية بزيارة ميدانية إلى مجموعة من المواقع التاريخية القيمة والتي يطالها التهميش والنسيان، فبداية بموقع وضريح سيذي محمد حمامه، الذي يعد من ابرز علماء القرن 18م ، حيث يشهد له بالشرف والشهامة جميع العلماء من أهل تطوان وشفشاون وعلماء مناطق جبالة بكملها. ويتواجد هذا الموقع بآيث مرغنين التحتية بالريف الأوسط بجوار وادي تجزرين (الجزيرات) وبالضبط ب “ثريفة” احد روافد واد أمقران أو ما يصطلح عليه بوادي البقر حسب ماجاء في مقدمة ابن خلدون، ويبعد عن سوق خميس تمسمان الأسبوعي بنحو 11 كيلومترا، ويوجد الضريح في موقع وسطي من محيط القرية وله مسجد صغير يتوسطه صحن خزفي، فرغم عوامل التعرية والتهميش الممنهج لاتزال الأطلال العملاقة والأقواس المكونة للمسجد قائمة بذاتها. كما تم زيارة عدة معالم أخرى والتي نجدها مجهولة لدى الكثير ، منها ” ثعروَاث نتيَازيت ” أو ما يصطلح عليها ب تلاة الدجاجة، كما مرت ب “إغَامَاوْنْ” أي القصور ولازلت أثر الصخور والجدران الضخمة فوق الارض. وفي نفس السياق تمت زيارة أحد المساجد التي ترجع إلى حقبة عبد الصالح بن منصور، وبجانبها ضريح يحمل إسم “سيدي أمحمد اوعمار” وحسب ما أمدنا به احد سكان القبيلة أن المسجد اصبح مهجور نظرا للهجرة التي عرفتها المنطقة في السنوات الاخيرة، ويتم ترميمه من قبل ابناء المنطقة ” ثويزا.”