فاطمة “جميلة” گاسم . سليمان القانوني ….. التاريخ الذي لم يستعرضه مسلسل حريم السلطان . فاطمة “جميلة” گاسم . تولى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في 9 شوال 926ه – 22 سبتمبر 1520م، وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، وكان يستهل خطاباته بالآية الكريمة “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”، والأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة. في الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سن السلطان الذي كان في السادسة والعشرين من عمره فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القوية التي لا تلين، فقضى على تمرد “جان بردي الغزالي” في الشام، و”أحمد باشا” في مصر، و”قلندر جلبي” في منطقتي قونيه ومرعش الذي كان شيعيًا جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة. الحلف مع فرنسا.. كان العداء متبادلا بين ملك فرنسا فرنسوا الأول وشارل الخامس أو شارلكان ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة فكان شارل الخامس بموجب ذلك يحكم أجزاءا شاسعة من أوروبا بما فيها ألمانيا وهولاندا والنمسا والمجر وغيرها، ولأن الملك الفرنسي لم يكن يملك القوة الكافية لمنازلة غريمه ومنازعته على لقب الإمبراطور، حاول التقرب من الدولة العثمانية. وحدث أن ذهب وفد فرنسي إلى سليمان القانوني يطلب منه مهاجمة بلاد المجر في سبيل تشتيت جيوش شارلكان وإضعافها، واكتفى السلطان بكتاب من طرفه يعد فيه بالمساعدة وكان يريد الاستفادة من هذه الفرصة من أجل تسديد ضرباته لمملكة النمسا وتشديد الخناق على دول أوروبا، ومما يجدر الإشارة إليه أن استعانة فرنسا بما لها من قوة وثقل كاثوليكي مسيحي في أوروبا آنذاك بالدولة العثمانية المسلمة يعطي المطلع فكرة عما وصل إليه العثمانيون من قوة وصيت وعالمية في ذلك الزمان. لقد أثمر هذا الحلف بين الدولتين في إضعاف ممالك شارل الخامس والجمهوريات الإيطالية ، فعلى الرغم أن الفرنسيين لم يستطيعوا الانتصار على الإسبان في الغرب إلا أن شارلكان خسر أراض عديدة من أوروبا الشرقية، كما قامت القوات البحرية العثمانية-الفرنسية بقيادة خير الدين بربروس باستعادة مدينة نيس وجزيرة كورسيكا لصالح الفرنسيين كما انتصرت الأساطيل العثمانية على البحرية الإسبانية والإيطالية في مواقع عديدة. أراد الحلف الفرنسي العثماني غزو إيطاليا بسبب ثراء المدن الإيطالية وازدهار ثقافاتها بالإضافة إلى وجود مقر البابا قائد المسيحية في روما، وبالفعل توجه سليمان الأول بمئة ألف جندي لمهاجمة إيطاليا من الشرق، وهبط خير الدين بربروس من جهة الجنوب في ميناء أوترانة الإيطالي[15][16]، كما تقدم الفرنسيون من جهة الغرب الإيطالي، وكان الهدف من هذا هو هجوم واحد وكبير من ثلاثة جهات، إلا أن توجس الملك الفرنسي من أن يتهم بالردة عن المسيحية من قبل العامة ورجال الدين (لتعاونه عسكريا مع دولة مسلمة) جعله يعلق عملياته العسكرية ويكتفي بمهادنة شارلكان، ولو أن الحملة العسكرية المشتركة تمت كما خطط لها لغدت إيطاليا بكاملها ولاية عثمانية. معارك وفتوحات تعددت ميادين القتال التي تحركت فيها الدولة العثمانية لبسط نفوذها في عهد سليمان فشملت أوروبا وآسيا وأفريقيا، فاستولى على بلجراد سنة 927ه – 1521م وجزيرة رودس سنة 929ه، وحاصر فيينا سنة 935ه – 1529م لكنه لم يفلح في فتحها، وأعاد الكَرّة مرة أخرى ولم يكن نصيب تلك المحاولة بأفضل من الأولى. ضم إلى دولته أجزاء من المجر بما فيها عاصمتها بودابست، وجعلها ولاية عثمانية. وفي إفريقيا، فتحت ليبيا والقسم الأعظم من تونس، وإريتريا، وجيبوتي والصومال،وأصبحت تلك البلاد ضمن نفوذ الدولة العثمانية. فتح بلغراد بعيد خلافة والده في السلطة، بدأ سليمان سلسلة من المواجهات العسكرية، ومن ضمنها إخماد ثورة دعمها حاكم دمشق في 1521. توجه سليمان بعد ذلك