افتتح حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أشغال الندوة الوطنية حول العنف ضد المرأة التي نظمتها منظمة المرأة الشغيلة بفضاء المركب الثقافي الحرية بفاس، بمناسبة الذكرى 50 لتأسيس المركزية النقابية ، واليوم العالمي للمرأة بكلمة توجيهية حلل خلالها العلاقة التكاملية بين المرأة والرجل انطلاقا من المرجعية الدينية والتاريخية والاجتماعية للمغاربة. في اتجاه يراعي ويحافظ على حقوق المرأة معتبرا أن العنف الممارس ضد المرأة في الدول التي تعتبر نفسها متقدمة هو أكبر بكثير مما هو موجود في المجتمع المغربي. فالمرأة في بلدنا كانت دائما في علاقة تفاعلية إيجابية مع الرجل، وذلك اقتداء بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم اللواتي كن فاعلات في مجتمع النبوة ومساهمات في الذود عن راية الإسلام ونشر تعاليمه. واستعرض نماذج نسائية كالمرحومة مليكة الفاسي التي وقعت على وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944، وفاطمة الفهرية التي أسست جامع القرويين ، أول جامعة في العالم. ووهبت أختها مريم ثروتها كذلك لبناء جامع الأندلس. مما جعل مدينة فاس مركز إشعاع ديني وثقافي وسياسي مستمر على مدى 1150 سنة. مما مكن المرأة في فاس والمغرب من لعب أدوار تاريخية حاسمة، ولازالت مساهماتها ذات تأثير كبير في واقعنا الحالي. ودعا الى عدم توظيف شعارات ليست من ديننا وأصالتنا مضيفا أن تطور سياقات سوسيو - اقتصادية وثقافية معينة جعلت المرأة المغربية حاضرة إلى جانب الرجل في كل الميادين، في أسلاك السلطة المحلية، والأمن الوطني ودواليب الحكومة والملاحة ، إضافة إلى تواجدها داخل البرلمان وفي المجالس الجماعية. كما أن المرأة تحتل 55 في المائة من المناصب في الوظيفة العمومية. وبذلك تساهم النساء بدور فاعل ومنتج في الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والقرار السياسي. فبهذا المنظور الإيجابي، دعا السيد حميد شباط، في نهاية مداخلته ، الحاضرات والحاضرين، الى شرح العلاقة التكاملية بين المرأة والرجل، فبالرغم من الإكراهات، لازالت العلاقات الأسرية في المغرب متماسكة، مما يثير استحسان بعض الوفود الأجنبية التي تزور فاس وتحتك ببعض بيوتاتها العريقة أو أسرها الشعبية. وعموما، يستنتج الكاتب العام، أنه لا يمكن أن نؤسس لحاضر أو مستقبل يعمه الاستقرار الاجتماعي، من دون الحضور الفاعل والوازن للمرأة. وانسجاما مع هذه الخلاصة ذكّر السيد حميد شباط الحاضرين، بالحضور القوي للمرأة داخل أجهزة القرار النقابي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فمن بين 4 كتاب وطنيين للمناطق والجهات، تساهم امرأتان في الأداء النقابي بما يتطلبه هذا النوع من العمل من متابعات ميدانية دائمة وتضحيات شخصية وعائلية، من أجل تعزيز مكتسبات الحركة النقابية النسائية الجادة والوطنية. تجدر الإشارة إلى أن الندوة كانت من تنظيم الأستاذة لطيفة الأعكل، الكاتبة الوطنية لمنظمة المرأة الشغيلة، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبمشاركة محمد العلوي تتنا الكاتب الجهوي للاتحاد العام للشغالين بفاس والكاتب الوطني لاتحاد القطاعات الخاصة، والسيدات كلير لامورون ممثلة الكونفدرالية النقابية المسيحية البلجيكية، وأمينة مكدود أستاذة جامعية وفاعلة جمعوية، وزهور الحوتي أستاذة جامعية وفاعلة جمعوية، وفاتن أواب ممثلة وزارة التشغيل، وخديجة الزاكي أستاذة ورئيسة المنتدى النسائي بفاس، ونجية أديب رئيس جمعية «ما تقيش أولادي». وقد حضر أعمال الندوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وأعضاء الفريق الاستقلالي بالبرلمان ومفتشو حزب الاستقلال بفاس، ونواب العمدة، ورؤساء ورئيسات اللجن بالمجلس الجماعي، ومسؤولات الأقاليم في منظمة المرأة الشغيلة ومن بينهن ممثلات أقاليمنا الجنوبية.