ولجت المرأة ميدان العمل وساهمت ولازالت تساهم بعملها في التنمية إلى جانب الرجل، لكن هذه المساهمة جعلتها تتعرض لبعض حوادث السير، الشيء الذي حدا بي إلى نشر هذه المقالة حول المرأة وحوادث السير، وذلك لأبين للقارئ الكريم مدى مساهمة المرأة في ارتكاب الحوادث في المغرب بصفة خاصة، مع الإشارة لبعض الدول الأخرى. إن المرأة المغربية دخلت ميدان الشغل كغيرها من النساء في كثير من الدول، ولجت ميادين كانت حكرا على الرجل كالقضاء والشرطة وغيرها من الميادين، وبما أن ظروف العمل حتمت عليها التنقل اليومي لمقر عملها، فإنها وجدت نفسها مضطرة للحصول على شهادة السياقة إذا ما توفرت لها الإمكانيات المادية لامتلاك سيارة خاصة، ومن النساء من نافس الرجال في امتهان مهنة السياقة فصارت تقود سيارات الأجرة والحافلات الحضرية، وقائدة للطائرات والقطارات وربانا للسفن التجارية وغيرها، وبما أنها ولجت هذه الميادين فإنها بطبيعة الحال ستتحمل عواقبها ويأتي على رأس هذه العواقب حوادث السير، التي يتعرض لها السائقون وما أكثرها، ففي إحصائيات لحوادث السير صادرة عن وزارة التجهيز والنقل (1) لسنة 2003 نلاحظ ما يلي: سائقات الدراجات العادية 6 وفيات من جملة 237 وفاة أما الجروح الخفيفة فتتحمل نسبة النساء 131 ضحية من مجموع 3840 وبالنسبة للجروح البليغة 17 حالة من 855 حالة. سائقات الدراجات النارية: وفاة امرأتين من 432 وفاة أما الجروح الخفيفة فتمثل النساء منها 19 من 10519 ضحية أما الجروح البليغة فتمثل 26 حالة من 1500 حالة. أما قيادة السيارات: وهي الأهم فعدد الضحايا من السائقات بلغ 18 وفاة من جملة 596 ضحية. ونفس الإحصاء يوضح أن عدد النساء اللواتي أصبن بجروح خفيفة بلغ في مجمله 817 جريحة من 11578 جريحا. والجروح البليغة بلغت 112 من النساء من مجموع 2552 ضحية. وبصفة عامة فمجموع الضحايا جرحى وقتلى من النساء 967 امرأة من مجموع 14726. إن هذه الأرقام التي أوردناها ماهي إلا عينة من الحوادث التي تورطت فيها المرأة بصفتها سائقة، دون ذكر الحوادث التي تعرضت لها أو تسببت فيها بطريقة أخرى كراكبة أو عابرة للطريق نتيجة خروجها للعمل، ومضاهاة الرجل في كثير من المجالات في الوظيفة العمومية أو القطاع الخاص، وهذا ما جعل بعض الجهات تمنع المرأة من السياقة وتدافع عن وجهة نظرها وقناعتها الراسخة، كما هو الشأن في إحدى القرى الأمريكية التي أنشئت سنة 1954 واعتمدتها (2) الحكومة الأمريكية بعد سبع سنوات من إنشائها وهي تقع على بعد خطوات من نيويورك وسكانها يحملون الجنسية الأمريكية، هم من جماعة «الحريديم» يهود أرتوذكس، يحرمون على المرأة قيادة السيارة أو ملامسة مقودها، كما يحرم عليها الجلوس بجانب السائق حتى ولو كانت زوجا أو أبناء أو والدا. فأين هذا الموقف مما تتبناه بعض الدول العربية التي لازالت لم تسمح للمرأة بعد بحيازة رخصة القيادة، إلا أنه من حقها أن تركب إلى جانب زوجها أو ابنها أو والدها، باستثناء السائق الخاص الأجنبي، وفي هذه الحالة فإنها تتبوأ المقاعد الخلفية بصفتها صاحبة عزة وكرامة ليس من حقها أن تتنازل عنها، وقد تناولت هذا الموضوع كثير من الجهات المهتمة فمنهم من دافع عن حق المرأة في قيادة السيارة ومنهم من برر موقفه بمنعها بحجة أنه لا ينبغي لها أن تعرض نفسها للأوساخ ورائحة البنزين والزيوت التي من اختصاص السائقين المحترفين. وبصفة مختصرة فإن المرأة في المغرب حصلت على بعض حقوقها وذلك بفضل نضالها، فصارت تتبوأ مقعدها في البرلمان إلى جانب الرجل وذلك بنسبة حددها القانون، كما تقلدت مناصب سياسية هامة كالوزارة، ففي الحكومة الحالية نجد أن المرأة تحتل سبعة 7 مقاعد وزارية، وتتطلع إلى المزيد. وبرجوعنا إلى حوادث السير فإن المرأة أدت ضريبة غالية دفعتها من راحتها وسلامتها كما تعرضت لحوادث أودت بحياتها في بعض الأحيان أو أصابتها بجروح خفيفة أو بليغة أو أصيبت بعاهات مستديمة أو مستعصية الشفاء، فلكل شيء ثمنه، ضريبة الحقوق التي حصلت عليها المرأة في المغرب بخروجها للعمل وعلى رأسها الحوادث التي تعرضت لها، والتي أشرنا إلى بعض الأرقام التي تلخصها كما هي واردة عن إحصاء رسمي لوزارة التجهيز والنقل لسنة 2003، ولا يسعنا في الأخير إلا أن نشيد بنضال المرأة المغربية ا ونتمنى لها مزيدا من التقدم والارتقاء. هوامش: 1) وزارة التجهيز والنقل مصنف إحصائيات حوادث السير لسنة 2003 2) www. saaid. net أمريكا تمنع رخص السياقة على النساء