مع صدره الأعظم بيري محمد باشا إلى بلغراد وأعد العدة لغزو مملكة المجر ونجح في ما فشل فيه جده الأكبر محمد الثاني حيث كان المجريون الأعداء الوحيدين المتبقين بعد سقوط البيزنطيين والصرب والبلغار الذين يستطيعون ردعه من مواصلة فتوحاته في أوروبا. حاصر سليمان وجيشه بلغراد ودكها بالمدفعية في قصف شنه من جزيرة مجاورة على نهر الدانوب فلم يبق للرجال السبع مئة إلا الاستسلام في 1521. سليمان الشاب انتشر خبر فتح بلغراد كالنار في الهشيم، أحد أحصن قلاع المسيحيين، وانتشر معه الخوف عبر أوروبا. كما ذكر ذلك سفير الإمبراطورية الرومانية المقدسة : كان فتح بلغراد أصل عدة أحداث درامية ضربت المجر أبرزها موت الملك لويس الثاني واحتلال بودا وضم ترانسيلفانيا وتدمير مملكة مزدهرة وخوف البلدان المجاورة التي خافت مواجهة المصير نفسه. فتح جزيرة رودس أراد العثمانيون فتح جزيرة رودس لموقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط ومنعا لأية أساطيل بحرية معادية من العسكرة فيها خلال أوقات الحروب، ولقد استغل السلطان سليمان الأوضاع السياسية التي كانت تمر فيها أوروبا آنذاك من صراعات بين ملوكها وأساقفتها وأمرائها. عندما أبى رهبان الجزيرة تسليمها إلى العثمانيين، دكت المدفعية العثمانية جدران حصنها المنيع والذي كان يعد أحد أمنع الحصون في العالم في ذلك الحين، ويقال أن القوة البرية العثمانية حفرت ما يقارب 50 سردابا تحت الحصن، وشنوا هجوما على المدينة من تحت الأرض، ولكن القوة المدافعة تفانت في الدفاع عن الجزيرة و ردت هذا الهجوم المفاجئ، كما دافعوا بكل قوة عن حصن جزيرتهم، ويروي أن نساء رودس كانت تعاون رجالها ورهبانها في الدفاع عن أسوار الجزيرة، ولما انقطعت الحلول من أمام رئيس الرهبان مع نفاذ مؤنته وذخيرته آثر التسليم في سنة 929ه. بعد دخول الخليفة العثماني رودس ظافرا، اختار كبار القساوسة وفرسانهم مغادرة الجزيرة، فاتجهوا إلى مالطا وأقاموا فيها(وعرفوا بفرسان القديس يوحنا الأورشليمي أو فرسان مالطا)، وحاصرتها البحرية العثمانية في نهاية عهد القانوني ولكن دون أن تفلح في فتح الجزيرة بسبب دخول الحصار فترة الشتاء. فتح بلاد المجر والتصادم مع النمسا تحولت طموحات السلطان القانوني إلى بلاد المجر لاسيما بعد تدهور العلاقات معها المراسلات مع التي دارت مع الفرنسيين والذين تقدموا بطلب لدى السلطان لكي يهاجم المجر لإضعاف ملك شارلكان ورفع شيء من الضغط عن الفرنسيين في الغرب. حشد سليمان الأول الجيوش وسار بها نحو بلاد المجر عبر بلغراد، وبعد عدة فتوحات التقى بالجيش المجري في منطقة موهاكس وجرت معركة موهاكس الفاصلة سنة 932ه – 1526م التي انتهت بانتصار العثمانيين وتسلم سلطانهم مفاتيح عاصمة المجر بودابست وتعني البلد العالي . وتجدر الإشارة هنا أن بودابست كانت عبارة عن مدينتين منفصلتين آنذاك وهما: مدينة بودا ومدينة بست. استيقظت المقاومة المجرية لكنها فشلت وأصبح العثمانيون القوة المسيطرة في أوروبا الشرقي. وعندما رأى السلطان جثة لويس الهامدة عبر سليمان عن أسفه قائلا: قدمت بالفعل مسلحا إليه ولكن لم تكن نيتي أن يقتل هكذا وهو لم يذق حلاوة الحياة والملك بعد. عند عودة سليمان الأول من بلاد المجر اصطحب السلطان معه الكثير من نفائس البلاد وخاصة كتب كنيسة ماتياس كورفن، وهي كنيسة اعتاد الأوروبيون على تسميتها بكنيسة التتويج لأن الملوك الأوروبية كانت تتوج فيها، وحول المسلمون تلك الكنيسة إلى مسجد وأضيف إليهاالنقوش العربية، وأعيد المسجد كنيسة عندما خرج العثمانيون من هنغاريا وبقيت النقوش العربية حتى يومنا هذا. حصار إسرتغون 1543 في عهد شارل الخامس وأخيه فيردناند، دوق النمسا، أعادت سلالة الهابزبورغ النمساوية احتلالهم لهنغاريا. كرد فعل لذلك، عاد سليمان مرة أخرى عبر وادي الدانوب وأعاد غزو بودا وشن في الخريف الذي تلاه حصار فيينا. كان ذلك أكثر عمل عثماني طموحا