ظاهرة استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة بالمغرب لا تخفى على أحد، وأصبح من النادر أن ترى سائقا لا يستعمل الهاتف أثناء القيادة، مما تسبب في العديد من حوادث السير المؤلمة. ويؤكد علماء النفس أن سائقي السيارات الذين يعانون من التوتر هم أكثر عرضة لحوداث السير، وأن مستويات التوتر تزداد عند التحدث عبر الهاتف. وحرصا من سينيا سعادة (www.cniasaada.ma) على نشر الوعي بالسياقة الآمنة للتقليل من حوادث السير ننبه المغاربة إلى أن استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة من شأنه صرف الذهن وتشتيت التفكير، وعدم التركيز على قواعد السير الصحيحة الأمر الذي يؤدي الى وقوع العديد من الحوادث المؤسفة، خاصة إذا ما كانت هناك مكالمة مزعجة، أو تتطلب بعض التفكير، حتى إن بعض السائقين ودون أية إرادة يحاول أن يتناول القلم والورقة ويقوم بكتابة رقم هاتف أو بعض الملاحظات الواردة إليه عبر الهاتف، وكل ذلك يتم أثناء القيادة حيث يصحو السائق بعد وقوع الحادث المروري المؤسف في المستشفى ويروي لزواره قصة المحادثة الهاتفية الأخيرة عند وقوع حادث السير. ومن المؤكد أن للهواتف النقالة في السيارات فوائد عملية عديدة فيما يختص بالسلامة حيث يمكن استخدامها في : * طلب المساعدة في حالة حدوث عطل في السيارة. * استدعاء فريق الإنقاذ والإسعاف إلى مكان الحادث. * الاستعلام عن الاتجاهات الصحيحة عندما يضل السائق الطريق. * إبلاغ الآخرين بالأمور العاجلة كي لا يضطر السائق للاستعجال. * الإبلاغ عن الحالات التي تهدد السلامة على الطريق. كما أوضحت الدراسات أن سائقين السيارات المجهزة بهواتف نقالة هم أقل قلقاً وتوتراً أثناء السياقة لقناعتهم التامة بإمكانية الحصول على المساعدة عند الحاجة لها، ويسود الاعتقاد بأن انخفاض نسبة التوتر والقلق من السائق يساهم إلى حد كبر في التقليل من وقوع حوادث. لكن من المؤسف أنه على الرغم من الفوائد العظمية التي يقدمها الهاتف النقال، إلا أنه هناك أيضا أشكال أخرى من المخاطر التي قد يتعرض لها السائق عند سوء استعماله للهاتف النقال. ويعتقد الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية للمخالفات المرورية وحوادث السيارات هو إنشغال السائق، الذي يحدث لعدة أسباب منها التوتر والموسيقى الصاخبة وإزعاجات الركاب المرافقين له،ومع ذلك يعتقد أن استخدام الهاتف النقال أثناء السياقه له الدور الأكبر في التسبب بحوادث التصادم مقارنة بغيره من الأسباب. لقد اتضح لسينيا سعادة أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف النقالة بصفة عامة لا يفقدون السيطرة على سيارتهم لمجرد أنهم يمسكون سماعة الهاتف أثناء السياقة، بل أن السبب الرئيسي لفقدان السيطرة على السيارة هو انصراف انتباههم عن متابعة حركة السير، وتأخر استجابتهم العصبية، مما يؤدي عادة إلى تأخر ملحوظ في زمن الاستجابة تجاه المواقف المرورية الحرجة والطارئة . كما يؤدي في بعض الحالات إلى عدم استجابة السائق كلياً ، كما لو كان السائق الذي يستخدم الهاتف النقال معزولا تماماً عن العالم من حوله. لذا تنصح سينيا سعادة السائقين بالآتي : * السياقة المأمونة ذات أولوية قبل الرغبة بالكلام ، فلا تحاول استخدام هاتفك النقال إذا كان ذلك يؤثر على قدرتك على السياقة. * قبل إجراء أية مكالمة هاتفية، تأكد أولاً من حالة حركة المرور وركز بصرك على الطريق. * تعلم كيفية استخدام الهاتف بطريقة مأمونة وبمهارة قبل أن تحاول استخدامه على الطريق. * عند إجراء مكاملة تليفونية يجب التوقف أولاً على الجانب الأيمن للطريق وإيقاف المحرك تماماً، و استخدم خاصية ذاكرة الاتصال الآلي لاختصار زمن الاتصال. * تحكم في زمن المكالمة وحاول اختصارها، وتجنب النقاش والمشادات الكلامية عند استخدامك الهاتف النقال أثناء القيادة، لأن الانفعالات سواء كانت إيجابية أم سلبية تؤثر عكسياً على قدرتك على التركيز، وكن منتبهاً لمثل هذه الأمور إن حدثت قم بإنهاء المكالمة فوراُ أو توقف بالسيارة في مأمن خارج الطريق. * عند شراء هاتف للسيارة، اختر الهاتف المزود بمكبر صوت أو بسماعة بحيث يمكنك الاستماع والتحدث دون رفع الجهاز بيدك، واستخدام وحدة تثبيت التليفون المحمول بالسيارة مع استخدام وصلة السماعة أثناء أجراء المكالمات. * احذر وضع أي سائل قابل للإشتعال أو للانفجار داخل السيارة حتى لا تتعرض لخطر الحريق أثناء تشغيل المحمول. إن الالتزام باحتياطات الأمان السابقة تتيح الاستفادة من مزايا وفوائد الهاتف النقال مع الابتعاد عن مكامن الخطورة الناجمة عن استعماله سواء أكان ذلك يعود على المستخدم نفسه أو على من يشاركونه استعمال الطريق من الآخرين.