في الصورة مسجد موسكو الكبيرفي شكله الحالي قدّم الملك محمد السادس هبة مالية لمسجد موسكو الكبير الذي تجرى عملية إعادة بنائه وتوسيعه في العاصمة الروسية. "" وكشف عبد القادر لشهب سفير الرباط المعين مؤخرا في موسكو أثناء لقائه بالشيخ راوي عين الدين رئيس شورى مجلس المفتين لروسيا –كشف- أن الهبة المالية التي سيقدمها الملك محمد السادس ستصرف بصورة رئيسية في أعمال تزيين قاعة الصلاة الكبرى بمسجد موسكو الكبير ، ويهم ذلك النقوش والزخارف الإسلامية واليد العاملة ،وستبدأ أعمال الزخرفة والتزيين بعد إنجاز أعمال البناء والتركيب التي تجري حاليا في مسجد موسكو الكبير . وكانت مجموعة من المعماريين المغاربة برئاسة محمد جال قد زارت سابقا موسكو لعرض مشروعهم الخاص بالزخرفة الداخلية لصالة الصلاة الكبيرة، التي ستشيد في مجمع مسجد موسكو الكبير. واقترح الملك محمد السادس شخصيا على رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا الشيخ راوي عين الدين تقديم يد المساعدة في تنفيذ أعمال الزخرفة من جانب عمال مغاربة مهرة وذوي خبرة كبيرة في الميدان المعماري. وسبق للشيخ عين الدين أن التقى بالمعماريين المغاربة أثناء زيارته الأخيرة للمغرب في خريف السنة الماضية . وعن لقائه بالمعمارين المغاربة يقول الشيخ عين الدين :" يفهم شركاؤنا في المغرب بشكل رائع، بأننا نضع أمامهم مهمة عدم النسيان، بأن المسجد – هو مسجد موسكو، وإنها ليست الدارالبيضاء، وليست المغرب، إنها روسيا، ولدى المسلمين الروس زخارفهم الوطنية وثقافتهم في تكوين المسجد". ويضيف الشيخ عين الدين :" يتميز المنظر الخارجي للمساجد الروسية بشكل جذري عن المساجد المغربية. وهذا يخص بالأساس المنارات والسقوف، وتعتبر المنارة المغربية مربعة الشكل، والرأس الذي يوضع عليه الهلال يمتلك شكلا آخر، إن المشروع الذي قدمه لي أبرز معماري في المغرب يأخذ بنظر الاعتبار الطابع الخاص للمسلمين الروس. ويقول المغاربة أنفسهم، بأن مسجد موسكو الكبير يجب أن يمتلك وجهه الخاص والمعروف" . ويؤكد الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا على الطراز المعماري لمسجد موسكو الكبير قائلا :"لا يجوز القول للوافد إلى موسكو سواء كان مغربي أم مصري أو تركي، بان مسجد موسكو يُذكر بالطراز التركي أو المغربي. كلا، فهذه موسكو، وهو طراز معماري لمسلمي روسيا ". وحسب معطيات المكتب الصحفي لبلدية موسكو التي زارتها "هسبريس " أمس فإن مساحة قاعة الصلاة بمسجد موسكو الكبير ستبلغ 4850 مترا مربعا وستتسع لحوالي أربعة آلاف شخص. علاوة على ذلك فبعد ترميم وتوسيع مجمع المسجد ستبنى حجرات للوضوء وخلع المعاطف. كما سيجهز المسجد بأحدث المنظومات الهندسية ،وستبلغ مساحة المسجد بعد ترميمه وبناء قاعة الصلاة 7300 متر مربع فوق الأرض و6000 متر مربع تحت الأرض ، وستبنى في المجمع الجديد منارتان جديدتان بارتفاع 75 مترا ، كما سيجري ترميم الموجودة والبالغ ارتفاعها 37 مترا. وستبلغ المساحة الإجمالية لمجمع المسجد الكبير 54 ألف متر مربع وتمتد في مساحة 2ر2 هكتار ،وستقام في المساحة الإضافية البالغة 5ر1 هكتار قاعة المحافل لممثلية الطوائف الإسلامية في أقاليم روسيا والمركز الثقافي – الاجتماعي الإسلامي ، ويتضمن المشروع بناء مرأب للسيارات تحت الأرض لتوفير ظروف الراحة إلى رواد المسجد، ومن المنتظر افتتاح قاعة الصلاة الكبيرة بمسجد موسكو الكبير في نهاية 2009. ويعيش المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب في روسيا منذ ما يزيد عن ألف سنة، فقد اعتنقت روسيا المسيحية في عام 988. وأتى العرب بالإسلام إلى شمال القوقاز في النصف الثاني من القرن السابع. واعتنق سكان الإقليم الذي يعرف الآن باسم "تتارستان" (حوض نهر الفولغا) الإسلام في عام 921 (أو 922) بتشجيع من الدعاة الذين أوفدتهم دولة الخلافة في بغداد. وظهر الإسلام في سيبيريا، وهو إقليم روسي آخر، خلال القرن ال13. وتحتضن روسيا البالغ عدد سكانها اليوم 144 مليون شخص، منهم قرابة 20 مليون مسلم ينتمون إلى 40 جماعة إثنية. والتتار هم الأكثر عددا بين المسلمين الروس (أكثر من 5 ملايين شخص، أو 4% من مجموع السكان في روسيا). ويليهم البشكير (أكثر من مليون شخص) والشيشان (حوالي مليون شخص). ويستطيع زوار روسيا اليوم أن يشهدوا صحوة إسلامية لم تألفها روسيا من قبل، فعدد المساجد بحلول عام 2000 كاد يعادل عدد المساجد الموجودة في روسيا قبل ثورة 1917. وتوجد في موسكو وحدها 6 مساجد. ومع ذلك يبقى مسجد موسكو الكبير قبلة المسلمين الروس. ويأتي عشرات الألوف من أنحاء روسيا المختلفة إلى موسكو ليصلوا في المسجد الرئيسي فيها التي تم تشييده في 1904. ويتخذ مسجد موسكو الكبير مقرا لمجلس المفتين بروسيا كما تتبع له جامعة موسكو الإسلامية وتقام فيه أيضا دورات متخصصة لتعلم اللغة التتارية واللغة العربية وأصول الإسلام حيث ينخرط فيها الكبار والصغار على نحو سواء.