في أوروبا وأقصاه امتداد نحو الغرب[24] ولكن انتصر النمساويون ب 20000 رجلا بذلك أصبحت الأراض الهنغارية فيما بعد ساحة حرب بين النمساويين والعثمانين، وكانت الحرب سجالا بين الطرفين لا تلبث أن تنطفئ حتى تشتعل من جديد، ومالت كفة الانتصار للعساكر العثمانية مما جعل النمسا تدفع الجزية للأستانة في معظم الأوقات، وحاصر السلطان فيينا مرة ثانية ولم يتمكن من فتحها في 1532 فانسحب بجيوشه، وذلك لسوء الأحوال الجوية التي كانت تمنع العثمانيين من نقل معدات حصارهم الثقيلة وبعد المسافة عن حاضرة الخلافة وامتداد خطوط الإمداد الطويلة وراء الجيش. بعد ذلك استمر التنافس العثماني-الهاسبورغي حتى مطلع القرن العشرين. بحلول أربعينيات القرن السادس عشر، قدم تجدد الصراع في هنغاريا لسليمان فرصة الثأر لهزيمته في فيينا. اقترح بعض النبلاء المجريون أن يتقرب فرندناند الأول (1519-1564)، حاكم النمسا المجاورة، إلى عائلة لويس الثاني بالزواج ليكون ملك المجر دون ذكر أن اتفاقات سابقة تسمح للهاسبورغ بالاستيلاء على العرش المجري إذا لم يكن هناك وريث للويس. في الطرف الآخر، التف نبلاء مجريون حول جون زابوليا المدعوم من سليمان والذي لم تعترف به القوى المسيحية بأوروبا. في 1541 التقى الهابزبورغ بالعثمانيين في صراع آخر، وحاولو فرض حصار على بودا. بعد صد جهودهم، ووقوع قلاع نمساوية أخرى في يد العثمانيين اضطر فرديناند وأخوه شارل الخامس إلى توقيع معاهدة مذلة مع سليمان مدتها خمس سنوات. تخلى فرديناند عن أطماعه في مملكة المجر وأجبر على دفع فدية سنوية إلى السلطان لقاء إراض مجرية استمر في السيطرة عليها،وفي حركة أكثر رمزية نصت المعاهدة على أن شارل الخامس ليس إمبراطور بل مجرد ملك إسبانيا، مما جعل سليمان يعتبر نفسه القيصر الحقيقي، بعد إذلال أعدائه الأوروبيين أمن سليمان للإمبراطورية العثمانية دورا رياديا في السياسة الأوروبية. الصدام مع الدولة الصفوية بعد ثتبيث حدوده في أوروبا اتجه سليمان نحو آسيا حيث قام حملات كبرى ضد الدولة الصفوية لتندلع بذلك الحرب العثمانية الصفوية “1532–1555″، ويرجع السبب في ذلك لحدثين بارزين، الأول هو مقتل والي بغداد الموالي لسليمان على يد الشاه طهماسب وتعويضه بوالي له، والثاني تحالف والي بدليس مع الصفويين، ابتدأت من سنة 941ه – 1533م، حيث نجحت الحملة الأولى في ضم تبريز وبدليس إلى سيطرة الدولة العثمانية دون أي مقاومة، حيث ساق الوزير الأول إبراهيم باشا الجيوش وضم العديد من الحصون والقلاع في طريقه كقلعتي وان وأريوان، وعمل الوزير الأول على بناء قلعة في تبريز وترك فيها من الحامية المنظمة ما يكفي لحفظ الأمن العمومي في 1534. وفي شهر أيلول (سبتمبر) من نفس السنة وصل سليمان الأول إلى تبريز واستأنف العمليات الحربية بنفسه ضد الشاه طهماسب الذي كان يتراجع بجيشه عوض المواجهة لكن سوء الطرق وكثرة الأوحال وتساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية جعلت نقل المدفعية العثمانية الضخمة أمرا محالا، فقام الخليفة بتحويل الوجهة نحو بغداد و بالفعل دخلها بعد هروب حاميتها الصفوية في 1535، وقام السلطان عند دخوله بزيارة قبور الأئمة العظام المتواجدة في العراق مما أكد أحقية سليمان في قيادة العالم الإسلامي وحمله شعلة الخلافة كالأمويين والعباسيين. قام سليمان بحملة أخرى لهزم الشاه في 1548-1549. كالحملات السابقة تفادى طمهاسب المواجهة المباشرة مع الجيش العثماني واختار التراجع فأحرق أرمينيا ” فلم يجد العثمانيون مكانا يقيهم من شتاء القوقاز القاسي أنهى سليمان حملته بمكاسب عثمانية مؤقتة في تبريز وأرمينيا وموقع دائم في محافظة فان وقلاع في جورجيا في 1553 بدأ سليمان حملته الثالثة والأخيرة ضد الشاه. بعد خسارة أرضروم في وقت سابق لابن الشاه، استهل سليمان الحملة باسترجاعها وعبور الفرات العلوي وصولا إلى بلاد فارس. أكمل جيش الشاه خطته التي ترمي