"لقد أرضينا الحكومة بالصلاة يوم الخميس، وتابعنا الشيوخ بالذبح يوم الجمعة" بمخرج كهذا وجد احد المواطنين الليبيين نجاته من الاضطراب في بلاده حول توقيت عيد الضحى!!. و تدفق المصلون في ليبيا صبيحة يوم الجمعة إلى المساجد، لإقامة شعائر صلاة العيد، وذلك لليوم الثاني على التوالي، في مشهد عكس انقساما مثيرا في بلاد لاتعاني انقساما طائفيا او مذهبيا، ويسودها المذهب المالكي السني. متأخر جدا فبعد إعلان الحكومة المتأخر جدا، عن أن يوم الخميس هو الموافق للعاشر من ذي الحجة، أقام مواطنون شعائر الصلاة أيضا في بعض مساجد البلاد، ما عكس اضطرابا، وحتى خلافات في مساجد عدة، بين موافق للحكومة و مخالف لها. وإن كان الانتقاد لتأخر الحكومة من جهة، ومخالفتها لعموم الدول الإسلامية قاسما مشتركا بين الجميع. و قال احد المواطنين الليبيين بمدينة اجدابيا، للقسم العربي بإذاعة هولندا أنهم استيقظوا على صوت تكبيرات، منطلقة من مآذن المساجد القريبة، إعلانا عن بداية يوم عيد الأضحى، الأمر الذي سبب مفاجأة للكثيرين، لينتقل الجدل لداخل المساجد، بين مؤيد ورافض. العيد ليس عيدا ... !! وفي حديث للقسم العربي بإذاعة هولندا قال الصحفي الليبي خالد المهير انه لم يشاهد مظاهرا للعيد يوم الخميس في مدينة بنغازي، كما أن المساجد التي فتحت أبوابها صباح الخميس أغلقت بعد قليل من ذلك لعدم وجود مصلين. كما أن المحال وأسواق الماشية لم تغلق وظلت تعمل بشكل طبيعي، رغم الإعلان الرسمي عن العيد. ويضيف المهير " سافرت اليوم – الجمعة - من بنغازي إلى مدينة البيضاء بالجبل الأخضر شرق ليبيا، ومررت بأربع مدن تقريبا، كانت مظاهر العيد بادية فيها كأول يوم للعيد، ومن ذلك تجميع جلود الأضاحي، ولعب الأطفال". ومن مدينة مصراته في الغرب قال ليبيون على موقع فيسبوك Facebook.com أن غالبية المساجد لم تشهد أقامة صلاة العيد، كما أن شعيرة الذبح، وقع تأجيلها في غالبية البيوت والأسر، متابعة لأغلب الدول الإسلامية، التي ترتبط عادة في توقيت يوم عيد الضحى، باليوم التالي للوقوف الحجاج على جبل عرفة بمكة المكرمة. وبرغم ما أشيع عن قرار من السلطات الليبية بمنع إقامة صلاة العيد يوم الجمعة، فإن المساجد فتحت أبوابها، وتبادل المواطنون التهاني يوم الجمعة، باعتباره أول أيام العيد، ولم يحدث أي خروج عن النظام العام والهدوء. الشيوخ لا يرتضون الأحكام الفلكية وبرغم من أن ليبيا ليست الدولة الوحيدة، التي لم تتابع عموم المسلمين، في تحديد موعد عيد الأضحى، إذ أعلن المغرب أن يوم السبت هو العاشر من ذي الحجة، إلا أن تأخر الإعلان الرسمي الليبي، أثار جدلا واسعا في الشارع الليبي والعربي والإسلامي، خاصة وأن ليبيا سبق لها اعتياد المخالفة، ولأول مرة أثارت مخالفة ليبيا في تحديد موعد عيد الفطر، جدلا داخليا، إذ يرفض رجال الدين والشيوخ، إناطة تحديد مواعيد المناسبات الدينية لمراكز الدراسات الفلكية، مطالبين باعتبارها شأنا فقهيا. ونشرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية فتوى لشيخ مصري معروف، يقرر فيها عدم وجوب متابعة الحجيج او السعودية، في تحديد يوم الوقوف بعرفة، او بداية شهر ذي الحجة. قائلا "مناسك الحج لا تنطبق إلا على الحجاج فقط ولا يوجد تعارض هنا في أن يسبق عيد الأضحى في ليبيا العيد في السعودية ." كما نقلت صحيفة الحياة اللندنية خلافا بين شخصيات أزهرية حول صواب الموقف الليبي بالاعتبارات الشرعية من عدمه. رفض غير سياسي... وجدل سيستمر وبرغم المحاولات المستمرة، رفض صحفيو ليبيون ومسئولون في قطاع الإعلام التصريح لإذاعة هولندا بالصدد، من جهته لا يرى الصحفي الليبي خالد المهير أي مظهر سياسي، لعدم التزام الليبيين بالمواعد الرسمي المحدد حكوميا ليوم عيد الأضحى، قائلا أن الناس اعتادوا على الصيام بمعية الحجيج فوق جبل عرفة، وان موقفهم ديني، محكوم بالعادة فقط، دون خلفيات سياسية". ولكن المهير يرى أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، وأن الجدل حول تحديد بدايات الشهور، ومواعيد المناسبات الدينية، سيثور مجددا بلا شك... في ليبيا البلاد التي تجعل من وفاة الرسول بادية للسنة القمرية فيها.. دونا عن سائر المسلمين عبر العالم.