هي مشاهدات لجوانب احتفالية متجدرة في عمق الثقافة القبلية لامازيغ الاطلس الكبير الشرقي .هده المرة على بعد عشر كيلومترات من منطقة انفكو , بقبيلة ايت اعمر (التي بدورها تبعد بحوالي 85 كيلومتر عن تونفيت المركز). بنقطة ارتفاع تقارب 3010 م عن سطح البحر , مكان اقامة زواج جماعي قرب جبل يسمى " فازاز" وهي مشتقة حسب بعض المهتمين من الكلمة الامازيغية "افزا" وتعني الصخر الخشن و الكلمة تتردد بمناطق كثيرا بالاطلس المتوسط و الى حدود منابع ملوية العليا اشارة لفاضاءات جغرافية تتميز بصعوبة تضاريسها و قساوة مناخها خصوصا في فصل الشتاء (التساقطات الثلجية ) و المكان ايظا مشهور بكونه موطن حيوان الاروي الدي تعرض تقريبا للانقراض بفعل غياب محميات بالمنطقة الغابوية . هدا الزواج الجماعي هو بالمناسبة تقليد قديم يقيمه الرحل مع نهاية فصل الخريف بعد الانتهاء من التنقل الى حدود سوس غربا و بوعرفة و بودنيب ووجدة شرقا بحثا عن المراعي . ايت اعمر هي احدى فخدات ايت ابراهيم درهون و التي تشكل بدورها الى جانب ايت يعزى و ايت موسى اوحدو قبيلة ايت حديدو الامازيغية الشهيرة ضمن اتحادية قبائل ايت يافلمان . 1932 هي سنة فارقة في تاريخ المنطقة و المغرب ..تاريخ ملحمة " تازيزاوت" التي لقنت خلالها المقاومة المغربية درسا لا ينسى للجيوش الفرنسية الغازية فيما سمته فرنسا تصميم التهدئة. خيث كانت المواجهة غير متكافئة بين القوات النظامية الفرنسية و الفيلق الاجنبي و الرمات الجزائريون و السينيغاليون و فرق الكوم اضافة الى امازيغ متعاونين مع الاستعمار من قبيلة زيان يقودهم القائد امهروق مدججين باحدث الاسلحة . وفي الجهة المقابلة عدد متواضع من المقاومين معظمهم من الامازيغ… وقبل هدا التاريخ و بعده كان تعامل معظم قبائل الاطلس مع الزواج يدخل ضمن النطاق الشفهي ( تقرفيت ),و تتم تزكية الطقوس الشفهية من طرف الفقيه اوشيوخ الزوايا .و استمر هدا التقليد مع توثيق معظم الاعراف عند ظهور المحاكم العرفية التي نظمها ظهير 16 ماي 1930 ( المعروف بالظهير البربري ) * ورغم النوايا الاستعمارية وراء الظهير و المحاكم العرفية الا انه استحسن من طرف بعض القبائل لاجرائيته و قربه حيث كانت الشكايات و النزاعات خصوصا الغير متضمنة للشهود تعرف الحل في اجل لا يتعدى يوم او يومين .والى حدود اليوم لازالت بعض القرى و القبائل النائية تعتبر الاشهاد العدلي الموثق لعلاقة الزواج مجرد ادن بالزواج فقط و ليس عقدا شرعيا لان للشرعية طقوسها الثقافية و الرمزية .ولها ايضا امكنة و فضاءات خاصة. ففي ساحة تتوسط دوار ايت اعمر حيث يتجمع ابناء القبيلة و كدا الزوار و ابناء القبائل المجاورة ,يقام طقس احتفالي على ايقاعات احيدوس وبحضور الشيوخ و النساء و الشباب و الشابات في عرس جماعي ..وفي ركن خاص تسطف فتيات في مقتبل العمر لا يتجاوزن السن الثامن عشر على الاكثر و يحملن على ظهورهن ما يرمز لاطفال رضع تبركا و استجلابا للخصوبة ... المنطقة ايضا معروفة بمضيافية سكانها رغم الفقر و العوز و التهميش التي تعانيه المنطقة و شبابها على الخصوص...اد بمجرد انتهاء الحفل الجماعي تعمد كل عائلة على استضافة قدر من الزوار لديها . وحسب افادة بعض شيوخ القبيلة فا لعرس الجماعي هو مناسبة لتسهيل زواج اكبر عدد ممكن من الشباب و الشابات بالقبيلة و باقل تكلفة و بعقلية تشاركية و بتنظيم تضامني ..و هي احتفالات و طقوس لو قدر لها ان تخظى بقليل من الدعم الاعلامي و الاهتمام من طرف المسؤولين الاقليميين لشكلت نقطة جدب سياحية على غرار موسم الخطوبة باميلشيل , ولاستطاعت ان تفك العزلة عن ساكنة المنطقة و لو لحين .. ما ترسخ في دهني هي مقولة لشيخ تسعيني حول الزواج العرفي التقليدي المبكر .و يدكر هدا الشيخ ان قائدا اسمه العماري بالمنطقة (1968/1973) .كان يمازح السكان في ما يشبه العتب حول تزويجهم للفتيات في سن مبكرة ,مشبها هدا الزواج بقطف ثمار شجرة قبل اوانها , و بالنتيجة فالمداق سيكون حتما مر. ...هي في الاول و الاخير مجرد انطباعات , يتشابك فيها قالب المكان بشموخ جباله و رجاله وهم يرسمون الامل من فوق القمم . و قالب الزمان بتقطعاته و قطائعه , بتقاليده و اعرافه ,وهم يقيمون الاعراس و الحفلات لتكسير قيد الزمن الاسود في القمم البيضاء. *"واسمه الاصلي الظهير المنظم لسير العدالة في المناطق دات الاعراف البربرية و التي لا توجد بها محاكم شرعية و نص على جعل العدالة في بعض المناطق الامازيغية تحت سلطة محاكم عرفية تستند الى اعراف و تقاليد امازيغية محلية .فيما تيقى المناطق السلطانية المخزنية تحت سلطة قضاء حكومة المخزن .