التراجع وعدم الاشتباك مع العثمانيين مما أدى إلى حالة جمود فلم يكن هناك لا غالب ولا مغلوب. في سنة 962ه – 1555م أجبر السلطان سليمان الشاه طهماسب على الصلح وأحقية العثمانيين في كل من أريوان وتبريز وشرق الأناضول وأمن بذلك بغداد وجنوب بلاد الرافدين ومصبات الفرات ودجلة وأخذ أجزاء من الخليج العربي ووعد الشاه أيضا بوقف هجوماته في الأراضي العثمانية.. محاربة البرتغاليين بعيد خلافة والده في السلطة، بدأ سليمان سلسلة من المواجهات العسكرية، ومن ضمنها إخماد ثورة دعمها حاكم دمشق في فاطمة “جميلة” گاسم . أرسل حاكم مدينة أحمد آباد وما حولها رسالة استغاثة إلى الخلافة العثمانية طالبا المساعدة ضد البرتغاليين الذين اجتاحوا بلاده وتمكنوا من السيطرة على أهم ثغورها، فأرسل السلطان خطابا إلى سليمان باشا والي مصر يأمره ببناء عمارة بحرية كبيرة بأسرع ما يمكن وبالفعل قام الوالي ببناء 70 سفينة حربية. اتجه العثمانيون مواجهين نفوذ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، أولا نحو عدن واحتلوها في 1538 لتشكل قادة لهجوماتهم ضد الممتلكات البرتغالية في الهند. أخفقوا في إسقاط موقع ديو في سبتمبر 1538 لكنهم عادوا إلى عدن وحصنوها بمائة قطعة مدفعية. استولى أويس باشا من العدن على اليمن ابتداءا من قلعة تعز سنة 953ه 1546م، ودخلت عُمان والأحساء وقطر تحت نفوذ الدولة العثمانية وبعد إحكام السيطرة على البحر الأحمر بدأ سليمان هجومات على الطرق التجارية للسفن البرتغالية المارة نحو الهند وبدأ حركة تجارية مهمة القرن السادس عشر مع الهند. تلقى سليمان في 1564 استغاثة من بعتثه في آتشيه حاليا في إندونيسيا تستدعي تدخلا عثمانيا ضد البرتغال. استجاب السلطان وقام بإرسال بعثة العثمانيين إلى آتشيه والتي قدمت لهم الدعم العسكري اللازم للرد . أدت هذه السياسية إلى الحد من نفوذ البرتغاليين في مياه الشرق الأوسط، كما أغاثت البحرية العثمانية الأقاليم المستغيثة في الهند وآتشيه واستطاع سليمان باشا المذكور أن يسيطر على كافة الحصون التي بناها البرتغاليون. مدفع سليمان في عدن، وجده محمد بن حمزة في 1530-31 بعد غزو عثماني في الهند. استولى عليه بعد اجتياح عدن في 1839 الكابتن سميث من سفينة فولاج. يوجد الآن في برج لندن. شمال إفريقيا والبحر المتوسط بعد تثبيت أقدامه على أراضي الإمبراطورية، استقبل سليمان أنباء على أن قائد أساطيل شارل الخامس، أندريا دوريا، احتل حصون كوروني في موريا (حاليا بيلوبونيز. أرق التواجد الإسباني في شرق البحر المتوسط بال سليمان الذي رأى منافسة ضمنية للسيطرة العثمانية في المنطقة. لتأكيد القوة البحرية للعثمانيين في المتوسط ، كلف سليمان قائدا بحريا خاصا ، هو خير الدين بربروس المعروف لدى الأوروبيين باسم بارباروسا. عند توليه منصبه، قام بارباروسا بإعادة بناء الأسطول العثماني ليبلغ عدد سفنه مجموع سفن أساطيل الدول المتوسطية مجتمعة. وفي 1535 انتصر شارل الخامس على العثمانيين في تونس، ومع الحرب ضد جمهورية البندقية في العام التالي قبل سليمان اقتراحات فرانسوا بالتحالف . وفي 1538 هزم بارباروس الأسطول الإسباني في معركة بروزة وأمن شرق المتوسط للترك لأكثر من 33 سنة حتى الهزيمة في معركة ليبانتو. ضم سليمان أراضي واسعة شرق المغرب. أصبحت طرابلسوتونس والجزائر ولايات ذاتية الحكم في الإمبراطورية وشكل الأمازيغ طليعة جيش سليمان في صراعه مع شارل الخامس الذي حاول إخراج العثمانيين منها وفشل في 1541 ثم تتابعت عمليات الجهاد البحري الذي تزعمه هذه الدول في إطار الحرب ضد إسبانيا. لفترة قصيرة أمنت التوسعات البحرية العثمانية سيطرة لها في المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي حتى 1554 حين هزمت الإمبراطورية البرتغالية السفن العثمانية. أخذ البرتغاليون هرمز في مضيق هرمز في 1515 وستستمر منافستهم لسليمان للسيطرة على عدن . في 1542 