وعدتْ الفنّانة المغربية خنساء باطما، جمهورها بتضمين ألبومها القادم، والذي من المرتقب أن ينزلَ إلى السوق خلال شهر أكتوبر أو نونبر من السنة الجارية، أغنيةً أمازيغيةً؛ وقالتْ باطما في ندوة صحافيةٍ قبْل مشاركتها في إحياء أولى سهرات مهرجان "تيميتار" الذي ينطلقُ مساء اليوم بأكادير: "من الطبيعي أنْ يُفكّرَ أيّ فنان مغربي بالغناء بالأمازيغية، حتى وإنْ لم يكن ناطقا بها، لأننا جميعا أمازيغ". وتنحدرُ والدة خنساء باطما، وهي ابنة الفنّان الراحل عضو مجموعة "المشاهب" محمد باطما، من أصولٍ أمازيغية.. وكشفتْ أنَّ هذا العاملَ جعَلها تترعرع في بيْتٍ كانت الأمازيغية حاضرةً فيه على الدوام، "لذلك من الطبيعي أنْ يأتي يومٌ أغنّي فيه باللغة الأمازيغية، كلماتٍ وألحانا، وحتّى لو لم تكنْ أمّي أمازيغية كنتُ سأغنّي بها، فنحن جميعا أمازيغ وهذه ثقافتنا المشتركة". وعنْ سببِ اختيارها موسيقى "الرّوك" قالتْ سليلة "عائلة باطما" إنَّ ذلك نابع منْ كونِ هذا اللوْن الموسيقي يمنحُ الفنّان مساحةً واسعةً من الحرّية، ويجعلُه يغنّي بدون قيود، "مدرسةُ الرّوك هيَ ألّا تكون للفنان مدرسة"، تقول باطما، لافتَةً، وهيَ تُجيبُ عنْ سؤالٍ حوْل سبب عدمِ سلْكها لنهج الفنّ الغيواني، على غرار والدها محمد باطما، وعمها العربي باطما: "كلّ واحدٍ من أفرادِ العائلة اختارَ مساراً وأنا اخترْتُ مساري". غيْرَ أنَّ اختيارها طريقا فنّيا آخرَ غيرَ الذي سلَكه والدُها وعمّها لمْ يمنْع خنساء من الاعتراف بأنّ انتمائها لعائلة باطما ذات الشهرة الفنية، كانَ داعماً لمسارها الفنّي، وساعدَها ذلك على أنْ يكون اسمها معروفا لدَى الجمهور، إلا أنّ ذلك جعَل انتظارات الجمهور منْها كبيرة، "فالجمهور ينتظرُ منّي أنْ أكون في مستوى سُمعة فناني عائلة باطما، وهذا ما يتطلّبُ منّي بذل مجهود إضافي، وما عنديش الحقّ أنني نْغلْط". تقول المتحدثة. وفي مقابل الاعترافِ بإيجابيّة حمْل اسم باطما، شدّدت خنساءُ على أنّ ما حقّقتْه من نجاحٍ خلال مسيرتها الفنّية تمّ بفضْل جهودٍ بذلتْها، انطلاقا من حُبّها للون الموسيقي الذي تؤدّيه، قائلة: "لنْ أقول يجبُ أنْ أكونَ أفضلَ من أبي محمد باطما، أو من عمّي العربي باطما. هذا صعب، لكنّ الأصعبَ هو أنْ يسعى الفنّان إلى ترسيخ نفسه في الساحة الفنّية ويظهر على حساب فنانين آخرين". وفي مقارنة بيْن الفترة التي برزتْ فيها مجموعة "ناس الغيوان" والفترة الحالية، قالت الفنانة خنساء باطما إنّ الفرْق بيْن الفترتين هو أنّه في السبعينات من القرن الماضي كان المغرب يشهد ثورة ثقافية وسياسية، وحملَ أفرادُ "ناس الغيوان" مشعلَ تنوير العقول، "وهذا الثقلُ لا يزالُ مُلقىً على عاتقنا، فالفنّان يجب أن يكون شاهدا على عصره، وأنْ يترك أشياء مفيدة لجيله وللأجيال القادمة، وألّا يمُرّ من الحياة كسحابة صيفٍ لا تحملُ مطرا".