تخليدا لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف وتحت شعار"جميعا من أجل كتاب تربوي وثقافي متميز" نظمت الرابطة الجهوية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ يوم 27 أبريل 2013 بدعم من المجلس الجماعي مراكش تظاهرة ثقافية احتفالية بمقر دار الثقافة بحي الدوديات،استهلت الفترة الصباحية منها بكلمة للمنظمين وكلمة لممثل نيابة وزارة التربية الوطنية الذين أجمعوا على أهمية هّذا اليوم، وأهمية موضوع الكتاب المدرسي والذي يعتبر من الوسائل الديداكتيكية،والمنتوج الرئيسي لصناعة الكتب بالمغرب بما يتضمنه من قيم ومعايير تستقي دلالاتها من مناهل ثقافية وعلمية،كما أبرزوا التحول الذي يعرفه الكتاب المدرسي على مستوى تجارب مجموعة من الأمم التي انتقلت من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني يستدعي طرح سؤال ما إذا كان المغرب مؤهل هو الآخر لاستقطاب هذا النوع من الكتب التي ستفرض مستقبلا،بعدها قام الحاضرون بافتتاح معرض الكتاب،ومعرض للمسكوكات النقدية من تقديم الأستاذ عبد اللطيف السندوبي،ورواق فني للفنان المتميز محمد بنبراهيم. وقد جاءت ندوة الفترة المسائية من هذا الاحتفال تحت عنوان "الكتاب المدرسي بين الحصيلة المعرفية وانتظارات الأسرة " لتطرح إشكالية إنجاز دراسة حول الكتاب المدرسي،الذي قالت وزارة التربية الوطنية أنها عملت على إشراك فئات عريضة من الفاعلين،في حين أن أولياء التلاميذ يرون أن تحصيل أبنائهم باعتماد الكتاب المدرسي الحالي لا يستجيب لانتظاراتهم حيث سجلوا اختلاف اعتماد المقررات بين المدارس المتجاورة أحيانا،لذا يتساءلون عن مصير تكوين أبنائهم في زمن يتراجع دور الكتاب أمام وسائل التكنولوجية الحديثة،من هنا جاءت فكرة هذه الندوة كفرصة لتأسيس ثقافة مشاركة أولياء التلاميذ في معرفة حيثيات وسائل تعلم أبنائهم،وفي نفس السياق جاءت هذه الندوة لتعزيز مشاركة أمهات وآباء وأولياء التلاميذ في هذا النقاش بعدما تم إبعادهم من المشاورات التي روجت لها المصالح الرسمية في إصلاح المنظومة التربوية من دون أن تجد لها امتدادا يذكر على أرض الواقع،خصوصا إذا علمنا أن جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ أصبحت تضم كفاءات ذات خبرات علمية ومهنية مهمة يمكن أن تساهم بشكل نوعي في إنتاج الكتاب المدرسي،الذي يضمن التوازن المعرفي والاستقرار الثقافي للتلاميذ. وقد كان افتتاح الندوة بعرض مداخلات كل من الأساتذة الدكتور عبد الجليل أميم تحت عنوان "الكتاب المدرسي بين الأسرة ووزارة التربية الوطنية" والدكتور رشيد برقان قراءة في كتاب " المناهج التربوية بالمدرسة المغربية زمن الحماية" والدكتور المصطفى عيشان تحت عنوان " الماء بالكتاب المدرسي المغربي أي حصيلة معرفية"،ثم الأستاذ عبد اللطيف الرجراجي "تحت عنوان " الكتاب المدرسي ورهان الجودة "،وفتح الباب بعدها للنقاش ومداخلات أخرى التي تقدم بها عدد من الفاعلين التربويين والمتدخليين في الشأن التعليمي بالجهة وأساتذة جامعيين وطلبة باحثين،واختتمت الندوة بملأ الحاضرين لاستمارة عبارة عن توصيات والذي بلغ عددها53 توصية. وقد اجتمعت لجنة الفرز والصياغة مكونة من الأساتذة الدكتور عبد الجليل أميم والدكتور المصطفى عيشان والدكتور رشيد برقان والأستاذ حسن قاسمي والأستاذ عبد الصادق ثمار،وذلك يوم الاثنين 29 أبريل 2013 من أجل الاطلاع وفرز وصياغة أهم نقط التوصيات الواردة من الندوة،وبعد إجراء مناقشة طويلة ومعمقة بين الأساتذة، اتفقت اللجنة على التوصيات التالية: * التوصيات الموجهة لوزارة التربية الوطنية: 1- تكوين لجن للتنسيق مع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ومختلف الفاعلين. 2- تمكينها من حق مراقبة مضامين الكتب المدرسية، ورفع ملاحظاتها للوزارة الوصية. 3- قبل إقرار أي كتاب على الوزارة الوصي أن تلتزم بإرسال نسخ للاتحادات قصد الاطلاع عليها وتقديم ملاحظاتها بالموازاة مع فترة التجريب التي يخضع لها أي كتاب مدرسي قبل تعميمه. 4- على الوزارة أن تحرص على المحتويات وصحة عرضها. 5- مراعاة خصوصيات الجهات الثقافية وإمكانياتها المادية في إخراج الكتاب المدرسي. 6- إحداث لجنة متخصصة في دراسة سبل إعتماد الكتاب المدرسي الرقمي. 7- إقرار الكتب المدرسية على ضوء نتائج استقصاء الرأي حول الجودة. 8- اعتماد الكتب المدرسية تدمج بين بعدي الانفتاح على العالم ومعارفه،والتعرف على الإمكانيات الذاتية للمحيط. 9- التخفيف من عبء اقتناء المقررات الدراسية خصوصا بالنسبة للأسر الفقيرة والمعوزة. 10- مراجعة جودة الكتاب المدرسي من حيث العرض والتقديم. * التوصيات الموجهة إلى المجالس الجماعية: 1- دعم الجمعيات على صعيد الجهة،المهتمة بقضايا التعليم. 2- خلق فضاءات للقراءة بالمدارس. 3- تنظيم ندوات وأوراش تهم القراءة. 4- مواكبة الأنشطة المدرسية بصفة عامة وما يتعلق بالكتاب على وجه الخصوص. 5- خلق خلية في المجلس الجماعي، تهتم بقضايا الكتاب المدرسي تأليفا ومضمونا وشكلا. 6- الاهتمام بمشاريع اتحادات جمعيات الآباء. 7- تفعيل مضمون البند 15 من ميثاق التربية والتكوين. 8- خلق مسابقات ثقافية لفائدة التلاميذ تتمحور حول القراءة. 9- تبني برامج الدعم والتقوية لفائدة المعوزين من التلاميذ. 10- تجهيز المكتبات المدرسية. 11- تخصيص أغلفة مالية قارة سنويا لاقتناء كتب مدرسية لفائدة الأسر المعوزة.