بسبب مواجهتهم لعدو واحد هو سلالة الهابسبورغ الحاكمة لأمبراطورية النمسا، سعى فرانسوا لتجديد التحالف الفرنسي العثماني وباستجابة لذلك بعث السلطان مائة سفينة تحت قيادة باربروسا لمساعدة فرنسا في غرب المتوسط، حيث ضرب باربروسا شواطئ صقلية ونابولي قبل وصوله إلى فرنسا حيث قدم تولون كمقر للبحرية العثمانية. في إطار الحملة هاجم وحاصر باربروس نيس في 1543. بحلول 1544، انتهى التحالف الفرنسي العثماني مؤقتا بسبب السلام بين فرنسوا وشارل الخامس. في مكان آخر في المتوسط، أعاد فرسان القديس يوحنا تشكيل أنفسهم تحت اسم فرسان مالطة في 1530. أثارت أفعالهم ضد سفن المسلمين غضب العثمانيين الذين شكلوا جيشا عظيما لطرد الفرسان من مالطة. غزا العثمانيون مالطة في 1565 وبدأوا حصار مالطة الكبير الذي بدأ في 18 مايو واستمر حتى 8 سبتمبر وصوره الرسام ماتيو بيريز داليتشيو في ردهة سانت ميشيل وسانت جورج. في البداية بدت المعارك كإعادة للمعارك في رودوس حيث دمرت عدة مدن في مالطة وقتل نصف الفرسان أثناء القتال لكن سرعان ما وصلت قوة إمداد من إسبانيا نتج عنها 30000 قتيل في صفوف العثمانيين. تطوير البحرية العثمانية كانت البحرية العثمانية قد نمت نموًا كبيرًا منذ أيام السلطان بايزيد الثاني،جد سليمان والشهير بلقب “الصاعقة” وأصبحت مسؤولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة، وفي عهد سليمان ازدادت قوة البحرية على نحو لم تشهده من قبل بانضمام “خير الدين برباروسا“، الذي كان يقود أسطولاً قويًا يهاجم به سواحل إسبانيا والسفن الصليبية في البحر المتوسط، وبعد انضمامه إلى الدولة منحه السلطان لقب “قبودان”.أي “أميرال” حسب التراتبية العسكرية العثمانية. وقد قام خير الدين نتيجة المساعدات التي كان يتلقاها من السلطان سليمان القانوني بضرب السواحل الإسبانية، وإنقاذ آلاف من المسلمين في إسبانيا، فقام في سنة 935ه – 1529م بسبع رحلات إلى السواحل الإسبانية لنقل سبعين ألف مسلم من قبضة الحكومة الإسبانية، وترحيلهم نحو تطوان وفاس وسلا ووهران وتلمسان . وقد وكل السلطان إلى خير الدين قيادة الحملات البحرية في غرب البحر المتوسط، وحاولت إسبانيا أن تقضي على أسطوله، لكنها كانت تخفق في كل مرة وتتكبد خسائر فادحة، ولعل أقسى هزائمها كانت معركة بروزة سنة 945ه 1538م. كما انضم أسطول خير الدين إلى الأسطول الفرنسي في حربه مع الهابسيورج، وساعد الفرنسيين في استعادة مدينة نيس 950ه – 1543م بالإضافة إلى جزيرة كورسيكا. واتسع نطاق عمل الأسطول العثماني فشمل البحر الأحمر، حيث استولى العثمانيون على سواكن ومصوع، وأخرج البرتغاليين من مياه البحر الأحمر، واستولى العثمانيون على سواحل الحبشة،مما أدى إلى انتعاش حركة التجارة بين آسيا والغرب عن طريق البلاد الإسلامية. مكائد زوجته روكسلانا الشهيرة بهيام وابنها مكائد زوجته روكسلانا الشهيرة بهيام وابنها. فاطمة “جميلة” گاسم . أرادت إحدى زوجات السلطان المعروفة باسم روكسلان الروسية في المراجع الغربية أو خرم بتشديد وكسر الراء في المراجع التركية، وهي التي منحتها كاتبة سيناريو “حريم السلطان” أسم هيام، تمهيد الطريق لابنها سليم ليتولى ميراث أبيه فيما بعد ، فاشتغلت بالدسائس وساعدها الصدر الأعظم رستم باشا على ذلك،الذي خلف إبراهيم باشا، فانتهز الأخير فرصة سفر ابن السلطان مصطفى في إحدى الحملات العسكرية إلى بلاد فارس وكاتب سليمان الأول يخبره أن ابنه يريد أن يثور عليه كما ثار أبوه سليم الأول على جده بايزيد الثاني، فانطلت الحيلة على الخليفة الذي سافر من فوره إلى معسكر الجيش في بلاد فارس متظاهرا بقيادة الجيش بنفسه، واستدعى ابنه إلى خيمته وقتله فور دخوله إياها، وكان للسلطان سليمان ابن آخر يدعى جهانكير توفي أيضا بعد مقتل أخيه مصطفى بقليل من شدة الحزن. وبعد وفاة روكسلان الروسية، قام ابنها سليم بالكيد لبايزيد ابن السلطان سليمان المتبقي وأخوه