استفحال ظاهرة استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة بمراكش. محمد القنور . عدسة : محمد سماع . إستفحلت بشكل ملفت للنظر، ظاهرة استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة بمراكش من طرف أرباب السيارات، سواء في الشوارع الحضرية المكتظة بالمارة ومستعملي الطريق، أو على مستوى الطرق الوطنية المرتبطة بذات المدينة، لدرجة بات من النادر فيها أن ترى سائقا لا يستعمل الهاتف أثناء القيادة، مما صار يسبب في العديد من حوادث السير المؤلمة، التي تقطف أرواح الأبرياء، على حين غفلة منهم، وتؤدي بوضع عائلات بأكملها في أتون الكارثة. من جهتهم يؤكد علماء النفس، والخبراء المعنيين بالسلامة الطرقية ، أن سائقي السيارات الذين يعانون من التوتر هم أكثر عرضة لحوداث السير، وأن مستويات التوتر تزداد عند التحدث عبر الهاتف. وحرصا من بعض الجهات الخبيرة المغربية في مضمار إستعمال الطريق من طرف الوزارة الوصية، وبعض فعاليات المجتمع المدني على نشر الوعي بالسياقة الآمنة للتقليل من حوادث السير ننبه المغاربة إلى أن استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة من شأنه صرف الذهن وتشتيت التفكير، وعدم التركيز على قواعد السير الصحيحة الأمر الذي يؤدي الى وقوع العديد من الحوادث المؤسفة، خاصة إذا ما كانت هناك مكالمة مزعجة، أو تتطلب بعض التفكير، حتى إن بعض السائقين ودون أية إرادة يحاول أن يتناول القلم والورقة ويقوم بكتابة رقم هاتف أو بعض الملاحظات الواردة إليه عبر الهاتف، وكل ذلك يتم أثناء القيادة حيث يصحو السائق بعد وقوع الحادث المروري المؤسف في المستشفى ويروي لزواره قصة المحادثة الهاتفية الأخيرة عند وقوع حادث السير. من جهة أخرى، أشارت مصادر مطلعة من مصالح الوقائية المدنية بمراكش، ل "مراكش بريس" فإنه بات من المؤكد أن إستعمال الهواتف النقالة في السيارات يشكل خطورة محدقة سواء بأصحابها، أو بمستعملي الطريق من الراجلين والراكبين ، رغم مايعتقده البعض من فوائد عملية عديدة فيما يختص بالسلامة حيث يمكن استخدامها في طلب المساعدة في حالة حدوث عطل في السيارة، واستدعاء فريق الإنقاذ والإسعاف إلى مكان الحادث، والاستعلام عن الاتجاهات الصحيحة عندما يضل السائق الطريق، إبلاغ الآخرين بالأمور العاجلة كي لا يضطر السائق للاستعجال، والإبلاغ عن الحالات التي تهدد السلامة على الطريق. على صعيد آخر، كانت دراسات ميدانية ميدانية أولية بمراكش ، قد أوضحت أن سائقين السيارات المجهزة بهواتف نقالة هم أقل قلقاً وتوتراً أثناء السياقة لقناعتهم التامة بإمكانية الحصول على المساعدة عند الحاجة لها، ويسود الاعتقاد بأن انخفاض نسبة التوتر والقلق من السائق يساهم إلى حد كبر في التقليل من وقوع حوادث، لكن من المؤسف أنه على الرغم من الفوائد التواصلية التي يقدمها الهاتف النقال، إلا أنه يختزل أشكالا أخرى من المخاطر التي قد يتعرض لها السائق عند سوء استعماله للهاتف النقال. ويعتقد الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية للمخالفات المرورية وحوادث السيارات هو إنشغال السائق، الذي يحدث لعدة أسباب منها التوتر والموسيقى الصاخبة وإزعاجات الركاب المرافقين له، ومع ذلك يعتقد أن استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة، له الدور الأكبر في التسبب بحوادث التصادم مقارنة بغيره من الأسباب. في ذات السياق، اتضح للعديد من الأكاديميين والخبراء المغاربة وأطر وزارة النقل والتجهيز من متتبعي الظاهرة، أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف النقالة بصفة عامة لا يفقدون السيطرة على سيارتهم لمجرد أنهم يمسكون سماعة الهاتف أثناء السياقة، بل أن السبب الرئيسي لفقدان السيطرة على السيارة هو انصراف انتباههم عن متابعة حركة السير، وتأخر استجابتهم العصبية، مما يؤدي عادة إلى تأخر ملحوظ في زمن الاستجابة تجاه المواقف المرورية الحرجة والطارئة . كما يؤدي في بعض الحالات إلى عدم استجابة السائق كلياً ، كما لو كان السائق الذي يستخدم الهاتف النقال معزولا تماماً عن العالم من حوله. لذا توضح ذات المصادر السائقين بالسياقة المأمونة ذات أولوية قبل الرغبة بالكلام ، فلا تحاول استخدام الهاتف النقال إذا كان ذلك يؤثر على قدرتك على السياقة، وقبل إجراء أية مكالمة هاتفية، تأكد أولاً من حالة حركة المرور وركز بصرك على الطريق، وتعلم كيفية استخدام الهاتف بطريقة مأمونة وبمهارة قبل أن تحاول استخدامه على الطريق، وعند إجراء مكاملة تليفونية يجب التوقف أولاً على الجانب الأيمن للطريق وإيقاف المحرك تماماً، و استخدم خاصية ذاكرة الاتصال الآلي لاختصار زمن الاتصال، والتحكم في زمن المكالمات الضرورية ومحاولة اختصارها، وتجنب النقاش والمشادات الكلامية عند استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، لأن الانفعالات سواء كانت إيجابية أم سلبية تؤثر عكسياً على قدرتك على التركيز، وكن منتبهاً لمثل هذه الأمور إن حدثت قم بإنهاء المكالمة فوراُ أو توقف بالسيارة في مأمن خارج الطريق. من جهة أخرى، باتت العديد من الجمعيات المشتغلة على السلامة الطرقية، تنصح عند شراء هاتف للسيارة، بإختيار الهاتف المزود بمكبر صوت أو بسماعة بحيث يمكن للسائق الاستماع والتحدث دون رفع الجهاز بيده، واستخدام وحدة تثبيت التليفون المحمول بالسيارة مع استخدام وصلة السماعة أثناء أجراء المكالمات. احذر وضع أي سائل قابل للإشتعال أو للانفجار داخل السيارة حتى لا تتعرض لخطر الحريق أثناء تشغيل المحمول كما أن الالتزام باحتياطات الأمان السابقة تتيح الاستفادة من مزايا وفوائد الهاتف النقال مع الابتعاد عن مكامن الخطورة الناجمة عن استعماله سواء كان يعود على مستخدم الهاتف النقال نفسه أو على من يشاركونه استعمال الطريق من الآخرين.