ترزح مقبرة سيدي بنور الواقعة بين حي الحارة ومركب عمارات الأحباس بباب دكالة في مراكش تحت ويلات الأزبال والقادورات، بشكل يسيء للأحياء وللكرامة المغربية قبل الإساءة للأموات، حيث يستر سورها الذي يسيجها على الطريق الترابية العابرة لحي الحارة قبورها المنبوشة، وتراكمات والأزبال التي باتت تغطي جل مدافنها،، ومرمى لقنينات الزجاج المكسرة والمشروبات الكحولية، والأكياس البلاستيكية، والتي تتربع بسخاء فوق الأعشاب والسدر هنا وهناك، فوق القبور، تكشف بالملموس مدى الإستهتار بحرمة قبور المسلمين.... في نفس السياق، تؤكد مصادر من المجلس العلمي لمدينة مراكش أن الدين الإسلامي أوجبت احترام أجساد الموتى في قبورهم كما لو أنهم أحياء حتى لو بقي منها عظم يراه البصر حيث لا يجوز الكشف عن المقبور أو النظر إليه أو المشي عليه أو الجلوس فوقه, أو الإتكاء عليه, ويحرم كسر عظم منه، أو دفن ميت معه بلا حاجز”، وبالأحرى التغوط فوقه أو التبول عليه، وتصريف مجاري التطهير السائل نحوها كما يحدث الآن، بمقبرة سيدي بنور المنسية، بحي الحارة في باب دكالة بمراكش أمام صمت المعنيين، حيث أن العديد من المقاهي والمنازل والمكاتب داخل عمارات الأحباس المجانبة، باتت تصرف مياه تطهيرها السائل في إتجاه المقبرة، مما جعل هذه القبور تتعرض بشكل مستديم للأوساخ والروائح العطنة، في صورة تدين الجهات المسؤولة ، والوزارة الوصية قبل أي أحد. في نفس السياق، يأمل الكثير من فعاليات المجتمع المدني وكأننا في أدغال إفريقيا، لماذا بمدينة مراكش، والوداديات السكنية والأوساط الفقهية ، أن يتم وضع حد لما وصفوه بالمأساة المعمقة لأنين الموتى والمهددة لصحة الأحياء، والضاربة لعمق الصورة المنافية للشرع الإسلامي، وللتقاليد المغربية، وتنقية المقبرة المذكورة من الأزبال ، وتسويتها بالأرض ، حتى لاتظل فضاء ممسوخا لكل من هب ودب من العابثين بالقبور، من أشباه الشياطين والمارقين، وممن لاحظ لهم من تربية ولا من أخلاق ، ومفتوحة لكل أشكال الشعوذة والدجل، ومطرحا غير ملائما للنفايات الصلبة والسائلة، ومرتعا للحشرات والثعابين والسحالي، التي تهدد السكان والمحلات التجارية والإدارية المجاورة لها. من جهة أخرى، يشكل فضاء مقبرة سيدي بنور المنسية بباب دكالة الملاذ الأساسي للعديد من التصرفات الإنحرافية ، العصابات المستوطنة بها واللصوص وقاطعي الطريق ممن يهددون المارة والساكنة ، خاصة بعد تسجيل العديد من السرقات في السنوات الأخيرة التي طالت شقق ومكاتب ومتاجر مركب عمارات الأحباس، من خلال إستعمال فضاء المقبرة المذكورة . والحقيقة أن ما يقع بمقبرة سيدي بنور بحي الحارة من إعتداء على القبور، صار يزيد من أنين الأحياء قبل الأموات، كما عبرت عن ذلك مصادر من المجلس الجماعي لمراكش، ويدفع إلى إزاحة الستار عما يقع في المقابر من موبقات وجرائم وإعتداءات بالجملة والتقسيط على المواطنين،إضافة إلى ماتعيشه هذه المقبرة المنسية، والغير المستعملة حيث وضع موتانا كمسلمين ، داخل المقبرة المعنية بات يعتبر وضعا مخجلا، ومقرفا نتيجة التهميش والإهمال .... بقبور منبوشة, وجنبات تغمرها المستنقعات القمامات، والأتربة ومخلفات البناء، والأوساخ والقادورات ومرتعا للكلاب والسكارى والشماكرية من كل الأعمار، وجميع الأصناف كعربون استهتار أبدي بالحياة وبالموت . حاتم جمال