قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أول أمس إن حكومة الرئيس جورج بوش لا تبحث عن خطة للخروج من العراق بنشرها قوات أمن عراقية تم تدريبها على وجه السرعة. وقال رامسفيلد، في خبر أذاعته قناة الجزيرة الفضائية أمس، إن كبار قادته أكدوا له أن المقاومة تحت السيطرة. وقال رامسفيلد أيضا إن الولاياتالمتحدة تبحث مع 41 دولة إمكانية أن ترسل هذه الدول قوات لتعمل في العراق. واستدرك بقوله إن إرسال أي بلد قوات إلى هناك يتطلب شجاعة سياسية. غير أن رامسفيلد لم يحدد هوية الأربع عشرة دولة التي يقول إن الولاياتالمتحدة تسعى للحصول على قوات منها، وأضاف قائلا أود أن أرى مزيدا من القوات من بلدان أخرى، لأنني أعتقد أنه من المهم لبلدان أخرى أن يكون لها ارتباط بالعراق وبالنجاح في العراق. وقال أدرك أن الأمر يحتاج إلى شجاعة سياسية، ويحتاج أيضا إلى شجاعة بدنية كي تضع الناس في العراق حيث يقتل الناس ويجرحون من آن لآخر!!!. وقال رامسفيلد إن الولاياتالمتحدة قامت بتدريب ونشر 118 ألف عراقي يعملون في أجهزة الأمن ومنها الشرطة ودوريات الحدود وحراس المنشآت الهامة، مثل أنابيب النفط. ومن المقرر أن يصل العدد إلى 220 ألفا بموجب برنامج تدريب سريع. وأوضح رامسفيلد أن قوات الأمن العراقية ستفوق قريبا عدد القوات الأمريكية البالغ 130 ألفا في العراق. وذكر أن العراقيين يجب أن يتولوا في نهاية الأمر المسؤولية عن الأمن في بلادهم. ومعلوم أن البنتاغون أعلن الأسبوع الماضي عن خطة لتقليل عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 501 آلاف بحلول ماي المقبل. غير أن رامسفيلد استدرط قائلا لكن دعوني أوضح أن الهدف ليس تقليل عدد القوات الأمريكية في العراق، كما أن الأمر ليس وضع استراتيجية للخروج، فاستراتيجيتنا للخروج في العراق هي النجاح. على صعيد متصل، قالت مجموعة من ستة وعشرين عضوا ديمقراطيا في مجلس النوّاب، في خبر نشر أمس، إنهم قدموا مشروع قرار يحثّ الرئيس جورج بوش على عزل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقال النائب تشارلز رانجل عن نيويورك إن هذا القرار سيضفي صبغة رسمية على ما يعتقده بالفعل كثير من أعضاء الكونغرس، وهو أن الجنود في العراق والسياسة الخارجية الأمريكية سوف يستفيدون استفادة كبيرة إذا ذهب دونالد رامسفيلد. وقال رانجل، في التصريحات التي تحدثت عنها بعض المواقع الإخبارية أمس إنه يحظى حتى الآن بتأييد 52 عضوا لمشروع القرار، وإنهم مستعدون للوقوف ليقولوا ما يعرفه الآن كثير من صانعي السياسة، وهو أن الخطوة الأولى لاستعادة جنودنا إلى الوطن هو إعادة دونالد رامسفيلد إلى بيته. ويقول مشروع القرار إن رامسفيلد ضلل الشعب الأمريكي بشأن تقييمات سير الحرب والاحتلال، وأرسل قوات أمريكية إلى العراق دون تخطيط كاف، ودون معدات كافية، وأظهر افتقادا إلى البصيرة في تصريحاته عن الحرب والضحايا الأمريكيين. أما توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الذي غاب عن الساحة بسبب اضطرابات قلبية أصابته أخيرا فقد قال في تصريحات نشرها موقع البي بي سي أمس إن ما يحصل اليوم في العراق سيحدد العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. ووصف بلير المعركة في العراق بأنها هي المعركة الأساسية في بداية القرن الحادي والعشرين، التي ستؤثر تأثيرًا عميقًا على تطور الدول العربية والشرق الأوسط، وستنجم عنها تداعيات بعيدة المدى على مستقبل سلوك الدبلوماسية الأمريكية والغربية. وقال بلير إنه إذا نجحت الولاياتالمتحدة وبريطانيا في سياساتهما بشأن إرساء دعائم الديمقراطية في العراق، فسوف يسطران شهادة وفاة وحش الدعاية المسمومة ضد أمريكا التي زرعها هؤلاء المتطرفون في عقول أغلب شعوب العالم. وزعم بلير أن منفذي الهجمات وأعمال التخريب في العراق ليسوا إلا البقية الباقية من أنصار صدام حسين، الذين يساعدهم ويدعمهم إرهابيون أتوا من الخارج. التجديد+وكالات