اتهام المرأة بسوء القيادة وتسببها في وقوع حوادث السير أصبح أمرا مألوفا ويمكن ملامسته كل يوم، ويكفي أن يركب أي واحد منا سيارة الأجرة ليسمع تعاليق وعبارات مليئة بالتهكم والانتقاد وحتى السب والشتم أحيانا. وهنا نتوقف لنتساءل عن سبب اتهام الرجال للنساء بسوء القيادة؟ وما هي نسبة صحتها؟ وهل طريقة المرأة في سياقة سيارتها تشكل بالفعل سببا من أسباب حوادث السير؟ وما هو رأي المركز الوطني للوقاية من حوادث السير؟ سي محمد عبد العزيز «23 سنة» : لا تستطيع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب أظن أن السبب الذي يجعل المرأة غير مؤهلة للسياقة، هو ضعف شخصيتها ، وبالتالي فهي لا تستطيع أن تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ولذلك تأتي قراراتها دائما خاطئة أو متأخرة. أعتقد أن سياقة المرأة رديئة، رغم أنها تأخذ رخصة القيادة من نفس المدرسة التي يحصل منها الرجال على رخصهم، إلا أنها تبقى غير جديرة بأن تقود بدون مراقبة، لأنها تصادف مواقف أثناء قيادتها لم تتعلمها في مدرسة تعليم السياقة، وعندها تصبح مترددة أكثر، خاصة أن هناك فرقا بين النظري والتطبيقي. رشيد الكيفاوي «23 سنة» : نقص تجربة المرأة يجعلها مترددة في كثير من الأحيان أعتقد أن المرأة لا تستطيع القيادة على أكمل وجه بسبب نقص التجربة، فهي لا تستعمل سيارتها كثيرا ولجميع الأغراض، بل تستخدمها فقط عند قضاء الضروريات، أما الرجل فيخرج من البيت عدة مرات، ويبقى خارجه حتى وقت متأخر من الليل، وهذا يمكنه من اكتساب خبرة أكبر في السياقة، وبالتالي يصبح أكثر مهارة من المرأة. إن نقص التجربة والخبرة عند المرأة من العوائق التي تجعلها مترددة في كثير من الأحيان، وغير قادرة على التفكير في قرارات صحيحة أثناء القيادة. وهبي زهير «35 سنة» : خوف المرأة سبب عدم إتقانها للقيادة أعتقد أن السبب الرئيسي الذي يجعل المرأة غير قادرة على إتقان القيادة هو الخوف لأنه من طباع المرأة، تماما كالعصبية. فهي لا تضبط نفسها عند شعورها بالخوف، وبالتالي ترتكب بعض الأخطاء التي قد تتسبب في حوادث مميتة. الرجل بطبيعته لا يخاف، وهو في بعض الأحيان يغامر ويجازف ولا يأبه للمخاطر التي قد تواجهه عند السياقة. لكن المرأة عكس ذلك، تنتبه أكثر من اللازم، ولا تقدر على المغامرة، وهذا يتسبب في عرقلة سير العديد من الرجال، ويجعل الطريق تضيق على أصحابها. زروال محمد «متقاعد» : المرأة أكثر من يحترم قوانين السير المرأة تسوق بشكل جيد، وهي أكثر من يحترم قوانين السير بين مستعملي الطريق. لكن مشكلتها تكمن في تحيز الذكور، حيث يعبث السائقون الرجال بإحساسها بالمسؤولية وبسياقتها البطيئة المتأنية، فيزعجونها بطريقة مباشرة، ويتجاوزونها عند القيادة، أو يغيظونها بألفاظ نابية، أو يسخرون منها، وهذا يجعلها عرضة لتوتر نفسي، ويجعلها أقل ثقة في نفسها. ونحن نرى مشاركة المرأة في سباقات دولية، وكيف تبرهن فيها عن جدارتها في القيادة وحتى في أصعب الظروف. نمير محمد «23 سنة» : طريقة قيادة النساء لسياراتهن غير مريحة النساء مثل الرجال، منهن من تتقن السياقة، ومنهن من يسقن بطريقة رديئة. ولكنني ألاحظ أن طريقة قيادة النساء لسياراتهن غير مريحة، وقد تتسبب في إرهاقهن، وبالتالي في ارتكاب بعض التجاوزات أثناء القيادة. فبعض النساء يجلسن مثلا ملتصقات بعجلة القيادة، وبعضهن يجلسن قريبات جدا من المرآة الجانبية حيث تتعذر عليهن الرؤية الواضحة، وأخريات يكن جد مجهدات لشدة توترهن أثناء القيادة. وهذا ما يفسح المجال للرجل لاتهام النساء بأنهن عديمات الخبرة ولا يتمتعن بالكفاءة مثل الرجال. أشرف صفوان : شرود ذهن المرأة سبب من أسباب حوادث السير المرأة بطبيعتها لا تتوقف عن التفكير، فهي تفكر في مشاكلها الشخصية وفي أطفالها وزوجها وفي الأكل حتى أثناء القيادة، مما يجعلها دائما شاردة الذهن، ويخفض مستوى تركيزها، وهذا يشكل خطرا عليها وعلى السائقين أثناء السياقة، لأنها تحتاج لتركيز شديد وقدرة على اتخاذ القرار الصائب بسرعة وحكمة. وبالتالي فهي تتسبب في وقوع الكثير من حوادث السير، أو تكون دائما سببا من بين أسباب حوادث المرور. أما الرجل فهو معروف بتركيزه على شيء واحد فقط، مما يجعله بارعا في السياقة أكثر من المرأة. رأي الخبير : اتهام المرأة بسوء السياقة مجانب للحقيقة مجمل التصريحات المرتبطة بسوء قيادة المرأة، والتي تتهمها دائما بأنها سبب حوادث السير، مجانبة للصواب ولا تعتمد على أي مسوغ علمي يثبت هذه الادعاءات والاتهامات الخاطئة. وفي هذا السياق، يمكن تفنيد جميع هذه الاتهامات لأنها غير صحيحة، وذلك استنادا إلى مجموعة من المعطيات الإحصائية العلمية التالية: إن معدل تورط المرأة في وقوع حوادث السير لا يتعدى نسبة %7 حيث تشير المعطيات الإحصائية برسم سنة 2007 إلى تسجيل 14 قتيلة من أصل 524 قتيلا من فئة السائقين، أي بنسبة 2,67 % و69 مصابة بجروح بليغة من أصل 1802 أي بنسبة 3,69 % و 946 من أصل 12.641 من مجموع السائقين ضحايا حوادث السير بمعدل 6,96 % وبخصوص رخصة القيادة تتساوى معدلات النجاح المتعلقة بالحصول على رخصة السياقة بين فئتي الرجال والنساء حيث تبلغ 63,87 % لدى النساء مقابل 66,04% لدى الرجال، علما أن نسبة النساء التي تتقدم لاجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة لا تتجاوز 13,52 % من مجموع المرشحين.