اتساع رقعة انتشار الهواتف الذكية في أوساط السائقين يزيد من تشتيت انتباههم، فإدمان الرسائل الفورية في عهد الشبكات الاجتماعية شر لا تخفى عواقبه. قد تكون ظاهرة حوادث السير بسبب الرسائل الفورية غير معروفة في صفوف المغاربة، بينما تحشدُ لها الدول المتقدمة الكثير من البرامج التوعوية وتسنُّ لها القوانين الزجرية. غير أن انخفاض أثمنة الهواتف الذكية بالمغرب وانتشارها بشكل أكبر مع مرور الوقت، قد يصنع واقعا مشابها يستحق التنبيه والتوعية قبل استفحال الظاهرة. وفي غياب احصائيات وأبحاث بخصوص الموضوع في المغرب، فلا بأس من تسليط الضوء على بعض الأبحاث الأمريكية التي تكشف عن فداحة الأضرار التي تلحقها هذه الرسائل بحياة السائق ومن حوله. في دراسة ميدانية لسلوك السائقين الفعليين أجراها معهد فيرجينيا تك، وجد الباحثون أن خطر الاصطدام يزيد ب 2. 23 مرة عند استخدام الرسائل القصيرة إرسالا أو استقبالا، وأضافت الدراسة أن استخدام الرسائل القصيرة عند قيادة السيارات أو الشاحنات ينتج عنه تحول نظر السائقين عن الشارع أو الطريق إلى الهاتف لمدة أطول من أولئك الذين يستخدمون الهاتف النقال للحديث. وخلصت الدراسات والأبحاث إلى توصيف مدمني هذا النوع من الرسائل أثناء السياقة ب«السكارى الجدد». وشبه الباحثون الوقت الذي يبقى فيه نظر السائق بعيدا عن الطريق بمسافة ملعب كرة القدم الأميركية تقطع بسرعة مئة كليومتر في الساعة دون النظر إلى الطريق. وهو ما جعل الباحثين يؤكدون على ضرورة حظر استخدامها أثناء السياقة. ويذكر أن ثماني عشرة ولاية وواشنطن العاصمة لديها تشريعات أو قوانين تحظر إرسال أواستقبال رسائل قصيرة أثناء القيادة، وست ولايات وواشنطن أيضا تحرم على السائقين الحديث في الهاتف النقال وهم يمسكون بالهاتف أثناء القيادة، و21 ولاية والعاصمة واشنطن تمنع السائقين الجدد من أي استخدام للهاتف النقال. وتبقى التوعية مسؤولية على عاتقنا لتحصين المجتمع المغربي من سلبيات التحولات الجديدة التي يعيشها، والعمل على وضع قوانين جديدة تستبق الكوارث قبل حدوثها.