أثار قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما حول استخدام طائرات بدون طيار في العراق بعد الانسحاب بغرض حماية السفارة الأميركية، استياء الأوساط العراقية التي أعربت عن مخاوفها من نوايا واشنطن "المضمرة" للمرحلة المقبلة. واعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الأربعاء، أن أي تجاوز على سيادة البلاد أمر غير مقبول، في إشارة منه إلى استخدام طائرات أميركية من دون طيار في العراق. ونقلت قناة "السومرية نيوز" عن زيباري قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في بغداد، إن "أي تجاوز على السيادة أو من دون علم أو معرفة الحكومة أمر غير مقبول"، مبيناً أن "هناك برنامجاً مع الجانب الأميركي للمدربين، والتأهيل والتدريب وهذه الأعمال يجب أن تكون منسقة مع الحكومة". وأضاف زيباري أن "العراق وبعد خروج القوات الأميركية وتعزيز السيادة الكاملة وخروجه من الكم الهائل من أحكام الفصل السابع، متمسك باستقلاليته وسيادته وبالتزاماته أيضاً مع الجانب الأميركي". وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن على الولاياتالمتحدة "أن تأخذ إذنا من بغداد لاستخدام هذه الطائرات"، حيث تقوم الطائرات بعمليات تصوير للعاصمة بمختلف جوانبها بذريعة حماية السفارة الأميركية، علماً أن السماء العراقية ومنذ الانسحاب الأميركي من العراق لم تخلُ من التواجد الجوي الأميركي المثير لأكثر من علامة استفهام. وبدوره، اعتبر عضو ائتلاف "دولة القانون" عدنان السراج خطاب الرئيس الأميركي حول حماية السفارة الأميركية في بغداد "إهانة للشعب العراقي وانتهاكا للسيادة العراقية"، مضيفاً، "أن التطاول على السيادة العراقية وعلى قدرات الحكومة، رغم انزعاجها وعدم موافقتها على مثل هكذا أعمال، يدل على أن الأميركان لا يريدون أن يتخلوا عن سياستهم في احتلال البلد". ويرى المراقبون في التعامل الأميركي اتجاه العراق، انه "انتهاك للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، وتجسس صريح على مقدرات العراق، ومشاريع أميركية تضرب عرض الحائط الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية". ويشار إلى أن حماية السفارة الأميركية، التي تحتل مساحة واسعة من قلب بغداد، تؤمّن من خلال ثلاثة آلاف عنصر أمني. ووفقا لبعض المعلومات فإنها (السفارة) تعتزم شراء أكثر من ثلاثة آلاف سيارة مدرعة بلون ونوع واحد، لا أحد يعرف حتى الآن ما حاجة السفارة لها وما هي المهام التي ستقوم بانجازها