لواعج إمرأة إلى صديقة في أمريكا. مليكة لمرابط . في هذه اللحظة أنتهي فيها من كتابة هذه الرسالة لك.. ياصديقتي. أنهض من المقعد .. أذهب الى النافذة ، وأنظر إلى السماء، فأشاهد قمرا جميلا ، بالضبط هو نفس القمر الذي تشاهدينه أنت أستنشق الكثير من الاوكسجين ، بالضبط هو نفس الاوكسجين الذي تستنشقينه أنت، وأدعو الله أن يحفظ لنا المغرب الجميل المتنوع والمتعدد، أرض السلاطين الأمجاد، هذه الارض التي تضمنا جميعا، ويحفظ لنا مقدساتنا وأولادنا، ويبعد عنا جميع “الحروب الذكية” التي يبتكرها الساسة في البيت الابيض!وحتى الحروب الغبية التي يعمل بعض المتطرفين والغوغائية على شنها في فناجين القهوة . مستر ” دونالد رامسفلد” …………. .. هل تصدق أن هناك “حروب ذكية” ؟!! لا ! لا! كل الحروب غبيّة يا سيدي ! كل الحروب غبيّة ! صديقاتي الليبراليات والعلمانيات، المتأمركات ربما أكثر من دونالد رامسفلد، والمتعولمات أشد من توماس فريدمان. أحييكن بتحية مغربية، تأمركت في بعض شوارعنا حديثا : hi ! وأخبركن ، أنني لست قومجية، ولا إنطوائية، ولا متطرفة، ولا أمازيغية ولا عروبية. فأنا مغربية، ومع هذا احب اللغة العربية والأمازيغية وكل لغات العالم، وأفتخر بالتاريخ المغربي والملامح المغربية، وافخر كثيرا بجدوري وبأجدادي. كذلك أنا لست إسلاموية مع أنني مثل الأعرابي الذي ذكره الإمام علي بن ابي طالب : أصلي وأصوم… وامنح الناس حقوقهم وأؤدي واجباتهم . كما أنني لا أطمح بأن تتم أمركتي رغم كل محبتي لأميركا التي تسهر في المعمل لكي تنتج الدواء ، وتزيّن الفضاء بالاقمار،حتى وان كانت اصطناعية! وتبتكر لنا الانترنت والسيارات والقفازات ، وابتسامة “جوليا روبرتس”، وقفزات “طوم كروز” من أعالي برج دبي في المهمة المستحيلة الرابعة! ومع كرهي الشديد لأميركا التي تبرع في ابتكار القنابل الذكية، والحروب الغبية، وتكشيرة مادلين أولبرايت وكوندوليزا رايس! أؤمن بالله والوطن والملك وأحبهم ، واكره كل الذين يتاجرون باسمائهم العظيمة . أحب الوطن، وأعشق ذرات ترابه، وقسمات ملاحمه من سواحل طنجة حتى صحاري محاميد الغزلان، ومن خلجان الداخلة إلى شواطئ السعيدية، مرورا بخريبكة وبني ملال والدار البيضاء ومراكش تارودانت وشفشاون. اكره كل الايدولوجيات العربية : العاربة، والمستعربه،والمتصهينة والمتمزغة والمستمركة! احب أميركا التي تصنع الأدوية والأجهزة للقضاء على السرطان ، واكره أميركا التي توزّع اليورانيوم المنضب بالمجان على أطفال العالم الثالث!