يرتبط سكان الريف بصفة عامة وتمسمان بصفة خاصة مثلهم مثل جميع المسلمين إرتباطا وثيقا بالمساجد التي يعتبرونها مكانا للتعبد ومركزا للبث في مجموعة من المسائل والقضايا التي تهم مصيرهم ومصير أبنائهم، ومن هذا المنطلق كان المسجد العتيق المعروف منذ القدم بمسجد"جناذر" بدوار إمسنوغن الذي يبعد على مركز كرونة بحوالي أربع كلمترات المكان الإستراتيجي الذي يرتبط به ماضي السكان وحاضرهم ومستقبلهم بناء مسجد جناذر و مكانته التاريخية فهذا المسجد حسب رواية سكان هذا الدوار يعود تاريخه إلى ماقبل دخول الإستعمار الإسباني إلى ربوع هذه المنطقة التي كافح رجالها من أجل منع هذا المستعمر من بسط سيطرته على أراضيهم، حيث يعتبر حسب هؤلاء السكان ثاني مسجد يشيد بالمنطقة بعد مسجد "بويعقوب". فقد كان لهذا المسجد إضافة إلى دوره الطبيعي المعهود في إقامة الصلاة وتخريج أفواج حافظي كتاب الله وإحياء المناسبات الدينية، كان يتخذ منه سكان المنطقة مركزا للإجتماع للتداول في أهم القضايا التي تشغل بال "أجماعث" بمختلف أوجهها الإجتماعية أو السياسية أو الإقتصادية، وخاصة إبان إندلاع ثورة الريف بقيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث يتذكر جل شباب المنطقة حكايات أجدادهم حول الدور الهام الذي كان لمسجد جناذر في استعدادات رجال المقاومة الريفية لمواجهة المستعمر"بوثنقيتش" ، إذ كان مولاي موحند حسب رواية السيد سعيد يحيى رئيس جمعية أمزاورو يجري إجتماعاته مع سكان إمسنوغن والدواوير المجاورة بهذا المسجد ومنه تتم الإنطلاقة عندما يقررون الخروج للمواجهة الحربية مع القوات الإستعمارية قرار الساكنة بتغيير المسجد بعد اكتشاف بناءه وسط مقبرة وبعد رحيل الإسبان و زوال سنوات الغم قرر سكان هذه المنطقة الحفاظ على هذه المعلمة التاريخية بإصلاحها وتوسعتها لتواكب تطلعات الساكنة ، إلا أنهم فوجئوا بعد قيامهم ببعض الأعمال التحفيرية جوار هذا المسجد قصد توسعته بوجود بقايا عظام بشرية تأكدوا من خلالها بأن هذا المسجد بني على مقبرة قديمة أو وسطها و خصوصا بعد ظهورذلك بجلاء على ضفة الوادي الذي يمر بجانب هذا المسجد حيث بدأت تنكشف أجزاء من حفر القبور جراء انجراف التربة بفعل حمولة هذا الوادي وأمام هذه الظروف غير المتوقعة وحفاظا على حرمة قبور المسلمين وبالأحرى قبور الأباء والأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس لصون كرامة هذه الأرض الطيبة، وبعد مشاورات السكان فيما بينهم واستشارتهم لذوي الإختصاص ، تقرر بناء مسجد جديد يؤدي فيه سكان المنطقة شعائرهم الدينية وهم مرتاحي البال والضميربعيدا عن الجدال حول جواز الصلاة فوق القبور أوعدم جوازها، حيث تم الإهتداء إل بناء مسجد النور قرب دوار أولادلامين بناء مسجد جديد بمواصفات حديثة وكما هو الحال في جل المشاريع والمبادرات التي تقام بالمنطقة بمجهودات الساكنة، أخذ بعض المتطوعين البادرة وشرعوا في الإتصال بالساكنة وخصوصا المتواجدين بالديار الأوربية وبالمحسنين بإقليم الناظور قصد جمع التبرعات النقدية والعينية لبناء هذا المسجد بمواصفات حديثة. وحسب تصريح السيد عبد الحميد أمين المكلف بالإشراف على بناء هذا المسجد الجديد لناظورسيتي فإن تكلفة البناء الذي لازالت أشغاله جارية من الجهة الخارجية للمسجد وصلت إلى حوالي 99 مليون سنتيم نقدا أغلبها من مساهمات السكان العاملين بالمهجر وحوالي 45 مليون سنتيم عينا عبارة عن مستلزمات البناء تبرع بها أرباب شركات لبيع هذه المستلزمات بالنظور وخاصة الأجور، إضافة إلى تكلفة الصومعة التي قدرت بحوالي 30 مليون سنتيم ولازالت لم تنتهي بها الأشغال ويتوفر مسجد النور الجديد المشيد على بقعة أرضية تتجاوز مساحتها 500 متر مربع إضافة إلى جناح الصلاة للرجال بمواصفات معمول بها في مساجد كبار بالمدن المغربية، على جناح آخر للصلاة خاص بالنساء ومجموعة من المرافق التي أصبح توفرها ضروريا في كل المساجد، إذ يتوفر المسجد على سكن خاص بالإمام وآخر لحفظة القرآن، كما يتوفر على مرفقين صحيين للوضوء مخصص أحدهما للرجال و الآخر للنساء و مطبخ وبئر تتزود هذه المرافق بمائه عن طريق محرك أوتوماتيكي يشتغل عن طريق الكهرباء، ومحل تجاري سيستغل لفائدة المسجد