من زوجة ثانية، وتمكن من استئجار مربي بايزيد ليسرب له معلومات كاذبة مفادها أن والده الخليفة كان ينوي استخلاف سليم الأصغر سنا على ملك آل عثمان، وجرت مراسلات بين الأخوين تمكن فيها سليم من إثارة غضب بايزيد، وقام الأخير بمس كرامة أبيهما ببعض العبارات في إحدى المراسلات، فأرسل سليم الكتاب إلى الخليفة سليمان الذي غضب غضبا شديدا، وكتب إلى بايزيد يوبخه ويأمره بالانتقال من إمارته في قونية إلى مدينة أماسيا، فخشي بايزيد غدر أبيه، فجمع قرابة عشرين ألفا من الجنود وحاول التمرد على أبيه، إلا أن نار التمرد أخمدت على يدي جيش الوزير صوقللي محمد باشا، وإلتجأ بايزيد مع أبنائه إلى جوار طهماسب شاه فارس، ولكن طهماسب غدر بالابن اللاجئ وسلمه إلى أبيه بعد أن أظهر له المودة من قبل ، ووافق على أن يجيره، وعليه فقد أعدم السلطان سليمان إبنه بايزيد رفقة أبنائه الأربعة، الذين ليسوا سوى أحفاده. التطور الحضاري كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا كتب قصائده تحت الاسم الأدبي “مُحبّي” وخطاطًا يجيد الكتابة، وملمًا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق بسخاء على المنشآت الكبرى فشيد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودابست، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتى أنحاء الدولة، وبخاصة في دمشقومكة وبغداد، غير ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة. المنمنمات العثمانية وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي، سنان آغا، الذي اشترك في الحملات العثمانية، واطّلع على كثير من الطرز المعمارية حتى استقام له أسلوب خاص، ويعد مسجد سليمان القانوني أو “جامع السليمانية” في إسطنبول الذي بناه للسلطان سليمان في سنة 963ه – 1557م من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي. وفي عهده وصل فن المنمنمات العثمانية إلى أوجه. وقد قدّم “عارفي” وثائق الحوادث السياسية والاجتماعية التي جرت في عصر سليمان القانوني في منمنمات زاهية، ولمع في هذا العصر عدد من الخطاطين العظام يأتي في مقدمتهم: حسن أفندي جلبي القره حصاري الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطه، يعد من روائع الخط العربي والفن الرفيع، وهو محفوظ بمتحف “طوب قابي”. وظهر في عهد السلطان سليمان عدد من العلماء، في مقدمتهم: أبو السعود أفندي صاحب التفسير المعروف باسم “إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم”. القانون والإدارة نقش غائر لسليمان يزين مجلس النواب الأمريكي. وهو واحد من النقوش الثلاثة والعشرين التي تكرم واضعي القوانين عبر التاريخ. غير أن الذي اشتهر به واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تنظم الحياة في دولته الكبيرة. حيث كان القانون السائد في الإمبراطورية هو الشريعة الإسلامية وكان تغييرها خارج صلاحيات السلطان. حتى ظهر قانون سليمان الذي غطى مجالات القانون الجنائي وحيازة الأراضي والجبايات، جمع فيه جميع الأحكام التي صدرت من قبل السلاطين العثمانيين التسعة الذين سبقوه. وبعد القضاء على الازدواجية والاختيار بين التصريحات المتناقضة، أصدر مدونة قانونية واحدة، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية،كانت هذه الإصلاحات في إطار سعي سليمان، بدعم من المفتي أبو السعود أفندي، إلى إصلاح التشريع للتكيف مع تغيير الإمبراطورية السريع. حينما وصل القانون إلى شكله النهائي سمي القانون العثماني بالتركية أو قانون السلطان سليمان بالتركية العثمانية: قانون نامه سلطان سليمان وبقي جاريا العمل به قرابة ثلاثمئة سنة أي حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري – التاسع عشر الميلادي، كما جعل أكبر الوظائف العلمية وظيفة مفتي، وقسم جيش الإنكشارية إلى ثلاث رتب بحسب سنين خدمتهم.. ولم يطلق الشعب على السلطان سليمان لقب