ما زالت القيادة الفلسطينية بانتظار الاجوبة الاسرائيلية على الاسئلة الامريكية التي طرحها الرئيس الامريكي باراك اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الاخيرة لواشنطن والمتعلقة بضرورة وقف الاستيطان واتخاذ اجراءات عملية على ارض الواقع من اجل استئناف المفاوضات للوصول لاتفاق سلام. ومن جهته اكد الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الاحد بان القيادة الفلسطينية لم يتم تبليغها بموعد زيارة المبعوث الامريكي للمنطقة جورج ميتشل. وكانت مصادر في السلطة الفلسطينية اكدت الاحد ان مبعوث الادارة الامريكية للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل سيصل المنطقة في جولة تعتبر هامة وحاسمة على صعيد المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. ونفى عريقات ان يكون هناك موعد محدد لوصول ميتشل للمنطقة، نافيا الانباء التي تتحدث عن رعاية ميتشل مباحثات سرية بين طاقمي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي في واشنطن. ونفى عريقات في تصريح للاذاعة الفلسطينية الرسمية الاحد وجود تحضيرات لعقد قمة في شرم الشيخ المصري بحضور فلسطيني واسرائيلي وامريكي ومصري لاطلاق المفاوضات. وبشان سعي اسبانياوفرنسا ومصر لاعداد مبادرة لاحياء عملية السلام قال عريقات بان المنطقة ليست بحاجة لمبادرات جديدة بل هي بحاجة لحلول لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. واضاف عريقات 'لسنا بحاجة للظهور بمظهر الباحث عن حلول'، مطالبا الدول الاوروبية وامريكيا بالذهاب للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددا على ان هناك مبادرة كبيرة مطروحة على الطاولة لانهاء الاحتلال وفق خطة خارطة الطريق الدولية والمبادرة العربية للسلام. وطالب عريقات بتحرك تلك الدول لاقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها على الاراضي المحتلة عام 1967 وليس الدخول في دائرة المبادرات والبحث عن حلول. وكان وزير الخارجية الاسباني اعلن السبت ان بلاده تعد مع فرنسا ومصر مبادرة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط لمناسبة قمة مقررة في حزيران (يونيو) في برشلونة بمشاركة اكثر من اربعين بلدا متوسطيا. وسيدعى 43 رئيس دولة وحكومة الى القمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط في السابع من حزيران (يونيو) في هذه المدينة الاسبانية التي تضم مقر الامانة العامة لهذه المنظمة التي انشئت قبل عامين في باريس من جانب مصر وفرنسا. وقال ميغيل انخيل موراتينوس متحدثا بالفرنسية في منتدى حول المتوسط في باريس، كما اوردت وكالة الانباء الفرنسية، 'نحن نتحدث الى اصدقائنا الفرنسيين والمصريين الذين يتقاسمون رئاسة الاتحاد من اجل المتوسط لاطلاق مبادرة سياسية بهدف اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط'. ولم يشر موراتينوس الى تدابير ملموسة تتصل بعملية السلام المتوقفة جراء الاستيطان الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة، مكتفيا بالتأكيد ان الحل يكمن في قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وحدد الوزير الاسباني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى نهاية حزيران (يونيو) هدفين على المدى القريب: تسهيل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل باشراف الولاياتالمتحدة، وضمان حصول نجاح في برشلونة. وقال، 'نعمل من اجل ان نحضر مع فرنسا ومصر امرا مهما بالنسبة الى برشلونة'. واوضح موراتينوس ان القمة ستتيح اقامة اتفاق شراكة اقتصادية بين الاتحاد الاوروبي وسورية، الدولة الوحيدة على الضفة الجنوبية للمتوسط التي لم توقع اتفاقا مماثلا مع الاتحاد الاوروبي. واضاف 'اعتقد ان الشروط متوافرة لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق وتوقيعه' في برشلونة. وشدد عريقات على ان حكومة بنيامين نتنياهو مصممة على ضرب كل جهد لاستئناف المفاوضات وصولا للسلام، وذلك من خلال اصرارها على الاستمرار في الاستيطان وفرض الحقائق على الارض. واضاف عريقات 'كل خطوات المجتمع الدولي تصطدم بالمخططات الاسرائيلية الهادفة لتدمير عملية السلام'. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة الاحد ان المجلس الوزاري الاسرائيلي السباعي سيعقد اجتماعا برئاسة نتنياهو لبلورة الرد الاسرائيلي على المطالب الامريكية لاحياء عملية التسوية السلمية. وقالت الاذاعة 'ان المجلس الذي يضم الوزراء السبعة الرئيسيين في حكومة نتنياهو اجتمع ظهر الاحد لبلورة تلك الردود التي اجتمع المجلس سابقا اكثر من مرة من اجلها لكن من دون التوصل الى قرارات'. واضافت الاذاعة ان المجلس سيناقش تمديد تجميد البناء في المستوطنات اذا وافق الفلسطينيون على اجراء مفاوضات مباشرة مع 'اسرائيل'. وكانت الادارة الامريكية طلبت من حكومة نتنياهو الاقدام على خطوات من شأنها تعزيز الثقة بين الجانبين من قبيل الافراج عن 2000 اسير فلسطيني ورفع عدد من الحواجز في الضفة وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة وتسليم مناطق تخضع للسيطرة الاسرائيلية الى الفلسطينيين لتوسيع مناطق السيادة. وكانت السلطة وافقت على مفاوضات غير مباشرة مع 'اسرائيل' تقودها الولاياتالمتحدة وذلك بعد تلقيها دعما من لجنة المتابعة العربية وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على اجراء مثل هذه المفاوضات، الا ان استمرار الاستيطان قاد الى رفض الفلسطينيين البدء في مفاوضات تكون غطاء للاستيطان.