انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين "صائب عريقات" ومنظمة التحرير الفلسطينية التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" والتي قال فيها: "إن المستوطنات الموجودة في مناطق متفرقة مما يسمى بالأراضي المحتلة هي نتيجة للحرب التي انتصرت فيها إسرائيل "وذلك في إشارة إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب1967. وقالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان لها بعد اجتماع عقدته برئاسة الرئيس ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية الأربعاء 7-8-2002: "إن تصريحات رامسفيلد تشرع الاحتلال والاستيطان، وتتناقض مع قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن، ومع اتفاقات السلام التي جرت تحت الرعاية الأمريكية". وأضاف البيان الذي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): "هذه المواقف تؤدي إلى تعطيل فرص الحل السياسي والسلام العادل؛ وهو ما يزيد من تطرف الحكومة الإسرائيلية، واستمرارها في حربها الإرهابية ضد شعبنا ومقدساتنا". وقال صائب عريقات في مؤتمر صحفي بواشنطن، حيث يقوم بإجراء محادثات رسمية مع مسئولين أمريكيين: "كان يبدو لي أن هناك سياسة أمريكية واحدة يعبر عنها رئيس الولاياتالمتحدة، غير أن تصريحات رامسفيلد تتناقض كليا مع تصريحات الرئيس بوش". وانتقد عريقات تأكيد رامسفيلد علي ضرورة إقامة دولة ديمقراطية واحدة من الأردن حتى البحر المتوسط يعيش فيها معا اليهود والمسلمون والمسيحيون، وقال "ذلك الأمر يتنافى كليا مع ما تريده الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية". من جانبه، وصف وزير الخارجية المصري "أحمد ماهر" تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بأنها زلة لسان، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل أقرتا بأن الأراضي تم احتلالها عام 1967. وقال ماهر: "لا بد أن تكون زلة لسان؛ لأن وزير الدفاع الأمريكي كان يتحدث بصورة تلقائية وليس من خطاب مكتوب"، وأضاف: "أن العالم كله، حتى الولاياتالمتحدة وإسرائيل نفسها أقر بأنها أراضٍ تم احتلالها عام 1967، وقد وافقت إسرائيل على الانسحاب منها". وأشار ماهر إلى أن واشنطن تحدثت عن الاحتلال الذي بدأ عام 1967 في بيان الرئيس جورج بوش، ملمحا إلى أنه "من المؤكد أن الكثيرين في الولاياتالمتحدة قد صححوا لرامسفيلد معلوماته بشأن الوضع القانوني لهذه الأراضي". وكان وزير الدفاع الأمريكي قد اتهم السلطة الفلسطينية في مؤتمر صحفي بواشنطن الأربعاء 7-8-2002 بالتورط في الإرهاب، مشيرا إلى أنها لم تعد تصلح لتكون محاورا. واعتبر رامسفيلد أن مسألة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تشكل المسألة الأساسية التي يجب حلها للوصول إلى اتفاق سلام، كما قال: إن المستوطنات في "ما يُسمى الأراضي المحتلة" هي نتيجة لحرب انتصرت فيها إسرائيل.