القانوني لوضعه القوانين، وإنما لتطبيقه هذه القوانين بعدالة، ولهذا يعد العثمانيون الألقاب التي أطلقها الأوروبيون على سليمان في عصره مثل: الكبير، والعظيم، قليلة الأهمية والأثر إذا ما قورنت بلقب القانوني الذي يمثّل العدالة. وكان من القوانين التي سنها السلطان سليمان السماح للانكشارية بخوض الحروب بدون خروج الخليفة على رأسهم، والسماح للوزراء بتداول شؤون الدولة في وجود الصدر الأعظم على رأسهم مندوبا عن السلطان، وكان من مساوئ القانون الأول أن ضعفت سيطرة السلاطين التي تلته على الانكشارية أما الثاني فقد سمح للدسائس أن تحاك على الدولة وعلى السلطان كالدسيسة التي تسببت في مقتل ابنه البكر مصطفى. إلى ذلك، فقد أعطى السلطان سليمان اهتماما خاصا لحالة الرعايا، وهم العاملون المسيحيون في أراضي السباهى. حيث عدل قانون الرعايا الذي يحكم الجبايات والضرائب التي يدفعها الرعايا ورفع مكانتهم فأصبحوا أحسن من الأقنان إلى حد أن أقنان البلدان المسيحية هاجروا إلى الأراضي العثمانية للاستفادة من الإصلاحات. لعب السلطان دورا هاما في حماية يهود إمبراطوريته لقرون تالية. في أواخر 1553 أو 1554 وتحت اقتراح من طبيبه المفضل، موسى حامون الإسباني اليهودي، أصدر السلطان مرسوما يمنع سب اليهود.أو التنقيص منهم، وعلاوة على ذلك، سن سليمان قانونا جنائيا جديدا وقانون للشرطة جديدا، وقانونا ينظم المخابرات ، وقانونا يصنف الغرامات على المخالفات الخاصة في التجارة والفلاحة والملاحة وإستعمال الطرق، وشؤون التعمير وتدبير المياه، فضلا عن الحد من الحالات التي تتطلب القصاص أو التشويه. أما في المجال الضريبي، فقد فرضت الضرائب على عدة سلع ومنتجات كالمواشي والدواب والمعادن والأرباح التجارية ورسوم الاستيراد والتصدير. بالإضافة إلى الضرائب، كما عمل السلطان سليمان على مصادرة أراضي وممتلكات المسؤولين المتهمين بنهب المال العام، والإغتناء من المناصب. كان التعليم مجالا مهما للسلطان سليمان، حيث أسست المدارس بمحاذاة كل المساجد، وأصدر مرسوما سلطانيا بمجانية التعليم لأطفال المسلمين، وكان الشأن التعليمي في عهده متقدما على التعليم في الدول الأوروبية، كما أسس الخزانات والمكتبات العمومية،إضافة إلى الكتاتيب القرآنية التي تعلم الصغار القراءة والكتابة ومبادئ الإسلام، ومكن الأطفال الراغبين في مواصلة تعليمهم من الشروع في واحدة من ثمانية مدارس عليا، شملت ضمن شعبها قواعد اللغة العربية والتركية والطب والميتافيزيقيا والعطارة والفلسفة وعلم الفلك والتنجيم. منحت المدارس الجامعة العليا تعليما بدرجة جامعات اليوم، وأصبح خريجوها أطباء وصيادلة وكيميائيين وأئمة. وكانت هذه المدارس العليا التي توزعت في مختلف ربوع أمبراطوريته، تشتمل على المكتبات وقاعات الطعام والحدائ والنوافير والمطابخ والحمامات والمستشفيات لصالح العامة من الطلبة بالمجان. ولم يكن عهد السلطان سليمان العهد الذي بلغت فيه الدولة أقصى حدود لها من الاتساع، وإنما هو العهد الذي تمت فيه إدارة أعظم دولة بأرقى نظام إداري. أعماله قام السلطان سليمان بالعديد من أعمال التشييد، ففي عصره بنى مدينة السليمانية بالعراق على انقاض قرية قديمة. كما بنى المعماري سنان جامع السليمانية ذو المئدنات الثمانية الشهير بالإستنبول، والتكية السليمانية في دمشق، كما قام بحملة معمارية في القدس من ضمنها ترميم سور القدس الحالي، وإصلاح قبة الصخرة، وتوسعة الحرمين المكي والنبوي، كما عرف بسنّه قوانين لتنظيم شؤون الدولة عرفت باسم “قانون نامه” أي دستور السلطان سليمان، وظلت هذه القوانين تطبق حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان ذلك مصدر تلقيبه بالقانوني، في حين سماه الأوروبيين “سليمان العظيم”،وإشتهر في أوساط مثقفي عصر الأنوار بفرنسا تحت إسم سليمان المشرع. وفاته مات سليمان القانوني أثناء حصار مدينة سيكتوار في سبتمبر حيث سقط من أعلى