كشفت معطيات رسمية عن أرقام الصادمة التي تقول أن ظاهرة العنف ضد النساء في تزايد بعد مرور عشر سنوات على تبني الاستراتيجية الوطنية لمحاربتها. فحوالي ستة ملايين من أصل تسعة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و60 سنة يتعرضن للعنف حسب البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط السنة الماضية, جعلت وزراء في حكومة عبد الإله ابن كيران يجتمعون في يوم دراس الاربعاء بالرباط في محاولة للوقوف على مدى نجاعة الإجراءات التي مافتئت تتزايد دون أن تنجح في التقليص منها. الوزير بسيمة الحقاوي بدأت بالحديث عن كون التقييمات السابقة للإجراءات المتخذة لمناهضة العنف ضد النساء كانت متفرقة وبطريقة غير تشاركية واقترحت تقييما جماعيا يساهم فيه بالإضافة إلى القطاعات الحكومية باقي الفاعلين وعلى رأسهم جمعيات المجتمع المدني. الوزيرة الوحيدة في حكومة ابن كيران أضافت أن التغيير يجب أن يشمل: "تغيير الذهنيات المرسخة للتفاوت ضد النساء والبنيات التي تنتج العنف ضدهن" تشرح الحقاوي. أما وزير العدل والحريات مصطفى الرميد فتحدث عن استعداده للاستماع لمقترحات الجمعيات في هذا الباب خصوصا التغييرات التي سيعرفها القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية. وعن الإكراهات التي يرى الوزير تقف حجر عثرة في الحد من الظاهرة رغم رصد وزارة العدل والحريات لحوالي 86 خلية بالمحاكم تتكفل بالنساء ضحايا العنف فإنها تتمثل في: "الإكراهات الثقافية السائدة العصية على التغيير والتجاوب ونشر ثقافة التسامح". وإلى جانب وزارة العدل والحريات, توفر وزارة الصحة 76 وحدة للتكفل الطبي والنفسي بالنساء ضحايا العنف, بالإضافة إلى إجراءات أخرى بقيت فعاليتها محدودة أمام تعرض أكثر من 60% للعنف بكافة أشكاله, وهي ما دفعت الوزير الحسين الوردي للحديث عن كون: "محاربة الظاهرة ليس من صلاحيات قطاع واحد بل يجب أن يكون تكافل بين القطاعات المتداخلة للوصول إلى نتائج ملموسة". غير أن تعرض 6 ملايين من النساء للعنف, تتكرس أكثر داخل وسائل الإعلام, فوزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة قدم معطيات صادمة عن "واقع غير مشرف" تعود بعض أسبابه إلى: "بنيات ثقافية مهينة تتصادم مع مرجعياتنا الدينية وبعدنا الحضاري" يقول مصطفى الخلفي. الوزير قدم صورة سوداوية عن تعامل الإعلام مع المرأة بالاعتماد على تقرير للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا": "أكثر من 40% من الوصلات الإشهارية تستعمل المرأة كأداة بشكل نمطي سيء. والبرامج التلفزية سجلت تراجع من 12% إلى 7% في الحضور النسائي بين 2007 و2012, كما أن النساء الصحافيات 27% غير متناسب مع المتخرجين 50%". الخلفي كشف أنه تلقى حالات عنف نفسي وجسدي ضحاياه نساء صحافيات وقام بتقديم إحدى الحالات على وزارة العدل والحريات. ليخلص الوزير إلى أن "الإعلام الوطني في عمومه متخلف" على أن الوزراء الأربعة وممثلة منظمة الأممالمتحدة لنساء شمال إفريقيا ليلى الرحيوي, في افتتاح اليوم الدراسي, أجمعوا على كون تغيير الذهنيات سيكون المدخل الرئيسي للحد من العنف ضد النساء بعدما أبانت باقي المداخيل, رغم التشديد على أهميتها, محدودية في الفعالية.