الحصان و قد مات فور سقوطه ، إلا أن الجنود لم يخبروا أحدا بوفاته حتى عودتهم إلى العاصمة سنة 1566. ذريته محمود “1512-1521 : من زوجته ألفت خاتون ، مات وهو طفل. شاه زاد مصطفى الصادق (1515-1553). أكبر أبنائه الذين وصلوا إلى سن البلوغ وولي العهد من 1521 إلى 1553. ولد لسليمان من زوجته الأولى “ناهد دوران خرم”وقد اغتيل بأمر من والده في 1553. مراد من جارية عربية ، مات في 1521 وهو طفل يتعلم المشي. محمد 1521-1543 : أكبر أبناءه من زوجته “هيام” روكسلانا خرم، عينه واليا على مانيسا في 1542-1543. وكان قبل موته يعتبر الوريث الأوفر حظا لخلافة والده. مريمة سلطانة 1522-1578 كبرى بناته من “هيام” روكسلانا وتزوجت في 1539 بالصدر الأعظم رستم باشا، وهو جنرال عثماني ينحدر من كرواتيا، أصبح صدرًا أعظمًا مرتين لاحقا (1544-1553, 1555-1561). كان لها تأثير كبير على السلطة حيث أصبحت السلطانة الوالدة بين 1566 و 1578. عبد الله 1522-1525 من جارية إيطالية مات وهو طفل. سليم الثاني (1524-1574: ابنه من “هيام”روكسلانا. بعد اغتيال مصطفى في 1553 أصبح ولي العهد وبعد اغتيال بايزيد في 1561 أصبح الوريث الوحيد. فخلف والده في 1566 وتزوج نوربانو سلطان راكيل ناسي 1525-1583 وفي 1545، ولد ابنه الأول مراد في 1546 الذي بدوره سيصبح السلطان الثاني عشر من السلالة العثمانية. بايزيد فاكاسي (1525-1561): ابنه من “هيام” روكسلانا، كان المنافس الوحيد لشقيقه سليم على خلافة والدهما السلطان سليمان وعهد له بعدة مناصب قبل 1559، عندما هزم على يد سليم ولاذ بالفرار إلى المنفى نحو الحاشية الفارسية. تم إعدامه بناء على أمر من والده في 1561 مع أبنائه الأربعة. جيهانكير (1531-1553): ابنه من”هيام” روكسلانا، كان أحدب وقد قتل بعد مقتل أخيه مصطفى الذي كان يميل لنصرته ، ضدا عن أشقائه . إرثه وعند وفاة السلطان سليمان، أصبحت الإمبراطورية العثمانية بقوتها العسكرية وخيراتها الاقتصادية وتوسعاتها أقوى دولة في العالم. وضعت فتوحات سليمان أهم المدن الإسلامية ، مكةوالمدينةوالقدس و القاهرةودمشق وبغداد ومقاطعات البلقان وكرواتيا والنمسا وأغلب أراضي شمال أفريقيا تحت قبضة العثمانيين، في حين ظلت دولة المغرب الأقصى، قوية ومستقلة، خصوصا بعد إنتصارها على التحالف الأوروبي في معركة واد المخازن، مما جعل العثمانيون يتخدون الحدر والحيطة في التعامل معها، والواقع، أن توسعات العثمانيين منحت مكانة مهمة في موازين القوى مما جعل السفير بسكيك يحذر من غزو وشيك لأوروبا من طرف الأتراك المسلمين . حيث قال في إحدى رسائله لملكه: إن الترك قد غزوا بلاد فارس وإستقروا فيها، سوف يحلقون فوق رقابنا مدعومين بجيوش الشرق بأكمله، وأنا أعرف يامولاي مدى عدم استعدادنا لذلك….. بعد ثلاثين سنة من وفاة السلطان سليمان سيذكره الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير في رائعة تاجر البندقية ، مكائد زوجته روكسلانا الشهيرة بهيام وابنها. فاطمة “جميلة” گاسم . لم يظهر إرث السلطان سليمان في المجال العسكري وحده بل كان المؤرخ الفرنسي “جان دي تيفينوت” شاهدا بعد قرن على قوة القاعدة الفلاحية للبلاد ورفاهية الفلاحين ووفرة المواد الغذائية الأساسية والتنظيم في حكومة سليمان. بقيت الإمبراطورية قائمة بعد عدة قرون وذلك بسبب الإصلاحات الحكومية والقضائية التي قام بها والتي عرف بها وهو إنجاز تطلب أجيالا من ذريته لقلبه. ترأس سليمان العصر الذهبي الإمبراطورية العثمانية من خلال رعايته الشخصية لقمة إنجازات العثمانيين الثقافية في مجال الهندسة المعمارية والأدب والفن والفقه والفلسفة واليوم في أفق البوسفور وفي عدة مدن تركية أو مقاطعات عثمانية سابقة لا زالت أعمال معمار سنان المعمارية قائمة. أحد هذه الأعمال مسجد سليمان القانوني مستقر جثمان سليمان وزوجته “هيام” روكسلانا خرم ، مدفونين في ضريحين منفصلين ملحقين بالمسجد.